بقلم الاستاذ / محمد رمضان
إعلامى إرترى – سكرتير إتحاد الكتاب الإرتريين بالمهجر
(1)
إن العمل الثقافى الذى يرتكز على الفِكر والإبداع والإنتاج يستطيع أن يصنع التلاقى بين الشعوب والثقافات والحضارات المُختلفة إذا ما وجد الإهتمام والحرص والرعاية والدعم من الدول والحُكومات فيكون الإبداع شجرةً يستظل تحتها الجميع ويكون فيه للحرف قيمة ! ويُصبح الكتاب منارة وقبلة للباحثين عن المعرفة والتاريخ ! وتكون الكُتب بمختلف تخصصاتها مِشكاة للإستنارة وأداةً للتوثيق عن الحياة الإنسانية .
(2)
إن إقامة المعارض والفعاليات الثقافية التى تقوم على رعاية الإبداع خاصة الكتاب فإنها عملية ذات مكاسب مُتعددة متداخلة فهى تربط الأجيال بتاريخها وحضاراتها من ناحية وتوثق لحاضر الحياة الإنسانية فيصبح الكتاب بذلك جسراً ووصلاً للأجيال القادمة تتمكن من خلاله على الفن والأدب والتاريخ والرموز الذين يُشكلون اليوم جزءاً من نسيج الحياة العامة وتفاصيلها فى مختلف الدروب ، لهذا فالإهتمام بالكُتاب والمُفكرين والمبدعين يعنى بالدرجة ربط للأجيال بماضيها وتحفيز للأجيال لتساهم فى صناعة المستقبل والحياة إذاً ففكرة إقامة المعارض والفعاليات للكتاب فكرةُ نبيلة ومقدسة فيه حماية للتاريخ وصناعة للمعرفة ورعاية للإبداع وتشجيع للإبتكار ورصد للمنتوج الإنسانى.
(3)
معرض الشارقة الدولى للكتاب هو منارة يجتذب الآلاف سنوياً من داخل دولة الإمارات وخارجها وهى فعالية ثقافية مُعتبرة فى مجال الإبداع ورعاية الفكر ومعرض الشارقة فى نسخته ال 41 هذا العام 2022م الذى بدأ فى الثانى من نوفمبر ويستمر إلى 13 من نوفمبر الجارى هو عمل إبداعى مُتكامل تنظيماً وإدارة وحضوراً ومشاركة ومما زاد الفعالية إقبالاً وتفاعلاً هوإستضافة رموز الفن والفكر والأدب والسينما من مُعظم دول العالم وبالتالى أصبحت نسخة هذا العام مُدهشة ومُختلفة وجاذبة وأصبح معرض الشارقة الدولى للكتاب جسراً للتبادل المعرفى وعنواناً للدبلوماسية الثقافية بين الشعوب، شاركت فى هذه التظاهرة مؤسسات ثقافية إماراتية وأخرى عربية ودُور نشر من مختلف دول العالم وتم إختيار البروفيسور السودانى يوسف فضل حسن شخصية العام الثقافية لفعاليا الدورة ال 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب تقديراً لإسهاماته فى مجال التاريخ والتوثيق بالإضافة لجهوده الملموسة فى النهوض بحركة البحث والتوثيق فى القارتين الإفريقية والآسيوية، حيث أصدر أكثر من 30 كتاباً وأن تكريمه يحمل رسالة ومضامين تهدف لتقديم نماذج رائدة ومؤثرة في الثقافة العربية للأجيال الجديدة لتسير على نهج الإبداع والإنتاج والإبتكار.
(4)
إن المبدعين الإرتريين من الأدباء والمفكرين صار لهم حضوراً مُشرفاً فى الفعاليات الثقافية والمنتديات والمعارض وهذا تحول نوعى كبير ينبغى تشجيعه ودعمه والمثابرة عليه ليكون هدفنا فى المستقبل القريب أن نشارك بركن متميز يشتمل على كل ما أنتجه الإنسان الإرترى فى مجالات المعرفة الإبداعية التاريخ والرواية والقصة والفكر خاصة وأن لدينا مُبدعين صنعوا للأدب الإرترى مكانة فى سماء الإبداع والكتابة خاصة الرواية وعلى رأسهم الأستاذ الروائي الكبير / حجى جابر والذى حاز على جائزة الشارقة للإبداع العربى عام 2012م عن روايته ( سمراويت ).
ولهذا فإننا وبقليل من الجُهد والتنظيم قادرون على أن نزاحم بإنتاجنا الأدبى والفكرى فى الفعاليات الثقافية والفكرية بصورة مشرفة تعكس مكانة شعبنا وتاريخ نضاله ورقى شعبه .
(5)
إن دار النُخبة للنشر أصبحت مظلة ترعى الإبداع الإرترى وتُساهم فى إنتشاره بشكل واسع وكبير وبفضل مشاركة هذه المؤسسة على نطاق واسع فى المعارض والمُنتديات صار إنتاجنا الإرترى يتمدد وينتشر ولهذا يجب أن نشكر إدارة النخبة على جُهدها وتعاونها مع الكتاب الإرتريين عامة وإتحاد الكتاب الإرتريين بصورةٍ خاصة وأن ما تقدمه دار النُخبة من تسهيلات ورعاية وإهتمام يستحقان الشُكر والعِرفان .
(6)
فى معرض الشارقة الدولى للكتاب النسخة 41 كان إنتاج شبابنا حاضراً على رأسهم روايات الأستاذ/ هاشم محمود (الإنتحار على أنغام الموسيقى) وغيرها من الروايات التى جادت بها قريحته وقلمه والأستاذ الشاعر/ عبد القادر ميكال وديوانه الجاذب (الأطفال والبحر ) وكذلك روايات المهندس/ محمود شامى (روزالين) ورواية (وثالهما الفنجان ) كانت هذه الروايات تحتل مكانها فى ركن النخبة العربية للإستثمار والتوزيع – مصر ولهذا أكرر إن مشاركة إنتاجنا الفكرى والإبداعى فى الفعاليات الثقافية خطوة مهمة للتعريف بثقافتنا وتاريخنا النضالى وحياة شعبنا وتراثه، وبما أن الكتابة هى جسر تواصل بين الشعوب فليصبح لزاماً علينا أن نُساهم فى عملية الإنتاج بالدعم والتشجيع حتى تتكامل صور الإسهام المعرفى والإنتاج الإبداعى والتوثيق التاريخى وحين تكتمل دائرة الإجتهاد والعمل حينها حتماً سنصل لعكس عمل إبداعى إرترى كبير ومتميز..
محمد رمضان
إعلامى إرترى – سكرتير إتحاد الكتاب الإرتريين بالمهجر
Comentarios