الأحد 21-01-2024 16:11 | كتب: رحاب الدين الهواري |
في عتمة الزنزانة تذوق مرارة الكلمة ومرارة الظلم، فما بين حرب نفسية وآخرى جسدية تخوضها منفردا أمام جلادك، عليك أن تصمد دون ألم، وأن تصرخ دون صوت، فلا يخرج منك سوى صوت سلاح عزيمتك وصبرك ونضالك. وهنا في رواية «عزيز» للكاتب الارتري هاشم محمود، وهي أول عمل إرتري في أدب السجون، صمم غلافها الفنان حسين جبيل، صدرت عن دار النخبة المصرية وعن دار ابن رشيق الأردنية، تأخذك حيث هذا المعلم الإرتري الحر عبدالعزيز والذي يتناوله العمل بسرد شخصيتة النضالية داخل وخارج سجنه المظلم، وما يتعرض له من تهم ملفقة من ساجنيه والمنتفعين حوله، فيأبي البيعة من أجل الوطن، ويصبر على ما تتعرض له أسرته، وعلى وحشية السجن ووحشية الفراق وألم القلق على الأحباب وعلى الوطن.
فبإسم الوطن عليك أن تتحمل قسوة الظلم والتهم التي تلقى على عاتقك، عليك أن تتحمل فراق الأهل والأحبة، فتودعهم امأنه بيد الله ثم بيد محبي الوطن. تسرد رواية «عزيز» جزءا كبير لشخصية المعلم عبدالعزيز النضالية لكنها تحمل أيضا جزءا كبيرا من خيال المؤلف في سياق الاحداث بالاضافة إلى إلقاء الضوء على حياة أسر السجين، وما يتعرضون له من انتهاكات نفسية وجسدية لكنهم لا يجيدون اللعب على الاوتار الخفية فلأجل أوطانهم هم على العهد والأمل، مهما كلفهم الأمر.
يتناول العمل وحشية الأنظمة المستبدة في سعيها لبث الخوف في النفوس، فليس بالضرورة أن تكون سجين رأي لينالك نصيبك من العذاب، فربما أنت خارج سجنك الأصغر لكنك في سجن الوطن الأكبر، طالما أنك تحت مظلة مثل هذه الأنظمة التي لا تتواني عن إسكات معارضيها بقدر ما تخشاهم. المصدر>>>>>
Comments