ببالغ الحزن والأسى العميقين بلغني النبأ الجلل بوفاة المغفور له بإذن الله أبو عبد الهادي اسماعيل حامد عبدالهادي بشير

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (185)

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة/ 155 – 157

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) سورة الفجر.

ببالغ الحزن والأسى العميقين بلغني النبأ الجلل بوفاة المغفور له بإذن الله أبو عبد الهادي اسماعيل حامد عبدالهادي بشير الذي غاد دنيانا الفانية اثر علة لم تمهله أكثر من يومين، حيث وافته المنية في أفضل أيام السنة، وفي صبيحة يوم الجمعة أفضل الأيام.

الفقيد هو ابن الشيخ الجليل رجل البر والإحسان الأستاذ حامد عبد الهادي بشير وشقيق كل من أبوبكر وعبد الرحمن أطال الله في اعمارهم. بدأت معرفتي به في السبعينات من القرن الماضي عندما كان طالبا في جامعة القاهرة، كان يزورني في الفندق الذي أنزل به كلما قدمت إلى القاهرة. وفي عام 2002 كنت أعمل مدرسا في معهد لتعليم اللغة الانجليزية في حي الشرفية بمدينة جدة ، وكان يسكن قريبا من المعهد ، لذا كان يصر علي كل يوم أن اتناول معه الغداء في منزله العامر بشارع خالد ابن الوليد ثم يوصلني بسيارته إلى منزلي. كان رحمه الله بسيطا مهذبا ومتواضعا ويتمتع بصفات النبل،راجح العقل ذكيا، وهادئا وصبورا ومثابرا، قليل الكلام ، يصغي دائما لمحدثه بكل اهتمام حتى لو طال الحديث، ويرد بابتسامة، وقورا طيبا، وبالرغم من انه كان رجل سياسيا محنكا، لم يحدث ان هاجم مخالفيه او وحه انتقادات لاذعة للتنظيمات الأخرى.

كان يتقن اللغتين العربية والإنجليزية، عمل في مجال الترجمة فكان متميزا وموسوعة متكاملة في مجاله.كان رحمه الله فريدا واستثنائيا، وأن فقده خسارة كبيرة ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله[إنا لله وإنا إليه راجعون] وإنا لفراقك يا أبا عبد الهادي لمحزونون.

إلي جنات الخلد أبو عبدالهادي، صاحب الأخلاق العالية والقلب الطيب، رحمك الله رحمة واسعة، ونسأل الله أن يجعل كل ما قدمته من قيم وتعامل حسن مع الجميع في ميزان حسناتك.

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء الثلج البرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجمعنا به في جنات النعيم . اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ولقه برحمتك ورضاك وتغمده برحمتك آناء الليل والنهار يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور في سدرٍ مخضودٍ وطلعٍ منضوضٍ وماءٍ مسكوبٍ وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، واجعلنا وإياهم من الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم، مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين وألهم آله وذويه شريكة حياته وابنه وبنته وإخوانه وأخواته وأحفاده وأرحامه ومحبيه ورفاق دربه وآل عبد الهادي بشير وآل طنقوا وآل لجاج الصبر وحسن العزاء (إنا لله وانا لله وانا اليه راجعون).

بقلم الاستاذ /  عيسى سيد محمد