top of page

تقرير اخباري عن ندوة: أزمة المنطقة.. وطبيعة الصراع

  • tvawna1
  • 6 minutes ago
  • 4 min read

استراليا – ملبورن

أقامت رابطة أبناء المنخفضات الإرترية بمدينة ملبورن بأستراليا ندوة بعنوان : (أزمة المنطقة

ree

وطبيعة الصراع) في 06 ديسمبر 2025 م التي قدمها رئيس المكتب التنفيذي السيد/ حامد إزاز، وقد حضرها عدد مقدر من نشطاء المدينة من أعضاء المنظمات السياسية والمدنية والمستقلين من الجنسين، وأعضاء من الجالية السودانية.

وقد تركزت محاور الندوة على الآتي:

1- طبيعة الأزمة:

• أرجع السيد حامد إزاز تفاقم الأزمة وتداعياتها في عموم المنطقة إلى سيادة عقليات الهيمنة وسعيها المستمر للاستحواذ على مقاليد الحكم في دول الإقليم على حساب حقوق ومصالح بقية المكونات، وأنها ليست وليدة اليوم، بل هي نتاج تراكم تاريخي لعقود من الزمان، من التهميش والإقصاء من المشاركة في حكم البلاد والتمتع بثرواتها لغالبية المكونات الاجتماعية لهذه الشعوب، بل الحرمان من التنمية في ابسط صورها من (صحة وتعليم....إلخ)، الأمر الذي أدى لتراكم كم كبير من المظالم والغبن الشديدين.

• وأشار إلى أن استفحال هذه المظالم وطول أمدها كان السبب الرئيسي لابتداء نذر المواجهة بين قوى الهيمنة ومكونات التهميش نتيجة لتنامي الوعي بالحقوق والمصالح لهذه المكونات، وذلك بعد التحول الكبير الذي شهده العالم نتيجة لانكسار حاجز احتكار المعرفة وامتلاك المعلومات عبر وسائط الاعلام الحديث، إضافة لقيام نماذج حكم منحت المكونات قدراً من حق المشاركة في الإدارة والحكم وإن في درجات بسيطة، مثل نظام الحكم الولائي في السودان، وتجربة الحكم الفيدرالي في إثيوبيا، وبدلاً من أن تتعامل قوى الهيمنة مع هذا الحيز من الوعي بما يفرضه العقل والمنطق، اختارت لغة العنف والمواجهة، ولم تكتفي بذلك بل سعت لإقامة سور من التحالفات مع مثيلاتها من قوى الهيمنة في دول الجوار والمنطقة لفرض حصار من القمع والإرهاب والتهديد على مكونات التعدد.

ree

• انطلاقا من ذلك أكد على أن قوى الهيمنة تتحمل كامل المسؤولية في قتامة المشهد واستمرار الازمة واستفحالها، الأمر الذي فاقم من تعرض الشعوب لويلات من التشرد واللجوء والدمار ومهددات الوجود الإنساني على أراضيها.

• نتيجة لكل هذه التداعيات والمظاهر، اكد السيد حامد إزاز بأن الصراع الدائر في ظل هذه الازمة هو صراع مكونات وليس صراعا نتيجة لاختلافات سياسية أو ايدلوجية بين اطرافه المختلفة، وأشار لما يحدث من صراعات في ( السودان ، إثيوبيا ، إرتريا) نموذجاً لذلك، نتيجة للاستمرار في إنكار التعدد والتنوع الذي تزخر به دول الإقليم، وغياب الاستعداد للإقرار بالأزمة رغم نتائجها الكارثية.

2- ما يخص إرتريا في الأزمة:

كما أشار السيد حامد إزاز إلى جملة من الممارسات التي تجعل من النظام الإرتري أحد الأنظمة التي تأجج أزمة الصراع في المنطقة منها:

• الهيمنة الكاملة على مقاليد الحكم في البلاد وعدم الاستعداد للاعتراف بحقوق بقية المكونات في المشاركة، ليس في حكم البلاد فحسب، بل بلغ بها الأمر انكار حقها في الوجود، والادعاء بأن إرتريا هي دولة مكون التجرينية، ومن يريد العيش فيها عليه القبول بهذه الحقيقة أو المغادرة إلى حيث يريد.

• ان النظام في إرتريا هو احد أسباب تأجيج الأزمة وتفاعلاتها في الإقليم، من خلال التحالفات المعادية لحقوق المكونات التي يقيمها بما ينسجم مع أهدافه الداعية لاستدامة الحكم في إرتريا لصالح مكونه الاجتماعي. الأمر الذي قاد إلى خوضه لحروب متعددة مع كافة دول الجوار.

