الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات منظمي هذه التظاهرة التي تقام بمناسبة يوم المعتقل الإرتري. الحضور الكريم
بداية اتقدم، باسمي وباسم قيادة المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي، بجزيل الشكر الى اللجنة المنظمة لهذه الفعالية الوطنية المهمة، ودعوتهم لنا للمشاركة فيها. واسمحوا لي أن أتقدم بعاطر التحايا القلبية لكل المغيبين قسريًّا في غياهب وأقبية وزنازين الطغاة في ارتريا، وأشد على
أيدي كل العائلات الإرترية التي تعاني الأمرين من فراق الأحبة، وعدم الوصول إلى أية معلومة عنهم. التحية لشعبنا الصامد الصابر الذي قدم تضحيات جسيمة امن أجل ان تكتحل عيونه بنور الحرية، التي رويت بدماء أبنائه. والتحية لأولئك الذين تقدموا الصفوف معلنين التحدي لدولة الكهنوت الإثيوبي، وفجروا الكفاح المسلح في الفاتح من سبتمبر 1961م بقيادة الشهيد الرمز حامد إدريس عواتى، فكانت الثورة الظافرة التي توجت نضالاتها بتحرير التراب الإرتريأ ودحر المحتل الغاصب. التحية لأبناء شعبنا في كل القرى والبوادي الذين احتضنوا ثورتهم ورعوها مقدمين كل غالٍ ونفيس، وبفضل ذلك الصمود الاسطوري، بعد الله تعالى، كان الانتصار التاريخي في الرابع والعشرين من مايو 1991. التحية والتقدير لكل الأشقاء والأصدقاء الذين ناصروا قضية شعبنا العادلة، وكان لموقفهم ودعمهم المختلف الدور الكبير والاثر الطيب في نفوس شعبنا . وفوق هذا وذاك التحية والتجلة لمقاتلي الثورة الذين جعلوا من أجسادهم منابرً وقناطرَ إلى شواطئ الحرية، وللشهداء الكرام الذين مازالوا حضورًا وسيظلون في ضمير كل وطني غيور.
الإخوة والأخوات،
أقف اليوم أمامكم لنتذكر جميعا الرابع عشر من أبريل، الذي اعتبر يوما للمغيبين الارترين ، وكما هو معلوم للجميع ان 14 أبريل 1992م أي بعد أقل من عام من تحرير التراب الارتري من براثن المحتل الإثيوبي، قامت وحدات منتقاة من الجيش الشعبي آنذاك في الظلام الدامس، بمداهمة مساكن الأسر الآمنة في مدينة كرن، فكانت حصيلة تلك الليلة اختطاف، وليس اعتقال، العشرات من
المدنين العزل من معلمين ومشايخ المعاهد في المدينة. وكانت الذريعة التي ادعاها النظام أن في كرن مجموعة من المنتمين لحركة الجهاد الإسلامي الإرتري، يخبؤون الأسلحة في البيوت ..
هكذا دشنت الحكومة المؤقتة التي أعلن عنها بعد التحرير بأيام قليلة عهدها. لماذا نعتبر نحن أن ماحدث ليس اعتقالًا؟ لأن الاعتقال في اعتقادنا شيئ قانوني تقتاد السلطات الشخص إلى السجن وفق مذكرة توقيف صادرة من جهات عدلية. والذي حدث في إرتريا لم يتم تحت طائلة القانون بل في جنح الظلام وفي تعدي صارخ لحرمات الناس دون وجه حق ، فمبدأ الثورة الارترية التي تفجرت من اجل حرية الانسان والتراب الارتريين انتهكت من قبل القوة المختطفة.
