top of page
tvawna1

مشروع أبي أحمد

Updated: Jun 25

ترجمة وتقديم بقلم الاستاذ / فتحي عثمان.

الرب، السلطة والحرب في اثيوبيا الجديدة

توم غاردنر

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في خدمة نهاية الأسبوع المسماة لونغ ريدز (القراءات


الطويلة) مقتطفات من كتاب الصحفي توم غاردنر عن رئيس الوزراء الاثيوبي أبي احمد والذي صدر تحت عنوان: مشروع أبي: الرب، السلطة والحرب في اثيوبيا الجديدة. وفيما يلي أقدم لكم مقتطفات من هذا المقال.

تحت عنوان: "من جائزة نوبل إلى الحرب الأهلية: كيف خدع زعيم اثيوبيا العالم." استهلت الغارديان المقتطفات بهذا التصدير: "حينما تولى أبي أحمد السلطة في اثيوبيا تم الاحتفاء به محليا ودوليا كموحد للبلاد ومصلح، وبعد عامين لاحقا، اندلع عنف رهيب وغير مسبوق، فكيف أساء الناس فهم الرجل"

حول شخصية أبي أحمد:

يبدأ غاردنر الحديث بالقول بأن كل من طلب منهم الحديث من زملاء وأصدقاء أو أقارب أبي أحمد رفضوا التعامل معه سواء كانوا في اثيوبيا أو خارجها، وذلك بتجاهل اتصالاته أو الاعتذار أو الموافقة والانسحاب لاحقا مع شطب رقمه من هواتفهم. ويقول إنه في السنوات الست التي قضاها في اثيوبيا وأثناء الاحتفاء بأبي أحمد كزعيم جديد لم يستطع التحدث إلى الكثيرين الذين اعتبروا الرجل لغزا.

وصل أبي احمد الى السلطة في 2018 وأعلن عفوا عاما عن المعارضين وعقد اتفاق سلام تاريخي مع ارتريا وسمح للأحزاب المعارضة بالعمل وكذلك الصحافة وكان ذلك محط إعجاب العالم كله ودهشة الاثيوبيين أنفسهم. وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 وبعد شنه الحرب على تيغراي أصبح من أكثر الحاصلين على هذه الجائزة إثارة للجدل بعد هنري كيسنجر.

يواصل غاردنر القول بأن أبي أحمد جاء إلى السلطة برؤية، ولكن ليس ببرنامج سياسي واضح أو أيديولوجية جامدة، ولهذا أصبح مخادعا وغير صادق عبر إيهام الكل بأنه معهم، وربط مستقبله الشخصي بمستقبل البلاد عبر تشكيل اثيوبيا على صورته الشخصية.

الترحيب الدولي به:

رحبت كل الولايات المتحدة وكذلك الامارات العربية المتحدة والتي كان ولا يزال يطمح زعيمها الشيخ محمد بن زايد إلى تحويلها إلى لاعب أساسي في القرن الافريقي والبحر الأحمر بأبي أحمد بحماس منقطع النظير. وبذلك انهالت الاستثمارات الضخمة على البلاد، وأصبح العالم مغرما بالرجل، حتى الدبلوماسيين المعتمدين في العاصمة الاثيوبية والذين كان يطلب منهم كتابة تقارير واقعية إلى بلدانهم كانوا واقعين تحت سحر الرجل خاصة السفير الأمريكي هناك. أحد تقارير السفارة الامريكية وصف الرجل بأنه "فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل، ويمثل فرصة ذهبية لحماية وتنمية المصالح الامريكية في المنطقة". أكد أبي احمد لواشنطن بأنه ضد النفوذ الصيني في بلاده وفي المنطقة وأنه يعتبر الحزب الشيوعي الصيني "ملحدا". في الفترة من 2018 إلى عام 2023 استثمرت الولايات المتحدة أربعة مليارات ومئة مليون دولار منها 600 مليون دولار لتطوير الديمقراطية في البلاد ووصل الأمر إلى درجة إرسال مستشارين أمريكيين للوزارات الاثيوبية.

بالإضافة إلى حصوله على جائزة نوبل ظهر أبي أحمد في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة لمجلة تايم ونشرت له الفايننشال تايمز صورة غلاف تحت عبارة "تعويذة افريقيا الجديدة". وحظي بدعم من رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير والعديد من أعضاء الكونغرس، وهو قام بالعزف على أوتارهم، حيث أشار إلى إعجابه بالنموذج الأمريكي قائلا "الرأسمالية طريقي" وخاطب منتدى دافوس بالقول بأنه يؤمن بالتطور الرأسمالي القائم على القطاع الخاص.

