top of page
tvawna1

كلمة المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي- فرع القاهرة في الأمسية التي أقامها الفرع لتأبين


كلمة المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي- فرع القاهرة

في الأمسية التي أقامها الفرع لتأبين الشهيد منصور سعيد كحساي

------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾

الإخوة الحضور الكريم مع حفظ الألقاب والمقامات

أيها الجمع الفاضل :

في هذه الأمسية العصيبة والمؤلمة على قلوبنا، نقف والحزن على فراق المناضلين الأوفياء يعتصر القلوب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه الحي القيوم : انا لله وإنا إليه راجعون .


قبل أيام وارينا الثرى رجل مؤمن ثابت على العهد وفيّ وصابر ومحتسب، رجل عركته مراحل النضال الوطني، فكان الجندي البار والمقاتل المقدام، والمكلف الأمين على أموال الثورة في ادق مراحل الثورة: إنه القامة الوطنية المرحوم الشهيد بإذن الله: منصور سعيد كحساي، ذلك الإنسان الصادق مع نفسه وشعبه والجندي الذي خرج إلى ساحة الدفاع المشرف عن الوطن في ريعان شبابه، وقاتل وضحى بالكثير من أجل نصرة الحق وتحرير الشعب الإرتري من ربقة الاحتلال الاثيوبي .

عاش المناضل منصور مرحلة صباه وشبابه، وهو يرقب ويتابع صولات رجال الثورة في الميدان، وهم يواجهون فلول العدو بصدور عارية، ولكنها مفعمة بالإيمان بقدر النصر . وكان يعلم أن انتصار هذه الثورة مرهون باندفاع الشباب إلى صفوفها، ورفد مسيرتها بالطاقات والدماء. وخلال تلك المواكبة من موطنه الأول في مدينة كرن الباسلة، وقعت قناعته الراسخة بضرورة الالتحاق بصفوف الثورة وتحمل المسؤولية الوطنية بشرف، بعد ان واكب وتابع نضال الشعب الإرتري منذ مرحلة النضال السياسي الأول، في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، ابتداءً بالرابطة الإسلامية ورجالها الافذاذ ومرورًا بحركة تحرير إرتريا، فجبهة التحرير الإرترية التي كانت خياره الأول.

هكذا التحق الشاب منصور كحساي بجبهة التحرير الإرترية بنهاية 1963، وتنقل بين كل صنوف نضالها ومكاتب نشاطها، إلى أن استقر به المقام في مكتب الاقتصاد، وهو المجال الذي كانت تتوقف عليه متطلبات الجنود على مستوى الرفد المستمر بالمعونات الضرورية، التي تمكن المقاتل الإرتري من الصمود بوجه كل الأهوال، والجميع يعلم ان وقود الثورة الأساسي من التموين كان يأتي من بيوت

الإرتريين، ومن تبرعاتهم، واشتراكاتهم التي التزموا بها كموقف وطني تفردت به ثورتنا المجيدة. ورغم حالة العوز التي كانت تعانيها الثورة الا أن الجنود البواسل في مكتب الاقتصاد، ومن بينهم المقاتل منصور كحساي، كانوا يلبون كل ما يحتاج اليه جنود الثورة، سواءً كانوا في ميدان القتال والمواجهة مع العدو، أو كانوا في مواقع استراحتهم في شرق السودان. هذا إلى جانب أن المناضل منصور كان يشرف على رعاية احتياجات الجرحى والمرضى من أفراد جيش التحرير الإرتري، بالإضافة الى توليه مسؤولية تقديم ما يلزم لكل جندي مستجد يلتحق بصفوف الثورة .

لقد تطلبت مهامه في مجال العمل في مكتب الاقتصاد، أن يكون على أعلى مستوى الإنسانية والتهذيب اللذان هما من صفاته المميزة، وشكلت شخصيته الوطنية نموذجًا أحبها الثوار، وحفزتهم لأداء واجبهم الوطني في الالتزام بمسيرة النضال الوطني .

كان الشهيد المرحوم مثالاً للجندي الصادق والأمين، مع كل من أحاط به من الجنود والقيادات، وكان محل تقدير وثقة من مسؤولي الثورة، لانه كان يحرص على تنفيذ واجباته على أكمل وجه، وبوعي وطني عال، أثر على كل من كان يحيط به من الثوار .

أيها الجمع الكريم :

لقد كانت دعوات المرحوم على الدوام، أن يُنقذَ شعبنا من سطوة وجبروت الطغمة الحاكمة، وكان يقول لكل من يحيطون به: أتمنى أن أدفن على أرض بلادي، بعد هذا العمر الذي قضيناه في النضال والإغتراب. ولكن أقدار الله هي السابقة والواقعة على الجميع، فينتقل المناضل منصور كحساي الى الدار الآخرة وهو يحمل في صدره لوعة الغربة والشعور بالألم لما يعانيه الشعب الإرتري بكل فئاته ومكوناته من ظلم حكامه، الذين لم يبادروا للمناضلين الذين قدموا ريعان شبابهم للثورة والنضال بأن يدفنوا في ثرى بلادهم. ومنصور كحساي ليس الأول الذي يحرم من قبر في ارتريا، ولكن كل رعيل الثورة ومناضليها دفنوا خارج أرضهم، ومنهم من أوصى أهله بأن ينقلوا رفاته الى أرض إرتريا، بعد أن يزول حكم الطغيان .

تحية المجد والخلود لكل شهداء ثورة التحرير الوطنية/ ومسيرة مقاومة الديكتاتورية .

وأن النصر بإذن الله لشعبنا الصامد والمناضل .

وإنا لله وإنا إليه راجعون

المجلس الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي - فرع القاهرة

7 views0 comments

Kommentare


bottom of page