top of page
  • tvawna1

تقاريرمأساة اللاجئين الإريتريين في السودان: هل عقد الجيش صفقة مع نظام أفورقي؟

عن الكاتب

صحفي مصري 09/05/2023 مع اندلاع القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، في منتصف نيسان (أبريل) الماضي، بدأت عمليات النزوح تجاه الحدود مع الجيران، ومحاولات الوصول إلى دول الجوار، ومن بينها إريتريا، لكنّ السلطات هناك استغلت الأمر بشكل انتهازي للنيل من المعارضة.


صحيفة "الغارديان" البريطانية سلّطت الضوء على ما سمّته عمليات الترحيل القسري للإريتريين المعارضين لنظام أسياس أفورقي، حيث اتجه اللاجئون شرقاً، نحو مخيمات اللاجئين في محيط كسلا، وهي بلدة قريبة من الحدود الإريترية، تضم جالية إريترية كبيرة، وطبقاً لناشط حقوقي إريتري مقيم في الخرطوم، طلب من "الغارديان" عدم الكشف عن هويته، فقد تم إخراج الإريتريين فقط من مخيم اللاجئين، وإرسالهم إلى منطقة تسمى البوابة (13) بالقرب من الحدود، حيث أمروا من قبل مسؤولي الأمن الإريتريين بالعبور إلى إريتريا، والتي تُعدّ، بحسب التقرير، واحدة من أكثر دول العالم استبداداً.


صفقة للبطش بالمعارضة

بحسب الناشط الحقوقي الإريتري، فإنّ الحكومة الإريتريّة استغلت ظروف عدم الاستقرار في السودان، وربما نسقت مع الجيش السوداني، من أجل ترحيل أكثر من (3500) إريتري قسراً عبر الحدود إلى بلدة تسيني في الأسابيع الأخيرة.

يُذكر أنّ بعض هؤلاء اللاجئين فروا في وقت سابق من الجيش الإريتري إلى السودان، قبل عام ونصف العام، من منطقة تيغراي شمال إثيوبيا، حيث تمّ إرسالهم للقتال إلى جانب القوات الإثيوبية، خلال حرب الحكومة ضد جبهة تحرير شعب تيغراي.



وقال الناشط الإريتري: إنّ (95) من بين الذين يُزعم أنّهم رُحّلوا، نُقلوا إلى السجن بداعي أنّهم معارضون للنظام، بينهم (8) سيدات، ولفت إلى أنّ بعض المعتقلين هم نشطاء سياسيون معروفون، عارضوا نظام الديكتاتور الإريتري أسياس أفورقي، لكنّ غالبيتهم من الرجال الذين فروا من الخدمة العسكرية.

الناشط الحقوقي قال: إنّ بعض الأشخاص في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تمّ إخبارهم بأنّ بعض الإريتريين تم إبعادهم عن المخيمات؛ لأنّ المخيمات لم تعد تحتوي على ما يكفي من الطعام، وأصبحت تفتقر إلى الموارد لشراء المزيد من الطعام. مبدياً قلقه على حياة المرحّلين الذين تنتظرهم أحكام قاسية، خاصّة المنتمين إلى المعارضة، حيث أكد أنّ هناك أشخاصاً بعينهم اختفوا تماماً بعد عودتهم إلى أسمرة.

سقوط قتلى ومصابين

وبحسب "الغارديان"، فإنّ (9) إريتريين على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن، في القتال الدائر في الخرطوم والمناطق الأخرى، وقد تأكد مقتل (4) إريتريين في تبادل لإطلاق النار في حي جبارة، حيث يسيطر زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) على مساحات واسعة هناك.

صحيفة "الغارديان" البريطانية سلّطت الضوء على ما سمّته عمليات الترحيل القسري للإريتريين المعارضين لنظام أسياس أفورقي

من جانبه، قال إياسو أدولا، منسق جماعة الأورومو في السودان: إنّ أفراداً من مجتمعات اللاجئين الإريتريين والإثيوبيين في السودان أصيبوا وقتلوا في الصراع. وأضاف: "كثير من الناس أصيبوا، وبسبب الاشتباكات مات الكثيرون أيضاً، لقد تأكدنا أنّ زوجاً وزوجة وطفلاً تمّ قتلهم، وتوفي (4) أشخاص آخرين على متن عربة".

