بقلم الاستاذ / عيسي سيد محمد الي جنات الخلد يا أم انتصار التقنية النقية أميرة كنتيباي بشير كنتيباي فكاك محمد هداد ركا حرم عثمان محمد حامد حمد هداد ركا
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)
ببالغ الاسي والحزن العميق، تلقيت نبا رحيل المفغور لها بإذن الله السيدة الفاضل أميرة كنتيباي بشير كنتيباي فكاك محمد هداد ركا حرم عثمان محمد حامد حمد هداد ركا، كان وقع
الخبر ثقيلاً على نفسي حيث اتصل بي خالي ابو ياسر الأستاذ الجليل عبدالرحيم خليفة محمود حمد هداد ركا لينقل إليّ نبأ الرحيل الفاجعة، فقد كانت الفقيدة سليلة اسرة كريمة اتصفت بالشجاعة والكرم ، فهي بنت خالي البطل كنتيباى بشير كنتيباي فكاك محمد هداد ركا، وزوجها إبن خالي وابن عمها عثمان محمد حامد حمد هداد ركا.
كانت علاقتي بهذه الأسرة الكريمة وثيقة جدا لرابطة الصلة والرحم، لذلك كنت قريباً منهم على الدوام، بالرغم من البعد الجغرافي الذي لم يمنعني من المشاركة في خطبة الفقيدة، حيث ذهبت مع خالي محمد حامد حمد هداد ركا من مدينة كسلا الى مدينة ود مدني، حاضرة الجزيرة، لطلب أميرة من والدها كنتيباي بشير ابن كنتيباي فكاك لابن عمها عثمان، حيث قابلنا الخال بالترحاب ولم يزد في الرد على الطلب على العبارة المشهورة في مثل هذه المواقف بين الأهل بالذات (البنت بنتكم وزيتنا في دقيقنا) وأضاف – يرحمه الله – مبروك لنا جميعاً، حقاً كانت اروع خطبة شاركت بها.
كان آخر لقاءٍ لي بالمفغور لها – بإذن الله - في أحد مواسم حج في بداية الألفية الثالثة، عندما علما هي وزوجها بوجودى في منى استاذنا رئيس المخيم وأخذاني إلي سكن الحجاج القادمين من الولايات المتحدة الاميركية، الذي كان بجوار رمي الجمرات، حيث أقمت معهم، وما لفت نظري خلال تواجدي بينهم حرص الفقيدة على قيام الليل وتلاوة القرآن بالرغم من صغر سنها، إلا أنها كانت كثيرة السجود ومرافقة المصحف الشريف.
خلال هذه الرحلة الميمونة غمراني بكرمهما الفياض، وافترقنا بذهابي أنا إلى مدينة جدة وهما إلى زيارة طيبة الطيبة. أذكر في عام 1980 عندما أتيت لأداء العمرة عرض على زوج الفقيدة ابن خالي عثمان محمد حامد– متعه الله بالصحة والعافية - مبلغ مائة ألف دولار امريكي، لاستثمارها في عمل تجاري نتشارك فيه، إلأ أني رفضت الفكرة بحجة أنني رجل أكاديمي ولست تاجر، كثير من المواقف مختزنة في الذاكرة لهذه الأسرة النبيلة التي سيذكرها التاريخ، مواقف الخيلان وشجاعتهم وقولهم الحق، وليس غريبا أن تكون الفقيدة ذات نبل وخلق كريم فهي سليلة هؤلاء الكرام.
الفقيدة أم لثلاث بنات متزوجات وولدين أكبرهم متزوج وكانت – رحمها الله – نعم الزوجة ونعم الأم كانت حسنة الخلق هاشة باشة محبة لفعل الخير، ما نقول إلا ما يرضى الله ورسوله " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "وانا لفراقك لمحزونون ام انتصار الودود الطيبة؛ طيب الله ثراك.
اللهم ارحم روحا صعدت اليك ولم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء، اللهم ارفع درجتها في المهديين، واخلفها في عقبها واغفر لنا ولها يا الله وافسح لها في قبرها ونور لها فيه. اللهم أبدلها داراً خيرا من دارها وأهلاً خيراً من أهلها وادخلها الجنة وأعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم ارحمها فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، اللهم قها عذابك يوم تبعث عبادك، وانزل نورا من نورك على قبرها، وآنس وحشتها واكرم نزلها ووسع مدخلها.
اللهم ارحم غربتها وارحم شيبتها. اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا والقها برحمتك ورضاك واسكنها الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وتغمدها بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك ورضاك يا ارحم الراحمين.
اللهم انقلها من ضيق اللحود والقبور إلي سعة الدور والقصور في سدر مخضود وطلع منضوض وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولآ ممنوعة، واجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم واكرمنا وارزقنا حسن النظر إلي وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين، وألهم آلها وذويها وشريك حياتها وأبنائها وبناتها واحفادها وإخوانها وأخواتها وارحامها ومحبيها وآل ركا وآل سعد؛ الصبر والسلوان وحسن العزاء، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
عيسي سيد محمد