• سعي النظام الإرتري لخلق الأزمات بشكل مستمر في الإقليم من خلال التدخل في الشئون الداخلية لدول الجوار الذي ابتدأه بالتدخل في الشأن الداخلي الاثيوبي حتى قبل الاستقلال من خلال التحالف الذي أقامه مع الجبهة الشعبية لتحرير تجراي أبان فترة الكفاح المسلح، ثم اتفاق السلام مع ابي أحمد في 2018 م، الذي قاد للحرب التي كان النظام الإرتري طرفاً رئيسياً في اشعالها ضد إقليم تجراي وما آلت إليه من انتهاكات، واستعداء لمكونات الشعب الإرتري جرائها، إضافة للتدخلات الحالية في الشأن السوداني.

ree

• لذلك يعتبر النظام الإرتري سبباً رئيسياً في خلق الأزمات التي تجري في الإقليم، وجر إرتريا إلى أتونها دائماً، خاصة مع الجارة إثيوبيا، لذلك يتحمل وحده كافة نتائجها، إلا أن هذا لا يعني صحة ما يدعيه النظام الإثيوبي في احقيته بالحصول على ميناء عصب بحجة الوصول للمنفذ البحري، بل هي دعاوي باطلة لا يسندها أي حق، وعلى النظام الإثيوبي مراجعة تاريخ الصراع بين البلدين على مر التاريخ وما آل إليه، والذي انتهى باستقلال إرتريا بعد حرب تحرير طويلة قدم فيها الشعب الإرتري تضحيات جسيمة.

وعرج السيد حامد إزاز على الإشارة إلى بعض العوامل الأخرى التي تعتبر من الأسباب المساعدة في إطالة عمر الأزمة، وهو الصراع البيني بين مكونات التعدد المستبعدة من قبل النظام الإرتري، ما يؤدى إلى إطالة أمد الهيمنة، واستعصاء سبل أيجاد الحلول لأزمة الصراع. الأمر الذي يستدعي منها معالجة الأسباب التي أدت لهذا النمط الضار من الصراع من خلال فتح منابر الحوار المشتركة لمعالجة أسبابه والتوافق على القواسم المشتركة بينها.

كما أشاد بالحراكات الشعبية التي تشهدها ساحة العمل المعارض الإرتري، لكن عبر عن خشيته من ضمور تنامي دورها بنفس الزخم نتيجة لافتقادها لوضوح الرؤية، أسوة بما آل إليه واقع الحال بالنسبة للحراكات التي سبقتها مثل ( يأكل ، برقيد نحمدو) من خفوت لصوتها بعدما حظيت به من زخم كبير.

وعزى ذلك للفراغ الكبير في ساحة العمل المعارض خاصة من قبل قوى العمل المدني المعنية بهذا الدور في الحشد والتحريك الجماهيري. الأمر الذي يستدعي التنسيق المشترك بين هذه القوى والعمل على خلق تكتل مدني متين للاطلاع بهذه المهام وقيادة العمل الجماهيري.

3- الحلول:

وفي ختام اللقاء تقدم برؤية الرابطة للحلول للخروج من الازمة، بالتالي دائرة الصراع المهلكة

• الإقرار بالتعدد والتنوع وحقوقه في إدارة حكم البلاد. فالقول من البعض بأننا شعب واحد، واختزال الأزمة في أنظمة الحكم هو اختزال مخل، لأن صلب الأزمة يتركز في الفشل الذريع في إدارة التنوع.

ree

• تحقيق توافق وطني داخل دول المنطقة يعتمد على صياغة عقد اجتماعي جديد يعالج جذور الأزمة، ويضمن المشاركة العادلة في قسمة السلطة والثروة. ( نموذج مبادرة العقد الاجتماعي) التي تقدمت بها رابطة أبناء المنخفضات الإرترية. لإيقاف دائرة الازمة ونتائجها المدمرة.

• تبني صيغة نظام الحكم اللامركزي الدستوري ( الفيدرالي) باعتباره الصيغة الأمثل لإدارة التعدد.

• وعلى المستوى الإقليمي، أشار السيد حامد إزاز إلى ضرورة إنشاء آليات حوار دائمة بين دول القرن الأفريقي، تقوم على بناء الثقة، ومعالجة القضايا التي تفاقم النزاعات بين دوله، مثل قضية الامتدادات الاجتماعية على طرفي الحدود بين الدول وفق الحقوق الدولية التي تنص عليها مواثيق الأمم المتحدة، كما يجب دعم جهود التنمية الاقتصادية المشتركة.

• وأكد بأن مستقبل دول القرن الأفريقي مرهون بقدرة دوله على اعتماد حلول شاملة لا تكتفي بإسكات صوت البنادق، بل تعالج جذور الأزمات. وتضع الإنسان في صميم عملية بناء السلام. وبدون هذه المقاربة ستظل المنطقة عرضة لدورات جديدة من العنف والنزوح والمعاناة الإنسانية المستمرة.

bottom of page