top of page
tvawna1

33 عام بين الحافة والهاوية

Updated: May 28

بقلمالاستاذ / محمد علي ابوزينب ... ملبورن

24/05/2924

توطئة:

تقع دولة ارتيريا الفتية من ضمن أهم دول القرن الأفريقي في مساحة تقترب من المائمة وعشرون الفا ك .م. مربع.

وعلى أطول ساحل للبحر الأحمر وتجاور أهم دولتين في المنطقة إثيوبيا جنوبا والسودان غربا..



هذا الموقع الاستراتيجي الهام جعلها قبلة أنظار الدول الاستعمارية المتعددة في كل الحقب التاريخية.

امتلاك ارتيريا كذلك لاكبر وأكثر من غيرها للجزر المائية الهامة على امتداد البحر الأحمر جعلها موضع صراعات ونفوذ من القريب والبعيد متواصلة من جيرانها خاصة إثيوبيا الحبيسة.

تتعبر دولة ارتيريا وأحدة من أهم دول القرن الأفريقي كذلك لاتصالها بالجزيرة العربية مهبط آخر الرسالات الإلهية السماوية وجعلها متاثرة دينيا وثقافيا وحضاريا بها منذ امد بعيد..

مع وجود تداخلات اقليمية وقبلية مابين سكانها ودول الجوار.

امتاز إنسان ارتيريا ومنذ قدم التاريخ باصوله الأصيلة الطيبة وقبول الآخر وترحابه وبصدر رحب بالجميع علاوة على تعايشه السلمي والودي فيما بينه..

ويكفي شرفا لأهل الصدق بأنها أرض الهجرتين ودخل الإسلام وصحابة الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم قبل المدينة المنورة ونالت ارفع وارقى واكبر وسام وشهادة شرف من أشرف الخلق اجمعين بأن فيها ملك لايظلم أحد عنده ( النجاشي ) وكان أول من صلى عليه صلاة الغائب .

بدأ إنسان ارتيريا الأبي نضاله ومقاومته مبكرا وبكل الأساليب والطرق المتاحة معبرا بذلك عن سعيه وتوقانه للانعتاق من براثن الاستعمار ورفضه القاطع له.

ولقد فجر في سبيل ذلك أقوى وأشهر مقاومة عرفتها القارة السمراء واجيالها في وجهة أقوى واعتى إمبراطورية حينها في (1961) حتى كللت هذه المجهودات الجبارة والمقدرة بإعلان استقلال ارتيريا في الرابع والعشرون من مايو 1991 والاعتراف الرسمي في (1993) ليرفرف علمها بين الأمم .

ونحن نعيش في ظل دولة مستقلة لما يزيد عن الثلاث عقود ونيف ومازالت ارتيريا تتربع وبجدارة في موخرة الأمم وفي كل النواحي والمجالات المختلفة حيث يعيش شعبنا الصابر والمصابر في ظل حكومة مؤقتة وبلا دستور ولامؤسسات وسيطرت فرد وأحد لاادري ماذا نطلق عليه والذي كان شعبها يحلم بسنغافورة القارةالسمراء !!!

حاول البعض وصف النظام الحاكم بالدكتاتوري وغيرها من المصطلحات لكن عن نفسي لم أجد مفردة مناسبة لقباحة ما ارتكبه ضد ارتيريا وانسانها وحقيقة أعتذر وبشدة لهذه العبارة ( الدكتاتوري )المحترمة بالمقارنة معه.

لاتسأل عن مقومات واساسيات الحياة في ارتيريا فالكل يعيش على حد أقل من الكفاف وكأننا نعيش في العصور الحجرية الأولية في حين أن ارتيريا بها موارد اقتصادية كبيرة جدآ من التعدين والغاز الطبيعي والثروة السمكية والموقع الاستراتيجي وهلمجرا ....

بس كيف يمكننا من الأذان في مالطا ومن يصلح الجلد اذا فسد الملح.!!!

