top of page

آبي أحمد يوجه رسالة تحذير للبرهان بشأن دعم تيغراي والجيش الإريتري

  • tvawna1
  • 3 days ago
  • 2 min read

Updated: 2 days ago

ree

في ظل تصاعد التوترات في منطقة القرن الأفريقي، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالاستعانة بمقاتلين من إقليم تيغراي الإثيوبي، في خطوة أثارت قلقًا إقليميًا واسعًا بشأن احتمالات توسع النزاع إلى صراع متعدد الأطراف. وفي هذا السياق، وجّه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسالة رسمية إلى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، نقلها وفد إثيوبي رفيع المستوى خلال زيارة إلى مدينة بورتسودان، تضمنت تحذيرًا واضحًا من أي دعم محتمل لجبهة تحرير تيغراي أو للجيش الإريتري في حال اندلاع مواجهة عسكرية مستقبلية.

وتعكس هذه الرسالة مخاوف متزايدة من أن السودان، نظرًا لوضعه الداخلي المعقد وموقعه الجغرافي الحساس على حدود إريتريا وإقليم تيغراي، قد يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. ونقل موقع “ذي ريبورتر” الإثيوبي عن مصادر مطلعة أن الوفد الذي ترأسه رضوان حسين مدير المخابرات الإثيوبية وغيتاتشو رضا مستشار رئيس الوزراء لشؤون شرق أفريقيا، سلّم البرهان رسالة تطالب السلطات السودانية بالالتزام التام بالحياد، وعدم السماح باستخدام منطقة الفشقة كنقطة انطلاق لوجستية لأي طرف من أطراف النزاع.

وبحسب ذات المصادر، لم يُبدِ البرهان أي تجاوب مع المطالب الإثيوبية ولم يقدم تطمينات واضحة، ما أثار قلقًا لدى الجانب الإثيوبي الذي سبق أن دخل في خلافات حادة مع الخرطوم، خصوصًا في ظل تحذيرات من مراقبين إقليميين من أن التوترات المتناثرة قد تنزلق إلى صراع أوسع نطاقًا. وتزايدت التحذيرات من اعتماد الجيش السوداني على عناصر من متمردي تيغراي في مواجهة قوات الدعم السريع، وهي اتهامات سبق أن وجهتها الأخيرة للبرهان، معتبرة أن هؤلاء المقاتلين يمثلون قوة رئيسية يعتمد عليها الجيش في بعض الجبهات.

في المقابل، نفى غيتاتشو رضا، رئيس الإدارة المؤقتة في إقليم تيغراي، صحة هذه الاتهامات، مؤكدًا أن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي هي حزب سياسي لا يمتلك جناحًا مسلحًا، وأن شعب تيغراي لا يملك أي دافع للتدخل في الحرب الأهلية السودانية. ومع ذلك، تشير تقارير متعددة إلى أن الجيش السوداني سبق أن قدم دعمًا لمتمردي تيغراي خلال صراعهم مع الحكومة الإثيوبية، شمل ذلك التدريب والتسليح، وهي مزاعم نفتها الخرطوم رسميًا.

وتعود جذور التوتر بين السودان وإثيوبيا إلى العام 2020، حين عزز البرهان الوجود العسكري السوداني في منطقة الفشقة المتنازع عليها، وهي أرض زراعية خصبة يدّعي السودان تبعيتها له بموجب اتفاقية 1902، بينما يستوطنها مزارعون إثيوبيون بدعم غير مباشر من حكومتهم. وفي خطوة أثارت جدلًا واسعًا، منح البرهان الجنسية السودانية وحقوق الإقامة لأعضاء جبهة تحرير تيغراي، وهو ما اعتبره محللون تمهيدًا لاستخدامهم في جبهات القتال داخل السودان، خصوصًا في ظل حالة الإنهاك التي يعاني منها الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وتؤكد قوات الدعم السريع أن أحد ضباط الجيش السوداني اعترف بمشاركة مرتزقة من قومية تيغراي في القتال إلى جانب الجيش، وهو ما اعتبرته دليلاً على تورط مباشر في استقدام عناصر أجنبية. وتثير هذه التطورات قلقًا متزايدًا في منطقة القرن الأفريقي، حيث تعتبر أديس أبابا أن أي دعم لمتمردي تيغراي يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وقد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق.

ورغم أن انضمام مقاتلين إضافيين قد يمنح الجيش السوداني دفعة في بعض الجبهات، إلا أن المعطيات المتاحة لا تشير إلى أن هذا الدعم قد أحدث تحولًا حاسمًا في موازين القوى. وتبقى الحرب في السودان مشهدًا شديد التعقيد، يتداخل فيه الدعم الخارجي مع الاستراتيجيات العسكرية والوضع الاقتصادي، ما يجعل من أي تدخل إقليمي عاملًا إضافيًا في تعقيد الأزمة القائمة.

 
 
 

Komentarze


bottom of page