الإخوة والأخوات
الحضور الكريم :
ليس من المبالغة في شيء اعتقاد الكثيرين من الإرتريين بأن السلطة الوطنية الوليدة دشنت عهدها باغتصاب الحريات. ويرى اصحاب هذا الرأى ان قيادة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا والتي تحولت فيما بعد مؤتمر نقفة في العام 1994م الى الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة تحولت الى قيادة ديكتاتورية بطشت بشعبها الذي تزعم بأنها ناضلت من اجله، ونحن، ومع إقرارنا بديكتاتورية النظام القائم في إرتريا إلا أن نهجه هذا لم يبدأ بعد انتزاعه السلطة في الدولة الإرترية الوليدة. بل أن واقع الحال يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك، أن تجربة هذا التنظيم، منذ أن كان فصيلا صغيرا في الساحة ظل يمارس القمع والإضطهاد في صفوف أعضائه وخارج تنظيمه، وأن التاريخ يذكر لنا خفافيش الظلام (المنكع) والسجالات والإعدامات التي طالت المئات من المناضلين، وما سمى بحركة اليمين، وأقبية معسكرات الساحل تشهد على ذلك، فضلًا عن التصفيات التي طالت المواطنين العزل في قرورة كالشهيد صالح طعديتاى ورفاقه في العام 1982م واختطاف المناضلين من المدن السودانية أمثال قبريهوت قلتا، ولدي ماريام بهلبي، وقبرظادق قبري كيدان ( ودي باشاي)، والاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في الثورة من أمثال الشهداء عثمان عجيب ، سعيد صالح ، ادريس هنقلا ، وولدداويت تمسقن ومحمود حسب ، وغيرهم الكثير، وهذا النهج القمعي يؤكد لنا على أن ماحدث في العام 1992م وما تلاها في العام 1995م في كل من كرن واغردان وقندع واسمرا وعدي قيح وصنعفي وعصب، ثم اعتقالات سبتمبر 2001م والتي طالت قيادات بارزة في النظام ما هو الا استمرار لنهج التنظيم والقبضة الحديدية التي لاتقبل الاخر، وهو نهج "أنا إرتريا، وإرتريا أنا" .
الحضورالكريم:
تمر بلادنا بمرحلة أقل ما يقال عنها بالدقيقة والحرجة، خاصة وان التحولات الكبيرة التي تجتاح منطقتنا ألقت بظلالها علينا، ولهذا فإننا مطالبون اليوم أكثر من أى وقت مضى، بتصعيد نضالاتنا المشتركة، ونؤشر الحدود بوضوح بين الخط الوطني الذي تمثله غالبية أطياف المعارضة الإرترية، أو فلنقل قوى التغيير الإرترية، وتلك الخطوط المائلة التي تمارس دور التمويه والتشكيك وتقف في المواقع الرمادية ، من هنا يدعو المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي الجميع للوقوف إلى
جانب الحق المطالب بالتغيير الحقيقي، والذي لن يتأتى إلا برص الصفوف خلف عمل وطني موحد في مظلة تسع الجميع. ونحن نعتقد أن ما توصل إليه الإرتريون في المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني الإرتري للتغير الديمقراطي في عام 2011، يمثل نموذجًا مُهمًّا، يجعل من كل قوى التغيير الأخذ باسباب الالتفاف حول تلك البرامج التي أقرها أكبر عدد من الإرترين الذين شاركوا في صياغتها. كما نعتقد أيضًا ان الالتفاف العملي يجب أن يكون في مبادرة الشباب وأخذ زمام المبادرة لتقدم الصفوف. ونحن، وإذ نقدر كل الجهود الشبابية، الا اننا نتطلع الى فعل ثوري منظم يقود المواجهة للوصول التغيير وتخليص شعبنا من ظلم الطاغية وزبانيته. وفي هذه السانحة والمجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي يعد العدة لعقد مؤتمره الثالث يسرنا أن نتقدم بدعوة جميع قوى التغيير إلى تلبية دعوتنا للمشاركة في بناء صرحٍ وطنيٍّ يسع الجميع، ويحقق تطلعات شعبنا الصابر، كما نأمل في أن تلبي جموع الوطنيين النداء، وتشمر عن السواعد للاسهام في العملية النضالية التي تخوضها قوى التغيير المتمثلة في القوى السياسية والمدنية تحت شعار التغيير لبناء وطنٍ يحفظ كرامة الانسان .
في الختام نتقدم بالتحايا مجددًا لكل أسر المغيبين قصرًا في زنازين وأقبية الجلا،د ونقول لهم إن الظلم وإن طال ليله، فلابد من فجر آت. كما ندعو بهذه المناسبة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وكافة الدول التي تحترم إنسانية الإنسان، أن تمارس الضغوطات الضرورية على النظام الديكتاتوري القائم، وذلك من أجل إطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسرًا، أو الكشف عن مصيرهم. ونؤكد للجميع على أننا سنواصل في طرق كل الأبواب لإيصال صوت الإرتري المغيب إلى المجتمع الدولي.
الحرية للمعتقلين ظلمًا وللمغيبين قسرًا !!
النصر لنضال شعبنا من اجل التغيير الديمقراطي
المجد والخلود لشهدائنا الابرا
الخزي والعار للدكتاتور وعصابته البغيضة
13 أبريل 2024
Comments