top of page
  • tvawna1

ما ثمن "كسر الجليد" بين إثيوبيا والولايات المتحدة؟

اشتراط واشنطن انسحاب الجيش الإريتري من تيغراي للتعاون مع أديس أبابا يضع تحالفها مع أسمرة رهن الاختبار


محمود أبو بكر صحافي مختص في شؤون القرن الافريقي الأحد 18 ديسمبر 2022 18:05


بايدن وآبي أحمد أثناء مشاهدة لقاء المغرب وفرنسا في مونديال قطر (صفحة مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإثيوبي على "تويتر") أثارت الصورة التي نشرتها وسائل الإعلام الأميركية لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن وهما يشاهدان مباراة المغرب وفرنسا ضمن مونديال قطر في جو من الألفة الواضحة، حالاً من الجدل حول العلاقات الإثيوبية - الأميركية التي شهدت أخيراً تدهوراً كبيراً على خلفية الحرب التي اندلعت في إقليم تيغراي منذ نهايات عام 2020.

الولايات المتحدة التي أبدت تعاطفها مع جبهة تيغراي وفرضت عقوبات اقتصادية وتجارية قاسية على حليفتها التقليدية أديس أبابا، كانت مارست ضغوطاً كبيرة على المستويين السياسي والدبلوماسي لدفعها إلى اتخاذ مواقف في شأن الحرب والعلاقة مع الجبهة، لكن الأهم أيضاً هو المطالب المتعلقة بضرورة مراجعة علاقاتها بحليفها الإريتري.

وضمت الصورة الأخيرة الملتقطة في واشنطن على هامش القمة الأميركية -الأفريقية إلى جانب بايدن وآبي أحمد، رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش ورئيس ليبيريا وجورج ويا والرئيس النيجيري محمد بخاري، وقد أتت بعد جملة من المحادثات أجراها الوفد الإثيوبي بقيادة آبي أحمد مع المسؤولين الأميركيين، بدءاً بوزير الخارجية أنتوني بلينكن وأخيراً بالرئيس الأميركي بايدن على هامش مشاركة أحمد في القمة الأميركية - الأفريقية في واشنطن.

انسحاب إريتريا شرط التعاون

ونقل القسم الأمهري في هيئة الإذاعة البريطانية عن مصادر دبلوماسية مشاركة في المحادثات الثنائية قولها "إن واشنطن اشترطت الانسحاب الكامل للجيش الإريتري من إقليم تيغراي قبل الشروع في مراجعة العلاقات الإثيوبية - الأميركية، إذ سيمثل الانسحاب الإريتري الخطوة الأولى لجدولة رفع العقوبات المفروضة على أديس أبابا".

من جهتها نقلت وسائل الإعلام الأميركية أن دعوة بايدن رئيس الوزراء الإثيوبي إلى مشاهدة المباراة رفقة مجموعة من الرؤساء الأفارقة الذين يتمتعون بعلاقات تحالف متقدمة مع واشنطن يؤشر إلى كسر جليد العلاقات بين أديس أبابا وواشنطن.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن بلينكن أبلغ آبي أحمد "الحاجة الملحة إلى مغادرة كل القوات الإريترية إقليم تيغراي، وهو ما سيحدث بالتزامن مع نزع سلاح مقاتلي تيغراي"، وكرر بلينكن أن بلاده "لا تزال ملتزمة بدعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي، بما في ذلك آلية المراقبة والتحقق التابعة للاتحاد".

وأضاف المتحدث الرسمي أن واشنطن جددت ترحيبها "بالتقدم المحرز في تنفيذ اتفاق ’يروتوريا‘ لوقف الأعمال العدائية بين الحكومة والمتمردين في إقليم تيغراي".

وشدد بلينكن، بحسب تصريح برايس، على "أن تحقيق سلام دائم في شمال إثيوبيا يتطلب اتخاذ قرارات عملية في شأن انسحاب القوات الإريترية"، مشيداً بالخطوات التي اتخذتها الحكومة الإثيوبية لتحسين وصول المساعدات الإنسانية والبدء في استعادة الخدمات الأساس بالإقليم، وداعياً آبي أحمد إلى ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاق ووصول مراقبي حقوق الإنسان الدوليين إلى مناطق النزاع.

حدود التضحية بالحليف

وظلت الحكومات المتعاقبة على أديس أبابا تحتفظ بعلاقات تحالف قوية مع واشنطن عبر التاريخ، باستثناء الفترة التي اعتلى فيها النظام الشيوعي بقيادة الرئيس الأسبق منجستو هيلي ماريام سدة الحكم في إثيوبيا، إذ عقد تحالفات قوية مع الاتحاد السوفياتي في إطار الحرب الباردة بين المعسكرين.

لكن سقوط نظامه متزامناً مع انهيار جدار برلين دفع النظام الجديد بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى إعادة بناء التحالف التاريخي بين واشنطن وأديس أبابا، ولطالما دعمت الأولى مطالب الأخيرة في المحافل الدولية بما فيها الموقف من الحرب الحدودية مع جارتها إريتريا (1998 - 2000).

لكن الوضع السياسي الجديد الذي قام بتحالف القوى السياسية الممثلة لقوميتي الأمهرا والأورومو دفع جبهة تيغراي إلى الانسحاب ثم الدخول في مواجهة مسلحة بين المركز والجبهة، مما اضطر واشنطن إلى اتخاذ مواقف متشددة من حكومة أديس أبابا، لا سيما بعد تحالفها مع النظام الإريتري الذي يناصبها العداء وتعمل واشنطن على عزله عن محيطه الإقليمي والدولي.

ثم تأتي القمة الأخيرة بين بايدن وآبي أحمد لتطرح تساؤلات عدة حول حجم الاختراق الذي تم تحقيقه في طبيعة العلاقة المتوترة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. ويرى الصحافي والباحث في شؤون القرن الأفريقي عبدالقادر محمد علي "أن مشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي في القمة الأميركية - الأفريقية تأتي في سياق عمل الطرفين على ترميم علاقتهما التي اتسمت بالعدائية على خلفية مواقفهما من كيفية معالجة الحرب في تيغراي".

ويضيف علي لـ "اندبندنت عربية" أن "دعوة أحمد إلى الجلوس بجانب بايدن لمشاهدة مباراة كرة القدم تؤكد محاولة واشنطن منح العلاقة شيئاً من الدفء المفقود وإخراجها من حيزها الرسمي إلى دبلوماسية العلاقات الشخصية، وفي هذا رسالة لعدد من الأطراف الإقليمية والدولية في سياق التنافس الجيو-استراتيجي بين واشنطن وبكين تحديداً على النفوذ في إثيوبيا".

ويؤكد الباحث أن "آبي أحمد عمد خلال الفترة الماضية إلى تطوير علاقته مع الصين في مواجهة ضغوط الولايات المتحدة، مما دعا الأخيرة إلى تغيير استراتيجيتها حيال أديس أبابا نحو اتجاه أقل حدة خلال الأشهر الأخيرة". المصدر >>>>>>

69 views0 comments
bottom of page