بقلم الاستاذ: محمد رمضان إعلامي إرترى
Purton and Birmingham
في لقاء عفوى لم يخطط له إلتقيت بكوكبة من الشخصيات الوطنية والنضالية والرفاق في دروب العمل الوطني في مستوياته المختلفة كان ذلك في مدينتي بورتون وبيرمنجهام كان لذلك التلاقي والحفاوة مكانة كبيرة في دواخلي وأضافت بعدا وطنيا عميقا في نفسي كيف لا فحين تجد شخص يأتي إليك من مدينة أخرى خصيصا لمقابلتك والإلتقاء بك فلا شك لذلك وقع كبير وأثر طيب ففي عصر صار فيه إقتطاع الوقت صعبا فبالتأكيد سيكون قطع الأميال من المسافات أمر جميل ومقدر.
إن الهم الوطني والشعور بالمسؤولية الوطنية وتعزيز التلاحم الوطني في إلتفاتة صغيرة هنا وهناك هو السبب والدافع الأساس في خلق مساحات التلاقي والتلاقح والتعارف رغم زحمة المشغوليات والإنشغالات...
إن الذى كلل به عنقي من حفاوة التكريم وجميل الإستقبال وحرارة اللقاء يعجز المرء التعبير عنه في كلمات وعبارات وسيكون ذلك محفوظا في الذاكرة باقيا في الذهن معززا لمفاهيم التلاقي الوطني والشعور الوطني والإنتماء الموحد الذى ينبغي البناء عليه وتغذيته
في مسيرة حياتنا السياسية والإجتماعية كمخرج أساسي للخروج من حالات التشظى والخلاف والشتات وبالتالي فإن هكذا لقاءات يمكن أن تشكل أرضية وسياجا تتعمق به معاني الوطن ومحبة الآخر ووصلا للرحم بين أبناء شعب واحد إذ أن كلمة الشعب تعني أعلي مرتبة من مراتب النسب ..
فالأستاذ عبدالفتاح ود الخليفة المناضل الجسور والكاتب المعروف صاحب الكتابات التاريخية كان لي شرف معرفته عن قرب فهو شخصية هميمة مسكونة بقضايا الوطن وقضايا التوثيق وهو فوق ذلك ممن يثمن عاليا نضالات الرفاق ويحفظ لهم تاريخهم النضالي كما أنه من الشخصيات القليلة التي تعترف بقيمة الآخر وإسهامه الوطني وهذه سمة مفقودة لدينا للأسف.
ولعلك تعجب وتفخر بقصص النضال والعمل الفدائي بجبهة التحرير الإريترية حين يحكي الأستاذ عبدالفتاح ويعكس عبر حكاويه حجم ما قدم من عطاء وبذل في سبيل تحرير التراب الوطني.
وقد قدم لى مشكورا كتبا إرترية قيمة من تأليفه ستكون النواة لمكتبتي بإذن الله.
وأن الأستاذ محمد نور والأستاذ عبدالله هيجي شخصيات لها رؤية متميزة في قضايا التغيير والإصلاح الإجتماعي المتدرج المبني علي أسس علمية مهنية وواقعية نحتاجها في سبيل خلق قيم التعايش والسلام وبناء مجتمع سليم ومعافي بعيدا عن الشطط .
كما أن الأستاذ خالد أحمد عمر والأستاذ صلاح والأستاذ عثمان تكليس من الشخصيات الشابة الطموحة التي تعمل بصورة حثيثة من أجل غدا أفضل لبلادنا وشعبنا.
كما لايفوتني ذكر الأستاذ حامد ضرار والأستاذ ابراهيم كبوشي والأستاذ احمد صالح والأستاذ نورى عبدالله حيث منحوني مساحة من وقتهم الغالي لتبادل الهموم الوطنية المشتركة والترحيب بقدومى وهم بالتأكيد من الشخصيات الإرترية التي ثقلتهم تجربة العمل الوطني وقوت عودهم في شتي دروب العمل الوطني .
والأخوان الفاضلان
صالح سعد وعبد الكريم صالح داؤود كانا لهم فضل المجيء لتلك المدن والإلتقاء بتلك الكوكبة فالكلمات في حقهم تتقازم وما قدموه لي من الرعاية وكرم الضيافة لا يوصف أو يقاس فكانوا نعم المعين والسند لحين عودتى حيث أقيم.
أما الشاب الجميل والباسم دوما كمال فقد كان جميلا راقيا يشبه معدنه .
إن البناء الإجتماعي السليم لكل أمة ومجتمع يتأسس علي أرضية التلاقي الوطني البحت بعيدا عن الإنتماءات الضيقة فكرية كانت أو سياسية أو إجتماعية وهي صمام الأمان لبناء الشعور والإحساس الوطني الموحد والذي دونه سنظل نعيش في جزر معزولة ودوائر ضيقة كل يغني ليلاه .
إن ساحتنا تحتاج لمثل هكذا لقاءات عامة يكون محورها الوطن همومه وقضاياه وأن تكون علي بساط من التجرد وأساس من الموضوعية خاصة وأننا لن نستطيع ترسيخ معاني الإخاء وتعزيز المحبة إلآ بمثل هكذا تلاقي وتعارف ولقاءات جامعة تخلق روح التقبل للآخر في فكره ورؤاه وتحترم وجهات النظر الأخرى كحق أصيل يجب أن يصان ويحفظ .
في الختام جزيل شكرى وعرفاني علي ما قدمتموه لي جميعا من كرم الضيافة والحفاوة والترحاب ونبل التقدير .
تتصاغر الكلمات لتصف وتعبر لحظات الشعور بعمق الود وشموله
ودفء المحبة الذى غمرتمونى به.
نتمنى أن نلتقي بكم مرة أخرى وأن يكون ذلك في الأرض التى نحب ونهوى .
بقلم :
محمد رمضان إعلامي إرترى
Commentaires