بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: على محمد صالح
لندن، 14 أكتوبر
يحاول الطاغية اسياس الخروج من عزلته ومأزقه بأي ثمن، لذلك جاء هذا التحالف الأخير، الذي يدخله كل طرف من أجل مصلحته الخاصة. فمصر تعيش أزمة سد النهضة وتبعاتها، والصومال يعيش أزمات الانقسام بينما تعيش ارتريا أزمة العزلة الخانقة.
في اعتقادي أن مثل هذه المعالجات، أي التحالفات للخروج من الأزمات، تعمق الأزمات بدلاً من أن تعالجها.
فالحلول المثالية للأزمات ليس هو تشكيل التحالفات، بل التفاوض والمحادثات الجادة والصريحة بخصوص المشاكل والخلافات.

فمثل هذه التحالفات تؤدي إلى اندلاع الحروب والمواجهات التي تضر الإقليم أكثر مما تنفعه.
وحينها سوف يعم الخطر الجميع، فعليه ينبغي دوماً تحكيم العقل والقانون ولا داعي لاختيار أسوأ المعالجات.
فلو كانت هذه الأطراف حريصة على استقرار الوضع في المنطقة، كان بالإمكان اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية، لأن ذلك هو الأسلوب الحضاري، اما اللجوء لغير ذلك فستكون عواقبه وخيمة. علماً بأن منطقة القرن الافريقي وبحكم موقعها الجغرافي الحيوي معرضة للأخطار ولا يمكن تجاهل الوجود الأمريكي والبريطاني والفرنسي وتواجد دول أخرى مما يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة معرضة للانفجار في أي وقت.
ولا ينبغي إعطاء هذه الأطراف مبررات للدخول في المنطقة وصراعاتها والتدخل بين دول القرن الافريقي في علاقاتها المتعددة المستويات. والمعروف أن الدول تتحالف وتقيم علاقات بناءة من أجل التبادل الاقتصادي وحرية الحركة ومصالح الشعوب، ولكن التحالفات من أجل أغراض أخرى مرفوضة جملة وتفصيلاً.
الشعب الارتري يقدر لجمهورية مصر العربية مواقفها التاريخية إلى جانب الثورة الارترية، وكذلك جمهورية الصومال التي منحت جوازات دبلوماسية لقادة الثورة ومنحت الارتريين العاديين جوازات سفرها لكي يقيموا في دول الخليج والدول الأخرى وقدمت هذه الدول مساعدات للطلاب والثوار لمواصلة النضال ولن ينسى الشعب الارتري هذه المواقف النبيلة للدولتين.
لا شك أن ارتريا موقفها حساس بحكم طبيعة شاطئها الطويل على البحر الأحمر مما يجعلها معرضة أكثر من غيرها للخطر والطاغية لا يعير مثل هذه الحساسية أي اعتبار مما يعرض الشعب الارتري ومصالحه للخطر، بناء على ذلك ندعو جميع الدول، خاصة دول التحالف الجديد، حل مشاكلها بدون اللجوء إلى العنف نظراً للعواقب الكارثية له على شعوب المنطقة ومستقبلها.
بقلم: على محمد صالح
لندن، 14 أكتوبر
Comentarios