بقلنم الاستاذ / علي محمد صالح شوم
لندن-08/09/2022م
قتال الاخوة الاعداء يتجاوز الخطوط الحمر ويدخل اسبوعة الثالث بتوسع جبهات القتال ، على الرغم من النداءات المتكررة من المجتمع الدولي ، والتقراى يصرحون بكسر شوكة الهجوم الذي تشنه القوات الاثيوبية والارترية على الحدود الارترية ، فقد فتحت ارتريا حدودها على مصرعيه
لتصبح ساحة حرب مدمرة ، وذكرت مصادر مطلعة بان القتال الذي يدور منذ ثلاثة ايام شمل جبهة بادمي باتجاه شيرارو وجبهة زالمبسا وراما بالاضافة الى فتح جبهة جديدة في منطقة (بدا) باقليم دنكاليا فيما يبدو ان الخطة المرسومة تستهدف الوصول الى مقلى عاصمة اقليم التقراى. ومن جهة ثانية فان منطفة المثلث الحدودي بين السودان واثيوبيا وارتريا هو الاخر يشهد معارك طاحنة مما اطر السلطات السودانية ارسال تعزيزرات والطلب من المنظمات الانسانية العاملة في ( حامدايت) بمغادرة المنطقة خوفا على حياتهم . كما وصل المبعوث الامريكي مايك همر الى العاصمة الاثيوبية أديس ابابا لمواصلة مساعيه لوقف القتال بين الطرفين والعودة الى طاولة الحوار مجددا ، وهو أمر نرى امامه الكثير من العقبات خاصة وان الطرفين تقدما بشروط للحوار خاصة التقراى الذين تقدموا بستة شروط اعتبرتها الحكومة المركزية تعجيزية وبالمقابل رفض التقراى الشروط الحكومية ، ومن هنا فان العديد من مراقبي المشهد الاثيوبي يرون ان اندلاع هذه احرب مجددا تعني اخضاع كل طرف وازعانه للشروط المطروحة للحوار. ولكن هناك من يرى
ان المتابع للمشهد الدراماتيكي هناك يصل الى قناعة مفادها ان هذه الحرب التي اشتعلت للمرة الثانية بعد توقف دام لاكثر من 5 اشهر قد يطول امدها حتى يختفي احد طرفيها، وفي الجانب الارتري وضع دكتاتور اسمرا كل اماله على مالات هذه الحرب اللعينة فبقاءه مرهون بالانتصار على تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى ( الويانى) ، ونسي او تجاهل عن حقيقة ان الحرب التي تقضي على كل مقدرات البلاد لها نتائج كارسية على الجميع وان ارتريا التي تعاني من شح الامكانات المهدرة والطاقات الشبابية التي يزج بها في الحروب كل ذلك سوف يؤدي الى نهاية نظامه الطائفي الحاقد لامحالة ، فالشعب الارتري الذي يرزح تحت حكمه الجائر لا محالة سوف ينتفض عليه ويرمي به في مزبلة التاريخ وخير دليل تحرك الشباب الارتري في الخارج وما قاموا به مؤخر في عدد من البلدان الاوروربية ضد مهرجانات التسول الذي يقيمها تحت مسمى الدفاع عن السيادة الوطنية المفترى عليها . اما التقراى والذين يخوضون الحرب خاصة هذه الاخيرة فربما راودهم حلم حكم اثيوبيا مجددا بالقضاء على حكومة ابي احمد ومن ثم الالتفات الى أسياس ونظامه الطائفي ، ولكن حكم اثيوبيا لم يكن على شاكلة اباطرة التقراى وغزواتهم التي يذكرها التاريخ ، فليس الزمان كما كان ايام يوهنس الرابع ولا كما كان يفعل راس الولا ابا نقا حملاته المسعورة على الشعوب ، الشعوب الاثيوبية الان وعت الدرس ولم يعد ينطلي عليها كما في السابق ، كل المؤشرات تشير الى ان اثيوبيا التي نعرفها لم تعد كما هى وان تداول الحكم بين التقراى والامهرا زمانه قد ولى الى غير رجعة.
علي محمد صالح شوم
لندن-08/09/2022م
Comments