ولاتسال عن الحريات وما أدراك ما الحريات وبكل مسمياتها فهي حبيسة ومعتقلة تماما وبملاجم ورباط محكم لاياتية الحق لامن بين يديه ولاخلفه ولامن أمامه..

في ظل كل هذه الأوضاع والظروف القاسية والمريرة وبعد كل هذه السنين العجاف كان أمل وطموح الشعب الارتيري يعقد الأمل في مقاومة فعاله تشفى غليله وتعيد إليه إنسانية وكرامته المفقودة ولكن وللأسف الشديد كان حالهم كالمستجير من النار بالرمضاء.

فقد انقسمت المقاومة على نفسها شعبا متفرقة وكل حزب بمالدية فرحون

ا.!!

فمنذ اواسا الشهيرة والتي كان فيها الأمل المرتجى واتقاذ مايجب انقاذه تبدد كل شىء وانسكب المداد على الأرض ورفعت الأقلام وجفت الصحف.!!!

ولكن مازالت شعرة معاوية صامدة والأمل معلق وموجود بحكم القيم والمبادئ التي مازالت عند القلة والقليلة المتسمكة بها .

وبالرغم من وجود ملفات واضحة المعالم من قبل النظام مثل ملف المعتقلين والغياب القسري وانتهاكات حقوق الإنسان الصارخة وملف اللاجئين المعقد وسلب الأراضي واختصابها وغيرها لم تسطيع المقاومة اللعب الإيجابي المميز وعكسه للرأي العام والدولي لتدين بها الفاعل وتعيد كرامة المفعول به وهذه تقريبا قواسم مشتركة للجميع فاين أنتم ياهل الحل والعقد؟؟؟

الأوضاع والظروف القاسية والمريرة بالداخل التي يعيشها شعبنا لاتحتاج لفتوى ولاشرح لكنها تحتاج إلى تجرد مع النفس والتخلص من الاناء والتفكير الجماعي وصدق التوجهة والاخلاص في العمل لمصلحة العباد والبلاد ووحدة الصف والكلمة الجامعة والرؤية الشاملة من كل أطياف المجتمع الارتيري السياسية منها والمدنية والشخصيات المستقلة الوطنية لتقف في خندق وأحد وتقييم الحالة وتجدد رؤيتها وتواكب عصرها لتعيد بوصلتها قبل فوات الأوان..

واعلموا جميعا بأن المجرم واللص دائما وابدا يتقوي ويتكبر ويطغى بسبب عوامل الضعف عندنا والا فهو أهون من بيت العنكبوت والتاريخ خير شاهد..

رسالة لكل أبناء جارة البحر الأوفياء وفي كل بقعة من هذه المعمورة شعبنا بالداخل ينتظركم واماله معقودة بكم فكونوا على قدر التحدي الأكبر وهبوا إليهم كل بما يمكن ويستطيع وسجلوا أسمائكم في صفحات التأريخ المجيد وأنتم أحفاد الأبطال الشجعان الاشاوس سلطان وكبيري وعواتي وأنتم جيل التغيير الديمقراطي القادم للأمة إلارتيرية الكريمة باءذن الله تعالى..

هنالك محاور مهمة للانطلاق لكي ننجح في كل المشاريع المستقبلية ومفاهيم لابد من أخذها في عين الاعتبار ومعرفتها بفهم عميق ورؤية واضحة وثاقبة ولابد من ترسيخها في اذهان كل الأجيال القادمة والتي سوف تكون أدوات البناء الحديث للوطن والمواطن :

من نحن؟

ماذا نريد؟

من هو عدونا؟

وختاما تهنئة مستحقة لكل من وضع حجر الأساس لاستقلال ارتيريا وضحى بالغالى والنفيس لينعم الوطن والمواطن بالحرية والعدالة والسلام والكرامة.

وكل عام وشعب ارتيريا بامن وأمان وسلام واستقرار.

الرابع والعشرون من مايو 2024م

بقلم/

محمد علي ابوزينب ... ملبورن

79 views0 comments

Comments


bottom of page