بقلم: السر جميل
كاتب سوداني
تمر الذكري السنوية في 22 رمضان لأفظع الأزمات الإنسانية التي عرفها السودان، تمثل في دمار الوطن ومسح جزء من خريطته من على وجه الأرض. وأصبح الشعب السوداني بحاجة إلى المعونة والمساعدات الإنسانية، وهو للمفارقة بلد يعتبر سلة غذاء الإقليم ، أصبح يعاني م
ن فقدان رغيف الخبز. كما تعوزه الرعاية الصحية في أبسط صورها. وبالرغم من المأساة الماثلة تواصل جميع أطراف النزاع الاقتتال ، وتأتي بعض الأطراف أفعالا أضرّت بالسودانيين. كما أن تبعات الحرب تلاحق السودانيين أينما كانوا وحيث ما رحلوا. بالمحصلة دمرت الحرب البنى التحتية للغذاء والصناعة والطاقة والمياه والصحة والاتصالات والمستشفيات والمرافق الصحية والمطارات والمرافق الحكومية والطرق والكباري، ولم تسلم من ذلك الخراب الشامل منازل المواطنين الآبرياء حيث تم تسوية بعضها بالأرض في مشهد يدمي القلوب ويبكي العيون.
عاد رمضان بتلك الذكري الأليمة للإنتهاكات الجسيمة للعرض والشرف والإغتصاب في نهار الصيام في جريمة تقشعر لها الأبدان في أهانة للأخلاق والدين وكرامة الإنسان، والإنسان السوداني السوي منها براء، ومازال الملايين على داخل البلاد وفي أطرفها في خيام لا توفر ظلاً ولا تغني من برد الشتاء ولا يجدون فيها ما يسد جوعهم. فهم جوعى وعطشي طول النهار ، وأطفالهم يعانون من سوء التغذية وكبار السن والعاجزين عن الحركة انهكهم الصراع ومنعهم من العبور حتي ينضموا إلى قائمة الملايين الأخري من المهجرين في دول الجوار. وتكتمل هجرة السودانيين غير النظامية ليلحقوا بمن سبقهم إلى دول أوربا وأمريكا . وليس المقام لتعداد الخسائر رغم توفر أرقام أممية عن اللاجئين بالخارج
وإحصاء عدد القتلي والجرحى وجرائم الاغتصاب ومخلفات ما دمر حتي الان، ولا يزال الوقت مبكرا والصراع لم يبدأ بعد ، ويبدو أن المخطط أكبر من حد التصور.
منذ الأيام الأولي فرض المجتمع الدولي والدول الإقليمية هدنة تحت طائلة التهدئة بالعقوبات. وكانت الاستجابة من أطراف النزاع فورية ، حتي يتسني خروج آمن لرعايا الدول الكبرى وبعثاتهم الدبلوماسية. وبعدها خرج مارد الخراب من قمقمه وكأن هناك من أعطى اشارة الإنطلاق ، أن دمروا وأحرقوا وأغتصبوا واسرقوا ، وإذا خفتم الموت هاجروا وأهربوا، وإن بقيتم هناك تعايشوا مع الواقع الأليم.. عجيب أمر أطراف الصراع كأنهم كفروا بوطنهم ، وآخرين يهتفون لمن فاز ، وآخرين معلقين الآمال على المجتمع الدولي والجوار الأقليمي صاحب الهدنة المؤقتة. وأقتبس من مقالي السابق تحت عنوان: " لا يوجد حيوان في العالم أكثر وحشية من الانسان - هي لصاحب ثور أحضره لحلبة مصارعة الثيران ، وفي وسط الصراع بينما الثور ملطخ بالدماء والسيوف مغروسة على ظهره من قبل مصارعه في الحلبة، شاهده صاحبه على طرف الحلبة فانطلق اليه ظانا انه سيساعده وبطبيعته الفطرية قبل صاحبه قبلة وهو لا يدري أن صاحبه باعه ليستمتع المتفرجون بموته على الحلبة. هذا حالنا مع ما يسمي بالمجتمع الدولي، قالها هتلر مرة للشعب الألماني لا تنتظروا مساعدات من أحد أو دولة أخري لتبني وطنكم ! في خضم هذا الصراع الذى يطول أمده وتتعمق الأزمة الإنسانية والأخلاقية فيه ونصبح أكثر رسوخا ، يصل السودانيين أنفسهم إلي قناعة بتقسيم البلاد الي دويلات حسب ماهو مخطط لذلك من أطراف إقليمية ودولية. إن إنتشال الوطن من هذا المستنقع بيد الشباب السوداني وضمير النخب السودانية، لا أمم متحدة ولا مجلس أمن يمكن أن يحل الصراع، فهو في ذاتة غير مأمون ولا يوجد جوار إقليمي حان علي شعبنا، فكلها من حولنا مصالح وسيوف مغروسة في ظهر ذاك الثور ... في قلب الوطن الجريح. وللأسف نحن من أذن لهم بذلك ليبقوا على الحلبة يستمتعون بالفرجه والمشاهدة
ความคิดเห็น