بقلم الاستاذ / فتحي عثمان 18/06/2024 يبدو الحديث عن أسباب انهيار حلف أبي أحمد واسياس أفورقي بعد حرب تيغراي خوضا في موضوع أصبحت أسراره مكشوفة. لكن ما يعيد السؤال إلى الواجهة حالياً هو ذيوع إجابة تحاول أن تصور تحالف الرجلين "كميثاق غليظ" نكص أحدهما عنه؛ ولكأن تحالفهما كان تحالفا عقيديا ومبدئيا وهو أبعد ما يكون عن ذلك؟
هذه الإجابة الراعشة تجاهد من أجل البقاء رغم جهلها أو تجاهلها لطبيعة تحالفات الحروب وأسباب انهيار هذا الحلف بالذات.
المعروف تاريخيا عن طبيعة تحالفات الحروب أنها آنية وذات طبيعة نفعية بحتة بين شركاء يكونون في معظم الأحيان على طرفي نقيض وسرعان ما يتصدع حلف الشركاء بانتهاء الهدف العسكري منه وسرعان ما يقف حلفاء الأمس في خنادق ضد بعضهما بعضا اليوم.
في القرن الخامس قبل الميلاد تحالفت كل من أثينا واسبارطة ضد غزو الإمبراطورية الفارسية، وبعد التصدي للفرس ودحرهم انقلب الحليفين ضد بعضهم بعضا في حرب مباشرة وحروب بالوكالة أدت إلى انهيار أثينا وعصرها الذهبي المنسوب إلى بيريكليس وبذلك تهاوت أول ديموقراطية في الغرب.
في الحرب العالمية الثانية انهار حلف الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي قبل أن تجف دماء جنودهما في القبور وتحولا إلى أكبر خصمين تاريخيين بعد أثينا واسبارطة.
وبالعودة إلى سؤالنا نجد ان تحالف كل من أبي احمد واسياس أفورقي كان تحالفا آنيا دخله كل منهما بنوايا وأهداف خاصة رغم أن العدو واحد ومشترك.
لكن ما الغرض الذي خاض كل منهما الحرب من أجله؟
في تضاعيف الإجابة على هذا السؤال تكمن الإجابة على السؤال الأول. الرجلان لم يدخلا الحرب من أجل هدف واحد؟
اسياس أفورقي ومن طبلوا له دخلوا الحرب من أجل "اقتلاع" جبهة الوياني والتخلص من شرورها مرة وللأبد، وهو خيار جذري ودامي ولا توسط فيه، أي لا يقبل أي مساومة سياسية. أما أبي أحمد فدخل الحرب من أجل تحجيم قوة جبهة تيغراي وتقليم أظافرها وإذلالها دون دفعها لخيارات يائسة كالانفصال، وهو خيار غير جذري وقابل للمساومة والتفاوض. هذا الاختلاف الجذري بين موقف الرجلين هو الذي أصاب تحالفهما في مقتل، والمسألة كانت مسألة وقت فقط لتظهر جلية للعيان.
التدخل الخارجي وخاصة للولايات المتحدة كان السبب الآخر، فأبي أحمد رغم اختلافه مع الولايات المتحدة إلا أنه يعرف انها حليف تاريخي لبلاده ويتعمد عليها ماديا ومعنويا ولا يستطيع إلا التعامل مع ضغوطها، على عكس حليفه في اسمرا والذي لا تعني الضغوط الامريكية له أي شيء بسبب العزلة الخانقة التي يعيشها منذ عقدين ونصف.
تحقق مراد أبي أحمد من الحرب والحلف وخضوعه للضغوط من أجل إنهاء الحرب أدت إلى توقيعه لاتفاق بريتوريا الذي أصبح من ناحية أخرى شهادة الوفاة الرسمية لحلفه مع أفورقي والذي لجأ إلى التحالف خصوم أبي احمد من القوميين الأمهرة وجبهة ميليشياتهم المعروفة باسم فانو. وما يجعل اسياس أفورقي ناقما وساخطا على حليفه هو عدم تحقق هدفه من الحرب وإحساسه بأن أبي احمد حقق أهدافه من الحرب بدهاء يحسد عليه واستجاب لضغوط "الأعداء".
لم يتناول اسياس أفورقي في أي من أحاديثه أسباب تصدع الحلف لكن من تطوعوا له بشرعنة الحرب ذات مرة يهيلون التراب على أبي احمد اليوم بوصفه "ناكصا عن العهد والميثاق". والآن يحاول تجاهل أسباب تصدع وانهيار الحلف بالقاء اللوم على أحد طرفيه متجاهلين الأسباب الجذرية للانهيار.
ربما كانت جردة سياسية بسيطة لغرض كلا من الزعيمين لدخول هذه الحرب كافية لتحدد أسباب انهيار حلفهما من ناحية وتحديد من الخاسر والكاسب من هذه الحرب، وإن كانت كل المكاسب "تكتيكية" وتهدف للبقاء في السلطة في الأساس مما يدفع المنطقة نحو تحالفات واصطفافات جديدة سيعجز البعض من التبرير لها لأن ستنافي حتى منطقهم الذي دأب على إكساب الحرب شرعية سياسية وتصوير الوطن بأنه اقتلع الأعداء للأبد سوف يعيش في سلام ورخاء ابديين
مقال جميل بعد الحرب ماذا جنى النظام في ارتريا
١- الخروج من العزلة والخروج من سياسة الا حرب ولا سلم التي كانت مفرضة عليه
٢- توغل الجيش الارتري والاستلاء على الاراضي التي حكمت له دون الرجوعوالى آليات الأمم المتحدة وامريكا لأسباب جيوبولوتيكية لم تتطرق الى الموضوع الا انها قالت انسحاب ارتريا من الأرضي الاثيوبية
٣- نتيجة الوضع الراهن في المنطقة بالذات بعد انفجار الوضع في السودان أرى أن النظام مرتاح ونايمة قفا زي ما يقولوا واخر خطابه الراجل قال قسن حزبي ارتريا مع تحياتي وودي مجرد راي