بقلم: عبد العليم جعفر (السودان – القضارف)
تابعت قبل أيام، لقاء وطني هام، على تقنية الزوم، تحت عنوان ( الاصطفاف الموحد)، حضره عدد لا بأس به، ومن مناطق مختلفة، في مناطق تواجد الإرتريين في أنحاء العالم.
ومصدر سعادتي، أن اللقاء ضم مختلف الأجيال، وتم فيه طرح قضية الوطن والمواطن. ولأول مرة، تابعت تجمعا صريحا وواضحا في أهدافه ورسالته وحتى لغته. حيث كان الموضوع المطروح، وبكل صدق، أين نحن الإرتريين الناطقين باللغة العربية والمسلمين على وجه التحديد، مما تعيشه إرتريا؟ وماذا علينا القيام به، تجاه حقوقنا مع مراعاة حقوق الآخرين؟ في هذه الأفكار الصريحة دار النقاش و الحوار، بين الأجيال.
وكان المتحدث الرئيسي في الموضوع، صاحب الفكرة والرؤية، المربي الكبير الأستاذ/ عبد الرحيم محمود، وقدم الأسباب التي دعته إلى هذا النداء. وما أسعدني جدا، هو أن الحضور كان واعي جدا، لقضية المواطنة والشراكة التي تقوم عليها إرتريا منذ التاريخ وحتى آخر أيام الدنيا. ومع ذلك احترمت في المجموعة أنها قالت كلمتها بشكل صريح وواضح، أين هي حقوقنا ؟ ولماذا كل هذا الشتات؟
استمرت الجلسة لساعات، ما يؤكد أن المجموعة جادة في طرحها الوطني الصريح. وما يؤكد ذلك، أن عددا من الرجال والنساء تطوعوا لقيادة العمل كسرتارية مؤقتة، والأجمل أن السكرتارية الطوعية، ستقوم بدعوة عامة، تناقش فيها كل الخطط والبرامج واختيار قيادة تقوم بمهام (الاصطفاف الموحد) في إطاره الوطني، كما أراها من خلال المتابعة لما طرح من آراء.
أيضا ركز الحضور، أن التغيير يبدأ من النفس أولا، ثم المجتمع والفئات، بالتالي علينا تغيير الكثير من سلوكياتنا التي أثرت على هذا الواقع.
وحسب علمي أن السكرتارية الطوعية، تقوم بمهامها على أكمل وجه، وأنها ستقوم بنشر أنشطتها وأعمالها للجمهور.
ما لفت نظري، هو غياب المراصد والمؤسسات الإعلامية بل حتى الناشطين الإعلاميين، وأيضا الفعاليات والأحزاب السياسية، بمعنى لم تكن هناك كلمات من ممثلي الأحزاب والناشطين السياسيين إذا لم أكن مخطأ، ولكن يشكر الأستاذ عبد الرحيم محمود المربي الجليل، أنه قام بهذا الجهد الجبار، وجمع عدد من الإرتريين الحريصين على مصلحة الوطن، وتفاكروا جميعا، وخرجوا بسكرتارية طوعية.
السؤال الهام، ماهي آليات الاستمرار لمثل هكذا عمل وطني صريح وواضح؟ هل سيكون هذا الاصطفاف كسابقاته أم سيكون مستمر برؤية وطنية واضحة وشاملة ؟ هذا ما ستؤكده لنا الأيام والأحداث.
شكرا لمثل هذه المبادرة الجريئة الكبيرة الوطنية. وشكرا مستحق لصاحب المبادرة الأستاذ المربي العظيم / عبد الرحيم محمود.
Comments