كما تحدث إياسو عن محنة بعض أطفال الأورومو قائلاً: "بعض الأطفال محبوسون في مدرسة تقع في كنيسة ميديانيالم الإثيوبية الأرثوذكسية بالخرطوم، وهم موجودون هناك منذ اليوم الأول، وجميع المعلمين والطلاب موجودون هناك".

وقال تيدروس برهان، وهو لاجئ إريتري يعيش في العاصمة الخرطوم، لموقع "صوت أمريكا": إنّهم في محنة بسبب القتال العنيف الذي لا يتوقف تقريباً، وقال في رسالة عبر "واتساب": "هناك الكثير من إطلاق النار والاضطراب من حولنا". وقال إريتري آخر: "لقد تمّ تحذيرنا بإغلاق أبوابنا، والبقاء في الداخل؛ لأنّ هناك أعمال نهب وانتهاكات".

تقارير أخرى أكدت أنّ بعض اللاجئين محاصرون حتى الآن، وقالت إحداهن لـ "صوت أمريكا": "نحن ننتظر في خوف، لا شيء يحدث حتى الآن، معسكرنا بعيد عن العاصمة، ومع ذلك لا يوجد ضمان لسلامتنا." ودعا جميع اللاجئين المجتمع الدولي إلى المساعدة بشكل عاجل في توفير الغذاء والمأوى والأمن.

مجتمع اللاجئين الإريتريين في السودان

على الرغم من ظروفه الاقتصادية الصعبة، يستضيف السودان حوالي (1.1) مليون لاجئ في المجموع، حوالي 80% منهم في جنوب السودان. وكان ما يقدر بنحو (126) ألف لاجئ إريتري قد استقروا في السودان، قبل اندلاع الأعمال العدائية بين الجيش وقوات الدعم السريع، منهم حوالي (75) ألفاً يعيشون في العاصمة السودانية الخرطوم.

وبحسب "الغارديان" أيضاً، فقد واجه اللاجئون الإريتريون والإثيوبيون عدة مضايقات في السودان، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والإجبار على دفع أموال لمسؤولي الأمن؛ لتأمين إطلاق سراحهم.



ويبدو أنّ قيادات في الجيش السوداني استغلت الموقف؛ بهدف التربح من قضية اللاجئين، ومساومة نظام أفورقي الاستبدادي، لترحيل أشخاص بعينهم، يمثلون إزعاجاً لنظام أسمرة.

على الرغم من ظروفه الاقتصادية الصعبة، يستضيف السودان حوالي (1.1) مليون لاجئ في المجموع، حوالي 80% منهم في جنوب السودان

ومنذ اندلاع أعمال العنف في السودان، تمكّن العديد من الإريتريين من الفرار إلى الجنوب، ودفعوا ما يصل إلى (410) دولارات، بحسب تقرير (الغارديان)، مقابل تذكرة ذهاب فقط إلى مدينة (واو)، وهي مدينة تقع في شمال غرب جنوب السودان، وأُجبر أولئك الذين لا يستطيعون تحمل الأجرة في الخرطوم على البقاء بها رغم احتدام العنف من حولهم.

من جهتها، تواصل مفوضية اللاجئين (COR) استقبال الوافدين الجدد من الإريتريين في شرق السودان، وتحاول مساعدة طالبي اللجوء على الحدود، حيث يتم استضافتهم مؤقتاً في مراكز الاستقبال، قبل أن يتم نقلهم إلى مخيمات شجراب، حيث يخضعون للفحص والتسجيل وتحديد وضعهم، أثناء تلقيهم الخدمات الإنسانية.

وتقول الأمم المتحدة: إنّ السودان موطن لأكثر من مليون لاجئ من الدول المجاورة، بما في ذلك إريتريا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا. المصدر .>>>>>

36 views0 comments
bottom of page