top of page
tvawna1

نسمات هجرية

بقلم الاستاذ / محمد علي ابوزينب 01/08/2022 منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان وفي مثل هذه الايام المباركة كانت الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وبعد ثلاثة عشر سنوات ( الحقبة المكيه ) من نزول الوحي الي السماء على خاتم الأنبياء والمرسلين بعد أن عمت وسيطرت الجاهلية الظلماء والقبلية البغضاء والجهوية العمياء فى شبه الجزيرة العربية والعالم كله أقرب في حكم الغاب، وبعد غياب طويل من بعثة المسيحي عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم.

هاهي الأنوار السماوية تلتقي وتلامس الأرض وتلتحم بالرسالة الخاتمة للبشرية جمعاء الذى أخرجت الكون من الظلام الدامس إلى النور التام والتي حملت في طياتها الفوز والفلاح في الدارين مع شعارها الإنساني وماارسلناك إلا رحمة للعالمين واكرمكم عند الله اتقاكم ولافرق بين عربي ولاعجمي إلا بالتقوى. وبعد مرور مايقارب الخمسة عشر قرنا ها نحن نشاهد ونرى ولله الحمد والمنة أهل التوحيد والأمة الإسلامية وهي تشكل وتقترب إلى حوالي إثنين مليار نسمة لتمثل ثلث سكان كوكب الأرض وفي طريقها للنصف واعتلاء العرش والقمة رويدا رويدا بإذن المولي عز وجل. مابين عام مضى وعام قادم نعيش أجمل ذكرى عرفتها البشرية وبشريات ربانية لإنقاذ العباد من الضلال والجهل والظلمات إلى انوار الإسلام واسعاد الناس جميعا لتكون الرسالة الإسلامية مسك الختام وتربط الأرض بالسماء بالرحمات الإلهية والمنحة الربانية ليأتي النور والسراج المنير يتلألأ بكل القيم السوية والأصول العريقة والفطرة السليمة الصحيحة والتي أثبتتها كل التجارب العلمية والعملية ويثبتها العلم والعلماء في كل يوم من كل حدب وصوب ليكون الإسلام هو الحق والحقيقة والحل لمتطلبات البشرية جمعاء في كل نواحي الحياة ومجالاتها ودوربها المختلفة للسعادة الأبدية. مااشبة اليوم بالأمس ونحن نرى الفئة القليلة المستضعفة تحاصر وتحارب ويضيق عليها في كل ناحية وجانب وهكذا دوما أهل الحق وصاحبه يحارب ويطارد من بني جلدته المقرببن ناهيك عن عدوهم المتربص وغيرهم في كل زمان ومكان لما يحمله من القيم النبيلة والرسالة السامية والرؤية الثاقبة للإصلاح البشري، فهذا هو برلمان قريش فى (دار الندوة ) يعقدون مؤتمرهم المشؤوم للقضاء على النور المهداه للبشرية وبمساعدة كبيرهم الذي علمهم السحر واوردهم إلى المهالك والردى شيخ نجد( ابليس) وبعد أن ضاق صدرهم بالدعوة الجديدة ودعوة الحق والحقيقة يتفقون على الخلاص الأبدي منه فهذا احدهم يقترح على القوم نفي المبعوث رحمة للعالمين خارج مكة وآخر يرى سجنه واعتقاله لكن الشيخ النجدي اللعين لم يوافق على المقترحين مع تقديم المبرر المقنع لصناديد قريش.. وإذا بفرعون هذه الأمة (ابوجهل) ياتى بالمفيد والمستحسن بهدر دم الحبيب صلى الله عليه وسلم وبمشاركة كل القبائل وتفرق دمه بين القبائل بحيث لايستطيعوا بنو عبدمناف الثار منهم ،فاجمعوا الحضور بالإجماع والاتفاق على هذا الرأى الخبيث، لكن هيهات ثم هيهات لحلمهم أن يتحقق فيمكرون وآلله خير الماكرين ويكيدون كيدا وأكيد كيدا. وفي عصرنا الحالي تتجدد نفس هذه الأفكار والآراء باساليب وصور مختلفة ومواكبة للعصر فنجد بعض المسميات والألفاظ تطلق هنا وهنالك والهدف والغرض وأحد، وبالرغم من كل ذلك نجد هذا العملاق شامخا مرفوع الرأس ويتمدد ويكثر أتباعه يوما بعد يوم، وفعلا الحق أحق أن يتبع وهذ مصداقا وتصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم سوف يبلغ هذا الأمر (الإسلام ) مابلغ الليل والنهار بعز عزيز أو ذل ذليل. من ملامح الهجرة النبوية والاستفادة منها في حياتنا لابد من وقفة جادة مع النفس وأخذ الدروس والعبر وأهمها معرفة معية الله لرسوله عليه الصلاة والسلام بدا من ولادته وحتى التحاقه بالرفيق الأعلى وهو يقول لصاحبه الصديق مابالك باثنبن والله ثالثهم، وكذلك الأخذ بالأسباب كلها ومن ثم الاعتماد الكامل على مسببها. وربما بتسأل البعض عن أحوال الأمة في هذا الأيام وماتعانيه والتكالب عليها لكن نؤكد بأن الابتلاء والتمحيص أمر طبيعي ومتوقع فقط نحتاج التمسك بالمنهج الأصلي الكتاب والسنة المطهرة والأخذ بهما علما وعملا وهكذا تعلمنا ونتعلم من الهجرة فلابد من الابتلاء ليأتي التمكين ونراه قريبا ونقراءه فى دفاتر وسطور الحياة. تمر علينا الأزمان وتتوالى السنوات واعمارنا تمضي بسرعة فائقة والكل في دهشة من إيقاع الحياة السريع والعقلاء من حاسبوا أنفسهم ووزنوا أعمالهم قبل فوات الأوان يوما بعد يوم وسنة بعد سنة فمن عمل خيرا حمدالله وصار على الدرب وطلب المزيد ومن قصر وكان رصيده يميل للجانب الآخر تدراك الأمر واجتهد فيما تبقي فإنه سبحانه وتعالى لايمل حتى تملوا وهو أفرح بتوبة عبده من العبد نفسه. مع إقبال الناس ومشاغل الحياة المادية الكثير منا قد تناسى هذا التقويم الإسلامي من حيث يدري ولايدري الذي غير مسار البسيطة كلها واخرجنا من الظلمات إلى النور ووضع اللبنات الأساسية لمسار الحياة كلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فلابد من العودة لمنابع الأصل لتعود لامتنا وتاريخها مجدها وقوتها وتميزها وهي الأمة الوحيدة المؤهلة لقيادة البشرية لبر الامان بقيمها وثقافتها وحضارتها اسأل المولى عز وجل ان يبارك في أعمارنا ويتجاوز عنا فيمامضى فى عامنا المنصرم (1443) ويوفقنا لما يحبه و يرضاه ولما فيه الخير والسداد والصلاح والإصلاح والأمن والأمان والسلامة لعامنا الجديد (1444). وكل عام وانتم بخير وكل عام والأمة الإسلامية منتصرة وسائدة وفي المقدمة دومآ. محرم 1444هجرية محمد علي ابوزينب

67 views0 comments

コメント


bottom of page