بقلم الاستاذ / علي محمد صالح شوم
12/04/2023
تناقلت وسائل الاعلام خبر زيارة وفد عسكري كبير لعصابة اسمرا برآسة الجنرال ابرها كاسا
رئيس جهاز الامن الوطني الى جمهورية اثيوبيا الفدرالية والجنرال ابرها كاسا ومن معه ( اعضاء الوفد)، معروفون لدى الشارع الارتري بقسوتهم وجبروتهم وابرها شخصيا احد اهم جنرالات العصابة التي وضعت في قائمة المحظورين والمطلوبين للعدالة ، والمتتبع للزيارة المذكورة لم تهتم بها وسائل الاعلام الخارجي بما فيها الاثيوبية نفسها وهذا يقودنا الى استنتاج بان الزيارة والترويج
لها من قبل المدعو يماني قبر مسقل وزير اعلام العصابةالغرض منه هو اظهار دور الدكتاتور وعلاقته مع الحكومة الاثيوبية حتى بعد اتفاق بريتوريا الموقع بين الحكومة المركزية في اثيوبيا وحكومة اقليم التقراى والمضي قدما في تنفيذ بنوده، الاتفاقية التى اوقفت هدير المدافع ووضعت طاغية اسمرا في موقف لايحسد عليه حيث لم يحقق هدفه في القضاء على الجبهة الشعبية لتحرير تقراى (وياني). فهذه الاخيرة وعلى الرغم من حجم الدمار والموت والابادة والحصار الخانق الذي تعرض له التقارو الان انها مازالت شريكا بل والحاكم الفعلي لاقليم التقراى ، يعني لم تختفى من المشهد كما كان يخطط ويحلم الطاغية اسياس
.
واللافت ان زيارة الجنرال ابرها كاسا والوفد المرافق له اتت بعيد الزيارة التي قام بها وفد الحكومة الانتقالية لاقليم التقراى لاديس ابابا واللقاءات الناجحة التي اجراها هناك والزيارة التي شملت مقر حكومة الاورمو والاتفاقيات التي وقعها الجانبين والتصريحات التي اختتم بها الوفد التقراوي باعلان التعاون الاستراتيجي بين حكومتي الاقليمين، هذه الزيارة جعلت الطاغية في اسمرا ينظر اليها شزرا معتبرا ان مثل هذه التحالفات قد تكون على حسابه خاصة والموقف الدولي والاقليمي من اسمرا والغرب على وجه الخصوص غير راضي عن مايقوم به . من هنا نعتقد ان الزيارة التي لم يكن مخطط لها جاءت للتشويش على ما يجري على الارض في تطبيق اتفاق السلام المذكور والضغط على اسياس لسحب ماتبقى من قواته والكف عن التدخل في الشأن الاثيوبي، ومن الاهداف الاخرى للزيارة التغطية على ما يدور في الخفاء بينه وحليف الامس (أبي احمد) ، لم يلتقي الوفد بكبار المسؤلين وقد اقتصرت اللقاءات على نظرائهم العسكرين ولم تعدو كونها زيارة مجاملات حتى حفل العشاء الذي اقيم على شرفهم لم يجد تغطية اعلامية واسعة من وسائل الاعلام الاثيوبية. أما الرسائل التى اراد الطاغية ايصالها تمثلت في:
١- ايهام الرأى العام الارتري بان علاقته بالحكومة الاثيوبية مازالت متينة وله الكثير الذي يمكن فعله وان هدفه من دخول الحرب الى جانب الحكومة المركزية قد تحقق!!!
٢- ارسال رسالة الى بعض دول الجوار من خلال زيارة الوفد لسد النهضة في اشارة الى ان اسمرا لها القدرة على الابقاء على علاقاتها بأبي احمد ويمكنها الوقوف معه في حالة تعرضه للتهديد من الدول المذكورة وكانت نفس الرسالة قد بعث بها الطاغية نفسه في اوج الازمة بزيارته السد من قبل وكان حينها يتهم مصر والسودان بمساعدة التقراى وتقديم العتاد العسكري لهم خفية.
٣- الموضوع المهم في الزيارة ايجاد خط رجعة للمعسكر الغربي خاصة الولايات المتحدة الامريكية وهذا دور يتوقع اسياس ان يقوم به ابي احمد وكان قد رشح ان اثيوبيا لها الرغبة الكبيرة في التوسط بين امريكا وأسياس وقد ذكر ذلك ابي احمد للوزير بلينكن في زيارته الاخيرة الاثيوبيا حسب بعض المصادر التي فضلت حجب اسمها انذاك، ونتوقع ان يكون الوفد قد قدم التنازلات لعودته الى الحضن الامريكي وذلك لعدم قدرته في التمادي باطلاق التصريحات المعادية للغرب ، ومن اهم التنازلات تراجعه عن التحالف مع روسيا وحلفائها تدريجيا.
٤- العلاقة القائمة مع مليشيات الامهرا والتدريب والعون الذي يقدم لها من اسياس ما هو سوى كرت ضغط ولكنه وصل الان الى نهاياته بعد تفجر القتال بين تلك المليشيات والحكومة المركزية ، ونعتقد ان اسياس سوف يلزم الصمت تجاه ما تتعرض له هذه المليشيات في مواقع مختلفة من اقليم الامهرا وهذ احدالاجندة السرية بين الوفد وقيادة الجيش الاثيوبي مقابل بعض ما يحفظ للطاغية ماء وجهه.
٥- لم يتطرق الوفد الى موضوع الحدود والمناطق التي حكمت لارتريا بعد اتفاقية الجزائر لان ذلك كرت سوف يحتفظ به الطاغية لوقت لاحق خاصة وان القوات الارترية وضعت يدها عليها بسياسة الامر الواقع ولا نتوقع ان يعترض على ذلك ابي احمد حاليا لحين القضاء على متمردي الامهرا المدعومين من اسياس، وعودة الامور الى طبيعتها في منطقة غرب تقراى ( الحمر ووالقايت)، وبعدها لكل حادث حديث.
على القوى السياسية الارترية والمدنية التي تناضل من اجل التغيير تعرية المستور من هذه الزيارة للرأى العام الارتري والعالمي وتصعيد نضالها بكل الوسائل لاحداث التغيير.
علي محمد صالح شوم
12/04/2023
Comentários