بقلم الاستاذ / فتحي_عثمان مع الهدنة الامريكية التي أعلن عنها أمس وزير الخارجية الأمريكي، وصلت عدد الهدن في السودان منذ اندلاع المواجهات إلى أربع، وهي كلها عبارة عن "اعلان وقف إطلاق نار هش" ينهار بعد ساعات من إعلانه، فلماذا؟
لأن المطلوب ليس هو "وقف لإطلاق النار" بل المطلوب حاليا هو وقف شامل للعدائيات؛ والأمرين مختلفان تماما. وقف النار المشاهد حتى الآن لا ينطوي على وقف تحركات الوحدات وإعادة انتشارها وإعادة التسليح وتجهيز المواقع لما بعد الهدنة. فبمجرد مشاهدة طرف لتحركات الطرف الآخر يبدأ بمهاجمته بالوسائل المتاحة فتنهار الهدنة. الذي يحتاجه السودان الآن هو "وقف شامل للعدائيات" وهذا عبارة عن هدنة "متفاوض عليها" تشمل منع إعادة انتشار القوات وتمركزها بما في ذلك وقف "مراقب" لإطلاق النار وليس كما يقال "هدنة إنسانية" يتهم كل طرف الآخر بخرقها. وتشمل عملية وقف العدائيات وقف التصريحات المعادية والالتزام الموقع عليه بما يلزم المحاسبة على الخروقات.
كل هدنة نشاهدها هي عبارة شد للقوس حتى منزعها الأخير لينطلق السهم، بعد الهدنة، بقوة مؤذية أكثر من السابق.
فلنطالب بوقف العدائيات الشامل وليس وقف لإطلاق النار كما هو مشاهد الآن.