المناضل محمد عمر محمود في ذمة الله
- tvawna1
- 2 hours ago
- 2 min read
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الاستاذ / علي محمد صالح شوم
لندن- 16/07/2025
انتقل الى الرفيق الأعلي في صبيحة يوم الاثنين الموافقة ١٤ يوليو ٢٠٢٥م المناضل والدبلوماسي القدير الاخ محمد عمر محمود في العاصمة أسمرا ، وهو رجل غني عن التعريف فقد

التحق بالعمل الوطني باكرا عندما كان في مقاعد الدراسة عضوا نشطا في الحركة الطلابية الارترية ليلتحق بعدها بتنظيم قوات التحرير الشعبية (اللجنة الإدارية ) الذي اصبح الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بعد مؤتمره الأول في العام ١٩٧٧م. ومن يومها استمر في عطائه الى أن اقعده المرض.
تعرفت على الراحل المقيم محمد عمر محمود عندما تم تكليفه بمهام تمثيل الجبهة الشعبية في سوريا في ثمانينيات القرن الماضي ومن يومها توطت علاقتنا الاجتماعية وقد ساعد على ذلك شخصيته المتواضعة وقدرته على القبول بالاخر
وطبعا كل ذلك على الصعيد الشخصي بعيدا عن موقف تنظيمه من الاخرين ، وبعد التحرير عملت تحت ادارته في وزارة الخارجية عند ما كان مديرا لها مشرفا على سفارات ارتريا في الخارج في زمن الوزير المغيب محمود شريفو ، ثم سفيرا في دولة الامارات وقد عملت معه بدرجة مستشار ، في تلك الفترة بذل مجهودا جبارا لتوطيد العلاقات مع دول الخليج حيث كان يشرف على كل من دولة الكويت و دولة قطر الى جانب الامارات التي كانت مقر اقامته . وعند عودته الى إدارة العلاقات مرة اخرى تم توجيهي ايضا في الخارجية تزاملنا في الدائرة حيث كان يشغل مدير الدائرة العربية وانا مسؤل عن بلاد الشام علما ان الاخ محمد عمر شغل منصب إدارة العلاقات لفترة طويلة في عهد كل من شريفو وهيلى درع وعثمان صالح، وقد عمل سفيرا في كل من جمهورية مصر العربية و اخر موقع شغله كان سفير ارتريا في المملكة العربية السعودية والذي غادرها قبل ان يصاب بالمرض الذي الم به واقعده لفترة. يعتبر السفير محمد عمر من الشخصيات اللامعة والمقتدرة في أداء ما يكلف به من مهام. والشيء بالشيء يذكر عندما كان في الامارات تواصل مع قطر باعتباره مشرفا هناك وتم التوصل الى بناء مسجد في كرن وبالفعل ذهب وفد من قطر لمعاينة الموقع وطلب أزالت بعض المباني التي كانت مشيدة بالمواد الاولية(قطاطي) ، ولكن مسؤول الأوقاف هناك تأخر ورجع الوفد وفيما بعد تم تشييد المسجد في موقع اخر كان مقرا للشرطة وهو المسجد المعروف الان باسم مسجد الصحابة.
من المواقف التي لا انساها عند خروجي من السجن طلبت موافقة للذهاب الى دولة الكويت لطباعة كتابي الأول[مذكرات مناضل ارتري] ، وقد واجهت صعوبات في الحصول على الموافقة حيث حاول الوزير عثمان صالح المماطلة الا ان العزيز ابو وائل رحمه الله لعب دورا كبيرا للحصول على الموافقة على تأشيرة الخروج وللمرة الثانية قام بودر كبير لحصولي على الموافقة لزيارة اسرتي في بريطانيا . يتمتع الراحل المقيم بأخلاق عالية رجل قليل الكلام محب للجميع وان الجاليات التي عمل معها بالخارج منذ فترة الكفاح المسلح وعهد الدولة تشهد بذلك . الفقيد متزوج واب لكل من وائل ووليد ومنزلهم العامر كان مفتوحا للجميع .
رحم الله الأخ العزيز محمد عمر محمود (ابو وائل) وجعل كلما قدم في ميزان حسناته وانا لله وانا اليه راجعون .
علي محمد صالح شوم
لندن- 16/07/2025
Comments