بقلم استاذ/علي محمد صالح شوم لندن- 14 مارس 2022 تقوربا قلادة شرف انت في صدر الزمان قلادة وعلى جبين الدهر أمجاد تجدد وعلى الربى والبوادي ملاحم وفي عتمة المآسي أنغام تردد وداعا لعهد.المهانة والشقى وما الأمجاد.الا بالدماء تشيد ( من قصيدة لاستاذ عثمان صالح بره ) تمر علينا هذه الايام الذكرى ال 58 لمعركة خالدة في قلوب الارترين والتي جرت احداثها في صبيحة الخامس عشر من مارس 1964م.
بعد معركة (باب جنقرين) الشهيرة والتي كانت حامية الوطيس خسر فيها العدو كل جنوده الذين رمى بهم في اتون تلك المعركة وعلى رأسهم ضابط برتبة عقيد ، وبعد اسبوع من ذلك التاريخ وقعت معركة تقوربا ، وهى المعركة الفاصلة والخالدة في التاربخ القتالي لجيش التحرير الارتري البطل ، كانت من اشرس المعارك واهمها على الاطلاق في ذلك الوقت كونها جرت مع الجيش النظامي للعدو الاثيوبي وهو جيش جيد التدريب والتسليح ، فقد زج العدو بكتيبة كانت عائدة لتوها من حرب جمهورية الكونغو على امل ان يقضي على ما اسماهم ب( الشفتا)، ويقصد ابطال الثورة وطليعتهم جيش التحرير البطل ، وهو ما عكس ارادة المقاتل الارتري في التصدي والصمود فكان الانتصار التاريخي الذي كسر شوكة العدو بالرغم من التفوق في العدد والعتاد، اذاق فيها الثوار جيش الامبراطور مرارة الهزيمة والخيبة والعار، وكرد فعل قام العدو بتعليق جثامين شهداء الثورة على الساحات العامة في المدن الارترية ، هيكوتا ، بارنتو ، اغردات وكرن هادفا من ذلك كسر ارادة الشعب الارتري واظهار انه القوي والمنتصر ، كان منظر تعليق جثامين الشهداء مستفزا حقا ومؤلما ولكنه بالمقابل قوى من عزيمة الشعب الارتري ودفع الشباب للالتحاق بجيش التحرير الارتري بالعشرات ، لتتوسع قاعدة الثورة وتتطور وسائله القتالية فيما بعد.
تطور جيش التحرير واصبح قوة غيرت موازين القوة حيث امتلك كل اسباب النصر من تدريب عالي وتسليح بالاضافة الى تدفق الشباب الى ساحات التدريب والقتال ،، وقد خاض معارك الشرف والكرامة وهزم.جيش العدو شر هزيمة ، والشواهد كثيرة اهمها معارك الجنوب الارتري وما عرف بحملات الزمجا في العام.1976م وحروب حماسين وحصار العاصمة اسمرا قبلها وحروب تحرير المدن الارترية . كل ذلك وما تحقق بعد ذلك في معارك الكرامة الارترية وتدمير اليات العدو ودحره في الساحل وسمهر حتى تحقق النصر في صبيحة الرابع والعشرين من مايو في العام 1991م لترفرف رايات النصر فوق سماء البلاد ويخرج المستعمر الغاصب مهزوما مدحورا ، كل ذلك كانت نواته تقوربا العزة والشموخ ، لتصبح يوما خالدا في سجل التاريخ الارتري وعيدا لجيش التحرير الارتري البطل.
ونحن هنا نتساءل ان شعبنا قدم كل تلك التضحيات التي كانت مضربا للامثال ، كيف تسنى لزمرة معزولة ان تتحكم في مصيره ؟ ويصبح الان مضربا للتندر والاستغراب خاصة وان الشباب والذين هم عماد البناء وصناع المستقبل يهيمون في المهاجر وماتبقي منهم حبيس معسكرات الزمرة تقحمهم في حروبها العبثية او في اعمال السخرة تحت ما اسمته بالخدمة الالزامية، امر يثير الحزن والاستغراب.
علي محمد صالح شوم
لندن- 14 مارس 2022
Comments