top of page
  • tvawna1

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

Updated: Apr 13

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة/ 155 – 157


قاسية هي لحظات الوداع والفراق، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ونحن نتلقى نبأ رحيل قاماتنا الوطنية واحداً تلو الآخر، ها نحن اليوم نختنق بالدموع ونحن نودع واحداً من جيل المربين والأساتذة الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، من ذلك الزمن الجميل البعيد، الأستاذ المربي المرحوم أبو محمد نور إبراهيم حاج محمود ناير، الذي فارق الدنيا، بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي، تاركاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة.

لقد كان رحيله في صبيحة يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم، تلك الليلة المرجوة لأن تكون ليلة القدر، حيث وافته المنية بمدينة نقفة، في خير أيام شهر رمضان المبارك. لقد غيب الموت الحبيب الغالي، لكنه سيبقى في قلوب الجميع ولن ينسوه، وسيظل باعماله ومآثره وسيرته نبراساً وقدوة للأجيال.

لقد كان المغفور له بإذن الله من الطلاب المميزين ذكاءً وخلقاً، اختار أن يدرس في مدرسة الجالية العربية باسمرا وكان من بين المتفوقين، ونظراً لتفوقه وقوة شخصيته واخلاقة السمحة الحميدة تم اختياره معلماً في الجالية وصار من بين أنجح وأشهر المعلمين فيها، وعندما هاجر إلي السودان بسبب الأوضاع القاهرةعمل مشرفاً لمدارس بورتسودان وضواحيها، حيث ابلى بها بلاءً حسناً. 

بعد التحرير عاد الي أرض الوطن حيث تم اختياره موجهاً فنياً في مديرية شمال البر الأحمر (مديرية الساحل سابقاً) وصار من بين أنجح وأشهر المشرفين. حباه الرب بمكارهم الأخلاق، فهو طيبٌ بالفطرة، مهذبٌ بمعني الكلمة، ومتديّنٌ حسن الخلق. ولا غرابة في ذلك فهو سليل أسرة مباركة     مشهود لها بحسن الخق ورجاحة العقل والذكاء والهدوء والتواضع، هي صفات توارثوها جيلا بعد جيل (ذرية بعضها من بعض)

فقيدنا هواخ المغفور لهم بإذن الله محمد ومحمود وعثمان، والأستاذ الجليل مربي الأجيال صديقي ورفيق دربي ابو حاج محمد علي حاج محمود ناير أطال الله في عمره، ووالد كلُّ من محمد نور بنقفة ووليد ومحمود بالإمارات وحامد وناير بالسودان، ومن الإناث ثريا بنقفة ورفيدا بالقاهرة وكلهم متزوجون عدا آخر العنقود ناير. ولسعادته لم يعانِ من المرض سوى وعكة بسيطة ليومين  فارق بعدها الفانية حيث ودعه أبناءه وبناته وأحفاده ورفاقه وأخيه الأكبر منه الأستاذ محمد علي.           

لا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا لفراقك لمحزونون يا أبو محمد نور الشامخ، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. 

اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئاتعفواً وغفراناً، وتلقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم أحل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اللهم اجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين. وألهم اله وذويه وأبنائه واحفاده وأخوته وأرحامه وجيرانه ورفاق دربه وآل ناير وآل إياسو الصبر والسلوان وحسن العزاء (إنا لله وإنا إليه راجعون).

بقلم الاستاذ / عيسى سيد محمد

195 views0 comments
bottom of page