أبي واسياس وامريكا:

يقول غاردنر بأن اتفاق السلام الاثيوبي الارتري كان من المبادرات التي حظيت بدعم كبير من واشنطن. منحت إدارة الرئيس ترامب السفير الأمريكي والقائم بالأعمال السابق في كل من ارتريا واثيوبيا دان ياماماتو صلاحية واسعة لاستكشاف امكانية جر ارتريا وإخراجها من المدار الصيني وإعادتها إلى المدار الأمريكي. ويقول غاردنر بأن ياماماتو زار أبي أحمد قبل توقيع الاتفاق بصحبة السفير الأمريكي هناك راينر، وأكد غاردنر بأن ياماماتو قال في مقابلة له بعد تركه العمل الحكومي: "لقد قال لي (أبي أحمد) وللسفير راينر ماذا تريدون مني أفعل؟ فقلت له: نريدك أن تنهي النزاع الاثيوبي- الارتري. هذا ما أردناه، ولقد فعلها والتقط الكرة".

ولكن ما اتضح لاحقا أبي أحمد لم يكن يريد علاقات اخوية مع ارتريا، بل يريد حليفا قويا في حربه المقبلة ضد تيغراي، حسب غاردنر. وبعد توقيع اتفاق السلام لم يقدم أبي أحمد مسودة الاتفاق وبنوده للبرلمان الاثيوبي للمصادقة عليها ولم تعرف سبل معالجة مشاكل التبادل التجاري والعملات الخاصة به أو آليات استخدام اثيوبيا للموانئ الارترية أو حتى موضوع ترسيم الحدود. وكانت قيادة تيغراي أكثر الأطراف خوفا وتشكيكا من الاتفاق وبنوده.

ويستخدم غاردنر تعبير "أبي مانيا" او هوس أبي أحمد للإشارة إلى الكاريزما والتأثير الطاغيين له، خاصة عند لقائه بالجالية الاثيوبية في واشنطن حيث توافد إلى مكان الاجتماع حشد يقدر بعشرين الف من الحضور.

يقول غاردنر بأن بعض الدبلوماسيين طلبوا من أبي أحمد في عام 2020 التصالح مع جبهة تيغراي، ولكنه نحى مطالبهم جانبا، في نفس الوقت الذي كان فيه حليفه اسياس افورقي يسلح جيشه من روسيا ويحفر الخنادق ويشن حربا إعلامية مسعورة ضد تيغراي وقادتها بوصفهم معرقلين للسلام ولمسيرة أبي أحمد، وبأنهم يعدون العدة لغزو ارتريا. وضمن الإعداد للحرب قام أبي أحمد بتغيير العملة الوطنية وطالب المواطنين والمؤسسات بإيداع أموالهم في المصارف ومنع المخصصات الفيدرالية من إقليم تيغراي خاصة التي كانت معدة لمكافحة أسراب الجراد والتي أتت على المحاصيل الزراعية في الإقليم مسببة أزمة غذائية حادة وقام بالتجهيز للحرب مع حليفه في اسمرا (هنا لا يشير غاردنر إلى العوائق والتصعيد الذي كانت تقوم به جبهة تيغراي في الفترة التي سبقت الحرب)

في الثالث من نوفمبر من 2020 اندلعت الحرب إلى أدت هلاك 600 ألف واتهام أبي وحليفه بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى الإبادة. في العام الماضي صرحت إدارة الرئيس بايدن بأن حكومة أبي أحمد لم تعد "منخرطة" في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"

وينهي غاردنر حديثه بأن رئيس الوزراء والذي كان يطمح لمحو مشاكل البلاد بلمسة سحرية ويعيد بناءها من جديد أغرقها في دوامة من المشاكل، وعبر أسلوبه التمييزي في القيادة اثار أحمد ما يسميه علماء الاجتماع "بالتناقضات البنيوية" للدولة الاثيوبية إلى حد الدفع بها إلى شفير الانهيار، وباعتبار أنه استخدم المطرقة لمعالجة مشاكل البلاد الحساسة فإنه يمثل بذلك الحافز لخرابها المثير.

ترجمة وتقديم فتحي عثمان.

39 views0 comments

Comments


bottom of page