ماذا تجني إريتريا من دخولها صراع إثيوبيا وتيغراي؟
- tvawna1
- May 8
- 2 min read
Updated: 7 days ago

مراقبون: التوتر الحدودي مفتاح العلاقات المتوترة وأسمرة تسعى لتحقيق السيادة على أراضيها من مطامع "الجبهة"
محمود أبو بكر صحافي مختص في شؤون القرن الافريقي لا تزال مشاركة الجيش الإريتري في الحرب الأهلية الدائرة بإقليم تيغراي الإثيوبي تثير كثيراً من الجدل، خصوصاً مع ما تحمله من مفارقة أن الحزب الحاكم في إريتريا منذ الاستقلال "الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة" كان حليفاً تاريخياً لجبهة تحرير تيغراي، وتمكنا معاً من إسقاط نظام الرئيس الإثيوبي الأسبق منغستوا هيلي ماريام عام 1991، كما أن الخلفية الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، تكاد تكون متطابقة بينهما، فضلاً عن التداخلات الجغرافية والإثنية بين حاضنتي الطرفين.

ومما لا شك فيه أن الحرب الحدودية (1998-2000) التي وقعت بين البلدين أثناء حكم جبهة تحرير تيغراي لإثيوبيا أحدثت شرخاً كبيراً في العلاقات التاريخية بين التنظيمين، كما عمقت سنوات اللاحرب واللاسلم التي أعقبت توقيع "اتفاقية الجزائر للسلام" من أثر الخلافات، حين رفضت جبهة تيغراي تسليم "مثلث بادمي" الحدودي لإريتريا، على الرغم من صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بالبت في النزاع الحدودي بين البلدين.
واستبشر العالم بقدوم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للسلطة محمولاً على أكتاف تيار التغيير بالبلاد، حيث شرع في اتخاذ إجراءات جدية لمعالجة أسباب الأزمة مع إريتريا، وعلى رأسها إعلانه قبول مخرجات اتفاقية الجزائر للسلام، وقرار المحكمة الدولية حول "مثلث بادمي" من دون أي شروط مسبقة، كما ذهب بعيداً في مغازلة النظام الإريتري وأبدى استعداده لزيارة العاصمة أسمرة وعقد مباحثات مع رئيسها، الأمر الذي استقبله أسياس أفورقي بترحاب كبير وتوصل الطرفان لاحقاً إلى توقيع عدد من الاتفاقيات التي تطوي صفحة الخلافات، وقد استحق آبي أحمد نتيجة ذلك نيل جائزة نوبل للسلام.
إلا أن نهاية الأزمة مع الحكومة المركزية في أديس أبابا كانت بمثابة إيذان لفتح فصل جديد من تاريخ النزاع مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي رحل قادتها من سدة الحكم، وانكفئوا في إقليمهم شمال إثيوبيا.
أسباب الخلاف الرئيسة
يقول المحلل السياسي الإريتري إبراهيم إدريس لـ"اندبندنت عربية"، إن هناك "أربع نقاط أساسية يمكن أن تلخص أسباب الخلاف الإريتري مع قيادة تيغراي من وجهة النظر الأولى".
يوضح "أولها قضية الحدود المشتركة حيث تعتقد إريتريا أن جبهة تيغراي لديها مطامع في ضم أجزاء منها، كما هو حال (مثلث بادمي)، الذي تم ضمه في عام 1997 لخريطة إقليم تيغراي، وتتمثل النقطة الثانية في تهديد السلام والأمن في الأولى حيث تعمدت الأخيرة في بداية الحرب في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 مع الجيش النظامي الإثيوبي إلى الإغارة على العاصمة الإريترية، قبل تورط جيش الأخيرة في المعارك".
يتابع، "النقطة الثالثة تتمثل في تهديد السيادة الإريترية، حيث أعلنت جبهة تيغراي في أكثر من مناسبة مخططها للانفصال عن إثيوبيا وتأسيس دولة تيغراي الكبرى، وهذه الدولة قد تضم أجزاء كبيرة من الأراضي الإريترية. أما النقطة الأخيرة فهي إسقاط النظام الإريتري وهو هدف تعلنه قيادة تيغراي جهاراً وتسعى إلى تحقيقه من خلال جملة من الإجراءات والتدابير".
انتقام أم حرب دفاع عن سيادة؟
من جهته يرى الكاتب التيغراوي سلمون محاري، أن "مشاركة الجيش الإريتري في هذه الحرب يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، ويعتقد "أن دوافع القيادة الإريترية من التورط في هذه الحرب، ناتج عن الرغبة في الانتقام من وقائع الحرب الحدودية التي جرت بين البلدين في الفترة من 1998-2000، حيث تشعر القيادة الإريترية بأنها خسرت الحرب أمام جبهة تيغراي، وقد آن الأوان للانتقام".
يضيف محاري في، تصريح خاص، "أن ثمة مفارقة في هذا التفكير، فالمنتصر في حرب الحدود أواخر تسعينيات القرن الماضي، هو منظومة الجيش الإثيوبي الذي يتحالف معه الجيش الإريتري الآن، صحيح أن ثمة تحولاً حدث في إثيوبيا عام 2018، إلا أن ذلك التغيير حدث في رأس السلطة التنفيذية، بينما المؤسسة العسكرية تظل قائمة". المصدر >>>>>
Comments