من ارشيف
في عددها الصادر بتاريخ 23 مايو 1980، خصصت القبس الموضوع الرئيسي لصفحة "الكويت" الداخلية ذات الشأن المحلي، لحديث أجرته مع أمينة ملكين رئيسة الاتحاد العام للمرأة الأرترية، التي تزور الكويت حاليًا، للقاء القيادات النسائية الكويتية، وقد أفردت القبس الحديث لأهميته بطول الصفحة مزودًا بالصور المعبِّرة، وخلال الحديث فتحت ملكين قلبها للقبس، وتحدثت باستفاضة عن حالة المرأة الأرترية، والوضع المتردي لها ولطفلها، ومعاناتهما من سوء التغذية، والجهل، والمرض، ثم تطرقت ملكين لطبيعة الاتحاد العام للمرأة الأرترية، وأهدافه في حماية الفتيات والسيدات وأولادهن، بدورات تعليمية وفنية في السياسة، والتوعية الاجتماعية والخياطة، والكتابة على الآلة الطابعة، والإسعافات الأولية، ودوره في دعم الثوار المقاتلين والمقاتلات في جبهة الحرب، وتكشف عن إرادة المرأة الأريتية التي رغم كل تلك المعاناة تتزوج وتنجب وتربي متحملة مشاقًا فوق مشاق بصبر ورضا وحب لوطنها.
وفيما يلي نص الحوار:
السيدة أمينة ملكين، رئيسة الاتحاد العام للمرأة الأرترية، تزور البلاد حالياً، لتشرح حالة المرأة والوضع المتردي للطفل في أرتريا، ومعاناتهما من سوء التغذية والجهل والمرض، وذلك في لقاءات مع القيادات النسائية الكويتية. وفي حديثها لــ القبس شرحت ملكين طبيعة الاتحاد العام للمرأة الأرترية وأهدافه ودوره في دعم الثوار المقاتلين في الجبهة فتقول:
تأسس الاتحاد العام للمرأة الأرترية عام 1974، بعدد يبلغ المئات من السيدات، اللاتي كن من قبل مشتركات في جبهة التحرير ضمن تنظيمات نسائية تحولت إلى خلايا للاتحاد، ومن خلال ممثلات لهذه الخلايا، عقد المؤتمر التأسيسي من سنة 1974، والمؤتمر الأول للاتحاد سنة 1977، في الأراضي المحررة من ريف أرتريا.
هذا ويعقد مؤتمرنا الثاني في نهاية هذا العام، حيث وجهنا الدعوات إلى ممثلات عن الاتحادات النسائية العربية وعدد من الصحافيات.
* وعن المرأة الأرترية تقول رئيسة الاتحاد:
- المرأة في بلدي إنسانة قوية، طموحة إلى العلم والمعرفة، متعاطفة مع القضايا العربية والعالمية.. تشعر أنها والأخت الفلسطينية تعملان من داخل خندق واحد ولهدف واحد.. والمرأة الأرترية تملك شعوراً وطنياً نتيجة للاضطهادات المتعاقبة التي مرت بها، ولها ارتباط قوي بالأرض، مع قوة إرادة وتصميم على الوصول إلى الاستقلال الوطني والتحرر الكامل.
ربع مليون لاجئ
وتضيف:
- الحالة السيئة التي وصلت إليها المواطنة الأرترية من التشرد والظروف غير الإنسانية، من الفقر والجهل، والمرض، وعدم الاستقرار.. هي نفس الظروف السيئة وأكثر التي تحيط بالطفل الأرتري. ونحن نناشد الجمعيات والمنظمات العربية والدولية إلى تقديم يد العون والمساعدة والمساهمة في تهيئة ظروف أفضل للطفل والمرأة الأرترية من خلال هذه المساعدات.
واليوم أكثر من 250 ألف لاجئ ولاجئة أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ، يعيشون في الأراضي السودانية، يعانون من هذه الظروف العصبية، بعدما تعرضوا للحرق والقتل والعنف من قبل النظام الأثيوبي.
دور الاتحاد
وتقول: خطة عمل الاتحاد تشمل العمل الداخلي، ضمن تنظيمات تضم المدن الموجودة تحت الاحتلال وكل الأراضي المحررة، حيث تنتشر فروع الاتحاد داخلها.
وعمل خارجي، في الأراضي خارج البلاد، ومنه اتصالات مع الاتحادات النسائية العربية من أجل شرح عدالة قضيتنا، واستقبال بعض المساعدات من هذه الاتحادات وبعض الجمعيات.
الزواج الأرتري
* وعن الظروف المعيشية للمرأة في الخطوط الأمامية.. تقول: تتلقى الفتيات الأرتريات دورة تستغرق ستة شهور يدربن خلالها على الاسعافات الأولية وحمل السلاح إضافة إلى توعية سياسية بشأن القضية، وبعدها ينتقلن إلى الخطوط الأمامية للمشاركة مع الرجل في تحمل عبء القتال وهناك الآن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتلة أرترية في الخطوط الأمامية.
أما زواج المناضلة في أرض الميدان، فيتم بالاتفاق مع الزوج «بلا مهر» وربما فقط بدبلة الزواج إن توافرت. وبعد عقد القران يمنح الزوجان عطلة قصيرة ليعود كل منهما إلى موقعه مرة أخرى. وفي حالة حمل الزوجة يستقبلها الاتحاد النسائي في شهرها السابع حتى تلد، وإلى أن يصل وليدها إلى شهره السادس، في مؤسسة لرعاية الأمومة والطفولة. لتترك طفلها في المؤسسة وتعود تناضل على أرض الجبهة.. ويقوم الزوجان بزيارات متفرقة للصغير داخل المؤسسة حتى يكبر ليشملوه برعايتهم.
(يمكن لمشتركي القبس بريميوم تصفح العدد كاملًا من خلال الضغط هنا ص4) <<<<< :إقرأ المزيد
Comments