العشرون من رجب 1444هجرية
بقلم/ محمد علي حامد ابوزينب
اقتضت الحكمة الإلهية والقدرة الربانية أن يمتحن المسلم ويبتلى المؤمن في هذه الدنيا بالخير والشر.
(افحسبتم إنما خلقناكم عبثا وانكم إلينا لاترجعون )
(ونبلكم بالشر والخير فتنة )
(عجبا لامر المؤمن أن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، ان إصابته سراء شكر فكان خيرا له،
وان إصابته ضراء صبر فكان خيرا له.)
شاهدنا وشاهد العالم كله الزلزال المدمر الذى ضرب واصاب جنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا والذي افجع وابكي الجميع وهو يحصد الأرواح والممتلكات ويجرف مدن وقرى بأكملها ومن فيها .
تتحدث آخر الإحصائيات بفقد حوالى خمسة وعشرون الفا والعشرات من الجرحى والاعداد قابلة للزيادة يوما بعد يوم.
كل من شاهد هذه المصيبة الكبيرة جدا والحزبنة عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي اعتصره الألم وتفطر قلبه وكتم انفاسه مع مناظر تجعل الوالدن شيبا.
(يأيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)
كما هو معلوم بأن هنالك أمم اهلكها الله سبحانه وتعالى من السابقين الأولين ولنا القصص والعبر من قوم صالح وعاد وثمود ولوط وغيرهم. لكن امة المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم امة مرحومة كما ذكر حبيبنا صل الله عليه وسلم ومصيبتها تتمثل في الزلزال والبراكين والهرج والمرج والفتن بينهم، وصدق الصادق المصدوق الذى لاينطق عن الهوى.
موقف المسلم في مثل هذه الشدائد والمصائب العظيمة والأحداث ثابت لايتزعزع ولايجزع فهناك ركن من أركان الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره.( انتبهوا وشره )
( إنما أمره إذا أراد شىء شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذى بيده ملكوت كل شىء واليه ترجعون ) فامره بين الكاف والنون.
والحياة لاتصفوا للمؤمن أبدا فيوم فرح واخر حزن والاصل في الحياة الابتلاء وهذا عقيدة معروفة وراسخة لأهل الإيمان ونحن ليس بأفضل من رسوله وانبيائه الأخيار عليهم الصلاة والسلام الذين كانوا أكثر بلاء وامتحانا، ويبتلى المؤمن بقدر إيمانه.
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال الأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) ركزوا بشيء ما ارحمك يارب العالمين.
هنالك حكمة تغيب عن الاذهان البشرية جمعاء ولايعلمها الا الحكيم الخبير فهو الذى خلق السموات والأرض وقدر فيها اقواتها واقدارها وخلق البشر وقدر لهم المقدور فكل شيء أراده الله وقع وهو احكم الحاكمين ولامعقب لحكمه وهو القدير اللطيف.
( لايسال عما يفعل وهم يسألون )
هنالك دروس وعبر ومواعظ يجب أن يفطن لها أصحاب القلوب الحية والنفوس السليمة الصحيحة:
- اعلم ياعبدالله بأن الحياة يمكن فقدها ومغادرتها في أقل من لحظة واقل مما نتصور وكل يوم يمضي ونحن نقترب للمصير المحتوم وياليت شعري في كيفية الختام فالعقلاء يعدون العدة لتلك اللحظة.
( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
دقات قلبي المرء قائلة....إن الحياة دقائق وثواني .
- المخلوق البشري أضعف من الضعيف ولايملك نفعا ولاضرا ويجب التمسك بالمنهج الرباني وتحقيق أسباب وجوده ورسالته الحقيقية في هذه البسيطة..
( وماخلقت الجن والانس إلا ليعبدون )
- دوام الحال من المحال فلا تركن لرغد عيش ولاتجزع لفقدانه، الأحباب الذين فقدناهم فى هذه الكارثة العظيمة كانت لهم آمال عريضة وامنيات مستقبليه وأحلام بلا حدود فالموت يأتي بغضة والقبر صندوق العمل فما فاتهم يجب أن لايفوتك واغتنموا الخمسة المعروفة وأهمها في هذاالصياغ، (حياتك قبل مماتك )
من أهم المشاهد والصور التي تهز الوجدان في هذا المصاب الجلل الاثرة الإيثار في أصعب الأوقات واحرجها في أغلى مايملك الإنسان (نفسه)،فهذا اب يحمي فلذات كبده على حساب حياته وأم عطوف رؤوم تحضن رضيعها لتهب له الحياة وتضحي بنفسها.
_ قيمة الصبر وتحقيق عقيدة الصبر في السراء والضراء.
- الامتحان والابتلاء هو الأساس في الحياة.
( الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا )
وراينا اخرون وهم في أصعب الأوقات وتحت الانغاض وهم يتلون كتاب الله ويهللون ويكبرون ويحوقلون ويلقنون الشهادة لأبنائهم حتى تكون الخاتمة السعيدة واخت أخرى ترفض الخروج إلا بعض إحضار الحجاب لها وهنا السؤال المحرج لنا كيف ياترى حالنا من ذلك؟ ونحن نعيش في رغد العيش وكان جنتنا واخرتنا قدمت لنا فهل حققنا العبودية الكاملة لله سبحان وتعالى وهذاالسؤال للفتاةالمسلمة والتى لم ترتدى حجابها وسترها ؟؟؟
الله المستعان وعليه التكلان ولاحوله ولاقوة الابالله العلي العظيم حالنا يجب بنفسه.
،فلاتامنوا مكر الله فالنابيهات ياتين بياتا وليلا ونحن غافلون.
استعريت عنوان المقال ( مالنا غيرك يا الله ) من أحد أبطال أهلنا في الشام اهل التوحيد والايمان وهو يفقد اثني عشرة من أفراد أسرته ولقد نطق حقآ في حال الأمة الإسلامية كلها.
رسالتي لأهل المصاب الجلل والذين فقدوا من يحبون نؤكد بأن الكل يشاطركم احزانكم ويحسون بالالم معكم فالفقد وأحد والبقاء لله وحده.
( إنما المؤمنون أخوة )
إنما المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أن المولى عز وجل يختار من عباده الصالحين ليكونوا شهداء فكل الذين فقدناهم فى هذا الزلزال هم من شهداء أمة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام الخمسة المعروفين في الحديث الشريف ومنهم (صاحب الهدم ) ويجب أن لانطلق علبهم قتلى بل شهداء عند ربهم يرزقون فهنيئا لهم بهذه الخواتيم .
( وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين )
يجب على مسلم في أى مكان من المعمورة من أمة الاثنين مليار نسمة تقديم المساعدة بما يستطيع في كل النواحي من الضروريات فهم يفقدون أقل وابسط مقومات الحياة فمن لم يستطع فعليه باضعف الإيمان وهو الدعاء والتضرع الصادق لهم .
اللهم لك الحمد والشكر على ما قضيت ونسألك العفو والعافية والسلامة لعبادك وخلقك ونسألك حلمك بعد علمك واللطف بنا ومغفرتك ورحمتك وعفوك ورضاك.
اللهم رحماك بالأطفال الايتامى الرضع والشيوخ الركع والنساء الثكالي والبائهم الرتع.
اسأل المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويجعل قبورهم روضة من رياض الجنة ويرفع درجتهم في العليين.
خالص التعازي والمواساة الحارة للشعبين الشقيقين .
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حوله ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
( إنا لله وإنا إليه راجعون )
العشرون من رجب 1444هجرية
بقلم/ محمد علي حامد ابوزينب
Comments