كلمة الثوابت شهر سبتمبر2022م : هل يملك اسياس افورقي مؤهلات شغل منصب رئيس دولة ارنريا و بالتالي تمثيل ارتريا في المحافل الدولية ؟ السؤال اعلاه يطرح مجموعة اسلئةٌ أخرى وهي :
1- لماذا يتهرب دكتاتور ارتريا من المشاركة في القمم الدولية والإقليمية حيث يتسبب ذلك في ان تفقد ارتريا فرص الحضور المطلوب في المحافل الدولية وبالتالي تضرر مصالحها لان هذه القمم عادة ما تصدر منها قرارات ومن خلالها تعقد صفقات وتحقق مصالح ومنافع للدولة وذلك بدلا من التمثيل الرمزي من قبل "وزير الخارجية" الذي يعتبره الجميع مجرد "بسطجي" لا أكثر.
2- اليس تمثيل "الرئيس" في المؤتمرات الدولية والاقليميةُ جزءا من المهام السيادية لأي دولة مستقلة واجبة التمثيل بأعلى راس الهرم في السلطة كما تفعل كل دول العالم و بالتالي هي من آولى واجبات "الرئيس" الرسمية ؟
اسئلة طالما ظلت تتردد في الاذهان سنوات طوال وتثير حيرتها ،حيث ان الدكتاتور اسياس افورقي الذي يستأسدٌ على شعب ارتريا ، ظل يتجنب حضور قمم التي عادة ما يشارك فيها رؤساء الدول لتمثيل بلادهم فيها بغض النظر عن طبيعة انظمتهم السياسية وأسلوبهم في الحكم ،خاصة رؤساء دول العالم الثالث الذين ينتهزون فرص المؤتمرات الدولية والاجتماعات الاقليمية ، لان حضورهم فيها ربما يحقق لبلادهم بعض المكاسب السياسية او حتى على الاقل لإدارة عملية علاقات عامه للترويج عن بلادهم ولكن الاهم ان يتعرفوا على الرؤساء الاخرين ، وترك انطباع جيد لديهم تغيير الصورة النمطيةٌ التي يرسمها عنهم الاعلام مثلا ، وعبرها أيضا يحققون بعض "مصالح بلادهم " ويجنبونها الدخول في معارك سياسية دولية تكون عادة عاقبتها (عقوبات دولية تطال الحكام والبلاد التي يحكمونها و بالتالي تدخل بلادهم في ازمات اقتصادية أو ربما عزلة دولية البلاد هم في غنى عنها ) وهذا بالطبع يعتمد على مهارة سياسية للرئيس تكفيه وبلاده شر "الدول النافذة دوليا " ويخرج بأقل الخسائر من "معركة دبلوماسية ناعمة " نتيجة وجود جهاز دبلوماسي محترف وكفء يقدم له الاجوبة النموذجية لأسئلة متوقعة في الاجتماعات المغلقة بين الرؤساء وكذلك جهاز استخباراتي كفء يقدم معلومات وافيه عن دولة الرئيس الطرف الاخر التي تساعده في تقديم ردود مناسبة تقنع الطرف الاخر على الاقل انه مطلع كذلك على ما يدور في بلاد ه ويطرح المعوقات التي تواجهه بلاده بأسلوب منطقي هادئ ودون توتر أو نبرات غضب حتى يخرج الطرف الاخر بانطباع مريح يزيل على الاقل الحاجز النفسي بينهما على المستوى الشخصي بحيث يسهل ذلك عملية التواصل مستقبلا بينهما وبهذا يستطيع (الرئيس) ان يلعب دوره ووظيفته في تأمين مصالح دولته وشعبه بأقل الخسائر وبشجاعة ادبية بدلا من أسلوب الهروب من مواجهة مثل هذه المواقف وفي كل الاحوال يساهم حضور "الرئيس " عادة بحكم وظيفته كراس هرم السلطة في تحقيق الكثير من المكاسب أو على الاقل تفادي الكثير من المواقف الضارة من الاخرين بذلك يحفف العبء على اجهزة بلاده المعنية الاقل مستوى والتي عادة لا يكون لها التأثير المطلوب كما هو الامر مع "الرئيس" . وما ذكرناه معني به بالطبع رؤساء الانظمة "الشموالية" من الدول النامية أي الفقيرة التي عادة ما تحتاج الى الاعانات الدولية، وعليه اذا كان الامر كذلك فلماذا يتجنب دكتاتور ارتريا المشاركة وأداء وظيفته ك "رئيس" في تأمين مصالح ارتريا وإبعادها من قائمة الدول المنبوذة كما هو الحال الان ويسعى على الاقل الى تامين مصالحها الاقتصادية ودورها كدولة مستقلة في المجتمع الدولي بحيث يكون لها حضور قوى وعلى الاقل مناسب فما هي اسباب هذا التمنع :
· افتقاره الى الشجاعة الادبية الكافية في مواجهة الرؤساء الاخرين لاسيما الرؤساء النافذين دوليا وبالتالي يخشى مواجهتهم في لقاءات مباشرة أو حتى لقاءات غير مباشرة.
· عدم ثقته في اجهزته المعنية الدبلوماسية والأمنية منها في تقديم اجوبة نموذجية ومعلومات كافيه له لدحض أي وجهة نظر ضارة به او بالبلاد وبالتالي عدم القدرة على مواجهة الحقائق من الطرف الاخر .
· عدم قدرته على التحكم على حالات الغضب التي تنتابه عند مواجهة حقائق من الطرف الاخر التي يعتبرها اهانه لشخصه أكثر من كونها انتقادات لسياساته قابله للدحض والتغيير وبالتالي يتفادى المشاركة خوفا من ان يبدو أمام الجميع "رئيس" غير قادر على مواجهة المواقف بالشكل المطلوب والمتوقع من الرؤساء والزعماء و تنكشف نقاط ضعفه إمامهم وبالتالي تظهر حقيقة شخصيته الضعيفة التي تستجب بسرعة لاستفزازات الغير وتنهار بسرعه ؟
· هل يحكم على الامور بعواطفه سلبا او ايجابا وبالتالي "يشخصن" كل المواقف سواء كانت اتجاه سياسية الدولة أو على قراراته ك "رئيس" وبناء عليه يتخذ قراراته ومواقفه اتجاه الدول والمنظمات الدولية أو الاقليمية ؟
· ام انه يتفادى المشاركة وأداء دوره ك"رئيس" لدولة لأنه يدرك حقيقة من انه لا يملك القدرة على الدفاع بشكل مقنع لسياساته وقراراته لأنها غير قابله للتصديق لافتقادها الاساس المنطقي والموضوعي ؟
· ام ان كثرة الانتقادات الدولية لشخصه ولسياساته الغربية شكلت له (عقدة اوديب) من المشاركة الدولية والإقليمية؟
وعليه في الايام القادمة يشهد العالم عدد من القمم التي سوف يشارك فيها رؤساء الدول ومنها اجتماع الامم المتحدة في نيويورك وأخر في السعودية جدة للدول المطلة على البحر الاحمر التي تأجلت بسبب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يحرص رؤساء الدول المشاركة فيها بشدة لتأمين مصالح بلادهم ولدر المخاطر عنها. فهل سيشارك دكتاتور ارتريا فيها او في احداهما أم ان "عقدة اوديب "سوف تقعده عن المشاركة؟
Comments