بقلم الاستاذ / علي محمد صالح شوم
لندن – 12/06/2023م تم تدشين كتاب للدكتور عمر زراى قبل فترة في مدينة لندن البريطانية تحت عنوان " الرئيس أسياس أفورقي مسيرة قيادة الثورة والدولة "،
الكتاب من القطعة المتوسطة الحجم ، متناسق المواضيع ومقسم الى ابواب واقسام جزئية منذ طفولة الشخصية المراد الحديث عنها الى اليوم، حوى الكتاب معلومات كثيرة وغزيرة لا غني عن المهتمين بالشأن الارتري العام من الاطلاع عليها للقوف على شخصية اسياس افورقي والوصول الى استنتاجات تفيد الى تقييم الحالة التي تيعشها البلاد في ظل قيادته ، في تقديري ان المعلومات التي ادلى بها المناضل احمد القيسي القيادي السابق في الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا عن التنظيم ومراحل تطوره وعن شخصية أسياس عكست الوجه الحقيقي للتنظيم وقائده الفعلي ، وكذلك كل التحركات الخارجية كاللقاء الذي اجراه اسياس مع الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر في الخرطوم واللقاءات السرية والعلنية التي كانت تجري مع النظام الاثيوبي في كل من المانيا الشرقية وكينيا وامريكا ولندن مؤخرا ، يضاف الى ذلك ملف المخابرات الامريكية عن اسياس وارتباطاته بها من خلال المعلومات القيمية التي ملكها الراحل تسفانكئيل جورجو لقيادة جبهة التحرير الارترية ، وللاسف لم تستفد منها قيادة الجبهة والتي كان بامكانها كشف المستور من تلك العلاقة المشبوة مع المخابرات الامريكية والاثيوبية ولقاءاته مع تسفايوهنس برهى وغيرها وهو ما يكشف اهداف الطاغية التخريبية منذ الوهلة الاولى لالتحاقه بالثورة حسب ما افسح عنه تسفانكئيل جورجو ، في تقديرنا ان كتاب (الرئيس أسياس مسيرة قيادة الثورة والدولة) يكتسب اهميته من انه الاول من نوعه يطرق هذا الجانب والمتمثل في سبر اغوار الشخصيات التي تبوأت العمل العام واولهم بالطبع الطاغيه أسياس افورقي وهو ما لم يكن مطروقا من قبل . لهذا فاننا ننصح بقراءته خاصة الاجيال الجديدة للتعرف على حقيقة التاريخ بعيدا عن ما يشيعه النظام والذي يحاول مرارا تجميل وجه رئيسه القبيح ، فقد بذل الكاتب جهودا كبيرة لجمع معلومات مختلفة ومن مصادرتكاد تكون متباينة مع وضد الامر الذي يكسب بحثه مصداقية عالية. تبقت نقطة اخرى اود الفت اليها الانتباه بان عنوان الكتاب ( الرئيس اسيس مسيرة قيادة الثورة والدولة) يجعلك تقف من الوهلة الاولى متسائلا عن محتوى الكتاب وهذا طبعا على غرار المقولة السائدة ( الجواب يكفيكعنوانه) ولكن حقيقة الامر وبعد تصفح الكتاب والعناوين الفرعية فيه وتفحصه تجد غير ما يجول في خاطرك ، ولهذا كنت ارى لو ان العنوان غير ذلك ومع هذا فان الكتاب مهم جدا واود ان اشكر الدكتور عمر على الجهد الذي بذله .
الكتاب الاخر للدكتورة سعدية حسنين عافة ، وهو كتاب بحثي اكاديمي كما اتصور تحت عنوان (العودة الطوعية والاندماج المحلي واعادة التوطين ، معضلات الهجرة عن اللاجئين الارتريين) تتمثل اهميته في التعرف على معانات اللاجئين الارترين الذين تطاول لجؤئهم منذ العام 1967م الى شرق السودان وان الكتاب صدر مؤخرا او ربما ترجم متأخرا الى العربية وفي كل الاحوال ان
تأتي متـأخرا خيرا من ان لا تأتي ، اما ملاحظاتي تتمثل في ان كل اللقاءات التي اجرتها الباحثة كانت داخل مدينة كسلا في شرق السودان مع ان الاعداد الكبيرة والمتأثرة اصلا موجودة في المعسكرات في عمق الاقليم الشرقي مثل ود الحليو والشجراب وسمسم وام سقطة وام برو ش وغيرها وللوصول الى نتائج بحثية تعين القارئ والباحث معا كان من الافضل ان تجرى معظم اللقاءات في تلك المعسكرات علما بان شرق السودان وارتريا امتدادات اجتماعية واحدة في معظمها ،والملاحظة الاخرى ان الباحثة ركزت في اثنية واحدة هى اثنية ( البلين) دون غيرها من المكونات التي تعج بها المعسكرات ولا ادري ما السبب قد تكون هناك عوامل منعت من التواصل مع البقية واذا كان كذلك كان ينبغي ان توضح في البحث لمزيد من المصداقية. في العام 1967م ومع وصول الافواج الاولى للاجئين الارترين في منطقة ود الحليو كونت القيادة الثورية للجبهة لجنة من بعض كوادر التنظيم وشخصي الضعيف واحدا منهم لاستقبالهم والتخفيف عنهم وتنظيمهم ، وبعد تكليفي كممثل للجبهة في مدينة القضارف كان مكتبنا هو المشرف المباشر على اللاجئين والذي وجد تعاون كبير من الحكومة والشعب السوداني الشقيق ، واذكر ان ابناء اللاجئين تم استيعابهم مباشرة في المدارس الحكومية ، في الوقت الذي كان فيه دور المنظمة الاممية والمتمثل في المندوب السامي للاجئين شبه معدوم. في الختام اود ان اشير بان عودة اللاجئين الى ديارهم بعد التحرير كان العائق الاساسي فيها النظام الارتري حيث طلب من الامم المتحدة ان تعطى اليه المبالغ المخصصة لعودتم الامر الذي رفضته المنظمة بالاضافة الى حالة عدم الاستقرار التي عاشها العائدون كبقية المواطنين والظروف المعيشية الصعبة وان عددا كبيرا من اللاجئين موجدون في سجون الطاغية للاسف. أما موضوع جواسيس النظام هذا امر موجود في المدن السودانية خاصة في شرقه منذ ابان الثورة ولم يتغيير شيئ للاسف الشديد ، وربنا يحفظ شعبنا من زبانية هذه العصابة المتسلطة على رقابه. واخيرا اشكر الدكتورة على مبادرتها والى مزيد من البحوث المفيدة والسلام والشكر موصول للدكتور عبدالرزاق كرار لترجمة هذا الكتاب لتعم الفائدة وعليكم ورحمة الله
علي محمد صالح شوم
لندن – 12/06/2023م
Comentarios