بسم الله الرحمن الرحيم بقلم الاستاذ / علي محمد صالح شوم
لندن – 18/07/2024
تم تخريج الدفعة ٣٦ لمجندي ما سمى بالخدمة الوطنية في معسكر (ساوا) في الايام القليلة الماضية بحضور الطاغية اسياس ، وقد تزامن التخريج مع مرور ثلاثين عاما على على إنشاء المعسكر والذي افتتح في العام ١٩٩٤م بعيد اعلان الاستقلال بعام.
احداث كثيرة حدثت في مسيرة التنظيم السياسي الذي تقلد مقاليد السلطة وقد كانت حركة جنود الجيش الشعبي في مايو ١٩٩٣ قبيل اعلان نتيجة الاستفتاء بايام قليلة والتي كانت حركة مطلبية لتحسين ظروف المقاتلين وصرف رواتب شهرية لهم ليتمكنوا من رعاية أسرهم واحدة من المراحل التي مر بها ومن قبلها الكثير في مرحلة حرب التحرير ولكن نحن هنا بصدد مشروع (ساوا) وأسباب اقامته الغير معلنة . ذلك التحرك كان ايذانا بان واقع حال الجيش الشعبي سوف لن يكون كما كان ايام حرب التحرير والطهر الثوري الذي كان سيد الموقف ، تم استدعاء قيادة التنظيم بما فيهم الامين العام للحكومة المؤقتة ورئيس التنظيم الطاغية اسياس افورقي الى مطار اسمرا الدولي حيث كان الجنود مسيطرون عليه واقتادوه الى الملعب الرياضي في وسط المدينة، تعهد اسياس بتنفيذ مطالب الجنود كلها في اسرع وقت وانفض سامر الاعتصام ولكنه كان يضمر شيئ اخر ، تيقن اسياس ان وجوده في السلطة مرهون يالاستغناء عن مقاتلي الجيش الشعبي والاتيان ببديل اخر لتغطية حاجته الى الجيش بالطبع، ولهذا اتت فكرة الخدمة الوطنية وصدر مرسوم بذلك في اوائل العام 1994م وبدأ التنفيذ فكانت الدفعة الاولي في نفس العام ، اما الجنود الذي التقى بهم في استاد اسمرا فقد تم التخلص منهم بطريقتين الاولي اعتقال القيادات التي كانت واجهة لذلك الحراك لمدد مختلفة تتراوح بين الثلاثة أعوام والعشرة ونذكر منهم الفنان المشهور ( ودي تخول) والطريقة الثانية اصدر قرار ما عرف بالتسريح من الخدمة بدأه بمجندي الجيش الشعبي للعام 1990 اى الذين التحقوا بالجيش الشعبي قبيل التحرير بعام وصرفت لهم مستحقات حسب قول النظام مبلغ 5000 بر اثيوبي، ثم تلى ذلك ما اراد ان يستغني عنهم من المقاتلين القدامي وكان نصيبهم مبلغ 10000 بر اثيوبي ، وبهذا بدأ رحلة جديدة في ترتيب المؤسسة العسكرية وكان شعارها كما تعرفون ( وارساى يكالو) في اشارة الى تسليم الراية الى الجيل الجديد وفي تقديرنا ما هى الا كلمة حق اريد بها باطل .
بدأ مشروع الخدمة الوطنية متدرجا فالدفعات الاولى كان معظمهم من موظفي الدولة من المدنين من الفئة العمرية التي شملها المرسوم ، ثم انتقل الى عامة الناس من نفس الفئة الى ان ضم القرار طلاب الصف الثاني عشر الثانوي حيث يقضون العام الدراسي في ساوا ليتم مواصلة التدريب لمن لم يتمكن من تجاوز الامتحان النهائي ، ومع حروب النظام العبثية اصبحت الخدمة العسكرية غير محدودة الاجل على الرغم من ان المرسوم ينص على مدتها ب 18 شهرا فقط.
ونتيجة الحروب المتعددة التي خاضها وما زال فقد العديد من هؤلاء الطلاب مقاعدهم الدراسية وبعضهم استشهد في المعارك ولم يتم تبليغ اسرهم الى الان. من خلال برنامج (ساوا) تمكن التخلص من المناضلين الذين خاضوا معارك التحرير وكان لهم الفضل بعد الله في تحرير البلاد من المحتل الاجنبي.
برنامج الخدمة الوطنية معمول به في جميع بلدان العالم وفق قانون يحدد معالمه والاهداف الوطنية التي من اجلها اقيم وقد لايكون هناك خلاف في ذلك ولكن برنامج الخدمة الذي خطه عتالنظام بعيد كل البعد عن الاهداف التي اعلن عنها ولهذا نجده قد تسبب في العديد من المشاكل من أهمها مغادرة الشباب الوطن هائمين على وجوههم باحثين لمستقبل افضل بعد ان اغلقت كل الابواب امامهم لبناء مستقبلهم وبناء حياة كريم للاسف .
في عهد الثورة كان برنامج الخدمة معمول به في جبهة التحرير الارترير للطلاب الجامعين ليقضوا عاما دراسيا كاملا في الميدان يقوموا خلاله بالعمل التطوعي في مرافق التنظيم الخدميةكالتعليم والصحة والاعمال الادارية ثم يعودون الى مقاعد الدراسة. ونذكر هنا الطلاب كانوا يلتحقون بالميدان طواعية للانخراط في النضال الثوري الذي يخوضه الشعب الارتري من خلال ثورته وجيشه في الميدان ، فمنهم من استشهد ونذكر منهم الدكتور يجى جابر عمر والدكتور فظوم قبرسلاسى والدكتور اراقى هبتي وصالح درب وغيرهم ، هذا في جبهة التحرير الارترية ونفس الامر كان الطلاب الارترين يقاطعون مقاعد الدراسة للاتحاف بالميدان في الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا.
ندعو الله تعالي ان يجعل مخرجا لشبابنا الذين اصبحوا وقودا لحروب الطاغية والله ولى التوفيق .
علي محمد صالح شوم
لندن – 18/07/2024
Comments