وداعا أبو منير محمد جمع علي نور محمد حمدنور إلي جنات الخلد أبو منير المهذب الخلوق

بقلم الاستاذ / عيسي سيد محمد (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة/ 155 – 157

وداعا أبو منير محمد جمع علي نور محمد حمدنور    

إلي جنات الخلد أبو منير المهذب الخلوق

حباه الله العلي العظيم بمكارم الاخلاق، كان صاحب شخصية كارازمية، يمتاز بالهدوء والصبر قليل الكلام، كثير العطاء، مخلصاً ووفياً ومتفانياً ونشطاً. التحق بجبهة التحرير الارترية  منتصف الستينات من القرن الماضي وهو في ريعان شبابه ضمن كوكبة من طلاب مدرسة كرن المتوسطة الذين غادروا مقاعد الدراسة وانضموا إلي الثورة وأبلوا بلاءً حسناً. تم ابتعاثه من قبل الجبهة في دورة للفحوصات الطبية في الخرطوم، وكان من بين الطلاب المبرزين ومن أنجح كوادر الجبهة الطبية، مارس مهنته بكل حب، ضمن السلاح الطبي للجبهة، ما  استحق معه اتقدير من قبل قياداته وزملائه.

بعد دخول الجبهه إلي الأراضي السودانية اغترب إلى المملكة العربية السعودية وعمل في نفس تخصصه في الحقل الطبي، ومنذ وقت مبكر اختار لأسرته الإقامة في القاهرة والتي اتقلت منها إلى هولندا نهاية التسعينات من القرن الماضي، ثم لم يمكث طويلاً حيث بهم .

تربطني بالفقيد وزوجته صلة قربى، فهو إبن عمة والدتي وحرمه أم منير بنت خالي، كان آخر عهد لي بالأسرة الكريمة عام ١٩٩٢م وكنت وقتها في زيارة للقاهرة، حيث أجبرتني بنت خالي  لأكون ضيفاً عندهم إلى حين مغادرتي، وكانوا يقيمون في أحد أحياء القاهرة الراقية. المعفور له بإذن الله هو والد كل من منير وذكي وعبدالكريم ومرجان.  

إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله. اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً، وتلقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم أحل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اللهم اجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وألْهم آله وذويه وأبنائه وابنته وإخوانه وأخواته وآل بيطروس الصبر والسلوان وحسن العزاء (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

عيسي سيد محمد