العالم ينبه إريتريا وإثيوبيا إلى السلام في ذكرى "اتفاق الجزائر"
- tvawna1
- 32 minutes ago
- 3 min read

بيانات متزامنة تؤكد الدعم الكامل للاتفاق وتحث البلدين على احترام سيادة كل منهما ومراقبون: إشارة ردع سياسية
محمود أبو بكر كاتب صحفي، مختص في قضايا البحر الأحمر ودول حوض النيل
الخميس 18 ديسمبر 2025

ملخص
هل حسمت المواقف التي أعربت عنها دول الاتحاد الأوروبي وكندا والنرويج واليابان وتركيا والمملكة المتحدة، إضافة إلى بيان الأمين العام للأمم المتحدة، الجدل حول المطالب الإثيوبية المتعاظمة في شأن المنافذ الحدودية على الساحليين الإريتري والصومالي، بخاصة أن البيانات المتزامنة أكدت ضرورة احترام اتفاق الجزائر للسلام بين إريتريا وإثيوبيا، بما في ذلك الحفاظ على الحدود الإقليمية والسيادة الوطنية للدولتين وفق ما ينص عليه اتفاق الجزائر عام 2000؟
في بيان مشترك لمناسبة الذكرى السنوية الـ25 لتوقيع اتفاق الجزائر للسلام بين إريتريا وإثيوبيا في الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) 2000، أكدت حكومات كل من كندا واليابان والنرويج وتركيا والمملكة المتحدة دعمها الراسخ لاتفاق الجزائر والمبادئ الذي ينص عليها، بما في ذلك الحدود التي حددتها لجنة ترسيم الحدود بين إريتريا وإثيوبيا.
وجدد الاتحاد الأوروبي ومجموعة من الدول الشريكة دعوتهم إلى احترام السيادة والسلامة الإقليمية، في ظل تصاعد التوترات التي تلقي بظلالها على الذكرى الـ25 لاتفاق الجزائر الذي أنهى رسمياً حرب 1998- 2000 بين البلدين الجارين.
وخلال بيان لمناسبة الذكرى، أكد الاتحاد الأوروبي مجدداً دعمه الكامل للاتفاق وللحدود كما حددتها لجنة ترسيم الحدود الإريترية - الإثيوبية، وحث البلدين على احترام سيادة كل منهما واستقلاله وسلامته الإقليمية، ودعا الجانبين إلى حل أية توترات أو نزاعات بالوسائل السلمية والدبلوماسية، مشدداً على أن التزام هذه المبادئ يظل أساساً لاستقرار المنطقة ككل.
أعوام السلام
من جهته جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعم الأمم المتحدة الثابت لاتفاق الجزائر، مذكراً بأن قادة البلدين جددوا قبل سبعة أعوام التزامهم السلام من خلال إعلان مشترك، مما يعد دليلاً على قوة الحوار والتعاون.
وقال عبر بيان صادر عن مكتبه "في ظل تجدد التوترات، حث الأمين العام إريتريا وإثيوبيا على إعادة التزام رؤية السلام الدائم واحترام السيادة والسلامة الإقليمية المنصوص عليها في اتفاق الجزائر، وتعزيز الجهود المبذولة لبناء علاقات حسن جوار"، داعياً البلدين إلى مواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز التعاون الإنمائي بما يعود بالنفع على الجميع.
وفي وقت لاحق، أصدر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف بياناً أشاد فيه بالإنجاز التاريخي للسلام الذي مثله اتفاق الجزائر للسلام بين إثيوبيا وإريتريا، وبالتطلعات الدائمة لشعبي البلدين الشقيقين نحو التعاون والازدهار المشترك، وأعرب عن تقديره العميق لحكومة وشعب الجزائر لدورهما في تيسير ودعم المفاوضات التي توجت بتوقيع الاتفاق.

ولمناسبة الذكرى الـ25، دعا يوسف كلاً من إثيوبيا وإريتريا إلى تجديد التزامهما بروح اتفاق الجزائر، وإلى تبني الحوار وحسن الجوار باعتبارهما السبيل الأمثل لتحقيق حسن جوار دائم، مضيفاً أن استقرار منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر ورفاهية شعوبها تعتمد على بذل جهود متواصلة لتعزيز الثقة وتعميق التعاون ومنع التصعيد الذي يقوض الأمن الجماعي.
وأعرب رئيس المفوضية عن استعداد منظمته لدعم الدولتين والمنطقة ككل في تعزيز السلام والتنمية والتعاون عبر الحدود، مؤكداً التزام المفوضية مواكبة جميع الجهود الرامية إلى ترسيخ الاستقرار الإقليمي ودعم مبادئ الاتحاد الأفريقي.
وتأتي البيانات المتزامنة في ظل نذر الحرب الوشيكة بين الدولتين في القرن الأفريقي، على خلفية سعي إثيوبيا إلى الوصول لمنفذ بحري في السواحل الإريترية، إذ أعرب رئيس وزرائها مراراً أن استقلال إريتريا عام 1993 حرم بلاده من المنافذ البحرية، واصفاً ذلك بـ"الخطأ الاستراتيجي الذي ينبغي إصلاحه"، مما اعتبر بمثابة "إعلان حرب" بذريعة إعادة تعيين الحدود بصورة جديدة تناقض الحدود المتعارف عليها أثناء استقلال إريتريا وانضمامها إلى الأمم المتحدة، وتناقض أيضاً اتفاق الجزائر للسلام، وقرار محكمة التحكيم الدولي الناشئة عن الاتفاق الموقع عام 2000 بالعاصمة الجزائرية برعاية منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) وضمان الاتحاد الأوروبي وحكومة الولايات المتحدة.
فهل حسمت المواقف التي أعربت عنها دول الاتحاد الأوروبي وكندا والنرويج واليابان وتركيا والمملكة المتحدة، إضافة إلى بيان الأمين العام للأمم المتحدة، الجدل حول المطالب الإثيوبية المتعاظمة في شأن المنافذ الحدودية على الساحليين الإريتري والصومالي، بخاصة أن البيانات المتزامنة أكدت ضرورة احترام اتفاق الجزائر للسلام بين إريتريا وإثيوبيا، بما في ذلك الحفاظ على الحدود الإقليمية والسيادة الوطنية للدولتين وفق ما ينص عليه اتفاق الجزائر عام 2000؟
إشارة ردع
يرى الباحث في مركز "باب المندب" للأبحاث والدراسات إبراهيم قارو أن تزامن البيانات الدولية الأخيرة حول ضرورة احترام اتفاق الجزائر والسيادة الإقليمية، لا يمكن فهمه بوصفه استجابة احتفالية لذكرى اتفاق الجزائر، ولا كتحرك دبلوماسي روتيني، بل يفهم باعتباره إشارة ردع سياسية مباشرة موجهة إلى السلوك الإثيوبي في لحظة تصعيد خطابي غير مسبوق.


