top of page
tvawna1

وداعا أبو صالح

بقلم الاستاذ / عيسى سيد محمد

)وداعا أبو صالح المغفور له بإذن الله محمد عثمان أبراهيم الزاهد والمربي الصلح واحد المصلحين الذي فجع الجميع بنبأ رحيله المر. كان رحمه الله مجاهداً وقوراً وذو همة عالية وطموح يلامس عنان السماء. حباه الرب العلي العظيم مكارم الاخلاق وشخصية هادئة وكريمة مهابة وتواضع يفرض عليك احترامة وتقديره؛ عرفته عن قرب منذ مؤتمر حركة الجهاد الاسلامي الأول وسكنا في حي الختميه الجديدة، حيث كان من الملازمين في الصف الأول، مواظباً على تلاوة القرآن، وبعد أداء الصلاة يستمر في قراءته خصوصا بعد صلاة الفجر لا يغادر المسجد إلا بعد صلاة الشروق. متدين معتدل لا يتعدى علي أحد ولا يسئ، لا تسمع منه إلا كل خير ودوداً وكريماً ومهذباً وصبوراً، أكرمه الخالق بحسن الخلق واحترام ومحبة الناس جعله آلله في ميزان حسناته. كان – رحمه الله – مثالاً للصدق والأمانة والإخلاص والتفاني في العمل، لم يعرف طوال حياته التخاذل، فقد جند نفسه للفكرة التي آمن بها وعمل من أجل تحقيقها. هذا ما يشهد به كل من رافقه وزامله وتعامل معه. كان رقيقاً وصلباً في آنٍ معاً. رقيق مع الجميع في تعامله الدمث، صلباً في كل ما يتعلق بالعمل العام حيث لا تهاون ولا تكاسل ولا تباطؤ في تنفيذ ما يمكن القيام به. رحل عن دنيانا اليوم وقد خلف سيرة عطرة ، وترك إرثاً حافلاً بالعطاء والبذل، نتمنى أن تقتدي بها الأجيال. اللهم ارحمه بقدر إخلاص وتفانيه وعبادته وبذله، وارزق أهله ومحبيه وتلامذته الصبر وحسن العزاء. اللهم ارحمه واغفر له وعافه واعفُ عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً والقه برحمتك ورضاك، وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم حل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلي سعة الدور والقصور في سدرٍ مخضودٍ وطلعٍ منضوضٍ، وماءٍ مسكوبٍ وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، واجعلنا وإياهم من الذين تباهي بهم ملائكتك في الموفق العظيم وأكرمنا وارزقنا حسن النظر إلي وجهك الكريم مع اللذين تجرى من تحتهم الأنهار دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين، وألهم آله وذويه وأبنائه ومحبيه ورفاق دربه الصبر والسلوان وحسن العزاء (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ). عيسى سيد محمد


37 views0 comments

Comments


bottom of page