top of page

طوفان الحراك الارتيري

  • tvawna1
  • Sep 28
  • 4 min read

الثالث من ربيع الثاني 1447

بقلم الاستاذ / محمد علي حامد ابوزينب


ree

توطئة :-

مرت ارتيريا بمراحلة كثيرة وحقب متعددة من الاستعمارات المختلفة وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي والجغرافي المتميز بامتدادها الكبير لسواحل البحر الأحمر وجذرها الغنية بمواردها والقريبة جدا من باب المندب الذي يربط دول القرن الأفريقي بالعالم الخارجي والكل يبحث فى نفوذه واطماعه التوسعية ومصالحه ونهب خيرات البلد..

ولكن للحقيقة التاريخيه تتعتبر فترة الفيدرالية مع إثيوبيا التي فرضت اجبارا كانت هي الاسوى على الإطلاق في عهد هيلي سلاس ومنقستو هيلاماريم والتي شهدت مجازر وحرق قرى كاملة باستخدام (سياسة الأرض المحروقة) والابادات الجماعية لكثير من القري،والذي أدى بدوره لانطلاق اقوي ثورة (1961م) عرفتها القارة السمراء أمام اقوي إمبراطورية حينها .

وبعد ثلاث عقود من الكفاح المسلح والنضال والتضحيات الجسام وفقد الالاف من الأرواح الذكية الطاهرة حيث نالت ارتيريا استقلالها ليرفرف علمها خفاقا بين الأمم المتحدة معلنا عن ميلادها (1991).

ree

ولكن للاسف سرعان ما انقلب هذا الاستقلال إلى (استغلال ) لتبدا ثلاثون وعاما ونيف لفصول من الآلام والجراحات والمعاناة والماسي والتي مازال مسلسلها مستمر ونزيفها يجري حتى هذه اللحظة.!!!

لقد عرف الشعب الارتيري الابي ومنذ الاذل بخصاله الحميدة وحسن الجوار انطلاقا من مبادي قيمه الدينية ومسالمته الدائمة للجميع وتعايشه السلمي والودي بين كل مكوناته.

ولكن استطاع النظام الدكتاتوري الطائفي الحاكم باللعب في هذا الوتر الحساس وفرق بين مكوناته مستخدما ( سياسة فرق تسد ) ونظريته الميكافيلية الخبيثة!!!

فبعد بين القريب والبعيد وفرق بين الأخ واخيه والرجل وذويه وحصل ما حصل حتي وصلنا لهذه الحلقة المقلقة والمفترق المخيف..

وفي ظل دولة يحكمها رجل وأحد وبحكم مؤقت وبلا دستور وقانون ولامؤسسات وقبضة امنية حديدية مشددة في ظل طاغية مستبد،قد يكون هذا متوقع في تاريخ القارة الأفريقية التي تعاني الآمرين من فساد الانظمة وجبروت الحكام !!

لكن ان تجعل الدولة كلها ومكتسباتها ومقدراتها حكرا لفئة قليلة تحتكر السلطة والثروة، وتهمش الأغلبية،بل تبلغ بك العداوة القتل خارج إطار القانون بمجرد ابداء راء سياسي اصلاحي مخالف لهوي الفرعون، والاعتقالات التعسفية بلا جريرة والسجون الابدية،والتشريد للطاقات الشبابية الحيوية، لتصبح الدولة شبه فارغة تماما،وسجن كبير مفتوح!! والمحظوظ والسعيد فيه من فر بجلده تاركا الجمل بما حمل والى مصير مجهول!!!

ree

كل هذه الانتهاكات لحقوق العباد والبلاد عكست وافرزت مطالب طبيعية يجب أن يتمتع بها كل إنسان متمثلة في أبسط مقومات الحياة في أدنى حدودها .

ونتيجة لكل هذه الافرازات الغير إنسانية كان لابد من تحرك شعبي لاسماع صوت الحق والحقيقة للعالم الذي يعرف ويعترف بحقوق الإنسان..

ولقد كان لاعتقال الشيخ السبعيني( آدم شعبان ) مدير معهد مدينة قندع الديني سببا رئيسيا وبمثابة الحجر الذي حرك ماء البركة والقشة التي قسمت ظهر الطاغية في اسمرا، وهذه الحادثة من قبل النظام الحاكم لم تكن الأولى وأكيد ليس الأخيرة لكن ان تأتي في هذا التوقيت من عمر النظام( 34عاما ) وفى ظل تقلبات يشهدها العالم كانت بمثابة الخنجر المسموم في ظهر النظام خاصة إذا ما اعتبرنا بأن المعهد ليس له علاقة بالدولة فهو وقف خيرى لله من أحد محسني المدينة ويدرس ويرعي مايقارب الثلاثة آلاف من الطلاب والطالبات ودراسته تختصر في الجانب الديني فقط لاغيره .

ولهذا وذاك انطلق حراك شعبي من عاصمة الضباب ( لندن ) ليعم معظم عواصم القارة العجوز والتي تتواجد فيها اعداد كبيرة من أبناء الجالية إلارتيرية، وصال وجال ليشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ومازال قطاره يواصل سيره بسرعة البرق، وتكرر في بعض الدول لأكثر من مرة.

الذي تميز به هذا الحراك الشعبي عدم تاطيره تحت اى جهة منظمة سياسيا كانت او مدينة واسلوبه الحضاري في توصيل رسالته لاحرار العالم واوكار النظام( سفاراته ) الدكتاتوري في دول المهجر في رسالة مفادها كفي وكفي ثم كفي ظلما وجورا وان الأوان لعيش كل مواطن بحرية وكرامة وسلامة وينال حقوقه الطبيعية والقانونية كاملة،والافراج عن المعتقليين جميعا.

و ظهر نجاح الحراك الشعبي المبهر ووصول السوط لراس النظام والذي بان جليا في تعاطي النظام معه ووصفه باوصاف باهته لاتمت ا

للحقيقة والواقع بصلة والذي تعوض الجميع عليها من ابواق النظام هنا وهناك وحاشيته المريضة.

فنجد أحدهم يصرح بأنه يحارب اللحمة الوطنية وسيادة وسلامة وحدة ونسيج المجتمع وهو نفس السلاح المستخدم عندهم، وغيرها من المصطلحات التي تعرفونها وتسمعون عنها، وهذا يؤكد تماما بأن الرسالة وصلت بكل وضوح وان الوعي الجمعي الاجتماعي والإدراك قد تغير وليس اليوم كالامس..

والذي تميز به كذلك الحراك بأنه غير منظم سياسبا أو مؤدلج دينيا ليشمل تضامن كل ألوان طيف المجتمع الارتيري واعتقد هذه وأحدة من أهم أسباب النجاح .

نرجو ونتمني وفي ظل الأوضاع والظروف والمتغيرات العالمية مواصلة الحراك المبارك وتعممه في كل أنحاء المعمورة، واللحاق من بقية الجاليات بالركب وبالصورة الحضارية التي بدأ بها ليخطف شعبنا بالداخل الصابر والمصابر ثماره ويتخلص من الظلام الذي طال امده وعمره.

ونوصي بتشكيل هكيل تنظيمي عالمي بأسم الحراك الشعبي الارتيري ليكون أكثر تنظيما وتنسقيا وفعالية، وتبدا مرحلة جديدة أكثر تقدما بطرق مبتكرة وحديثة تطرق ابواب الحكومات والهيئات والمنظمات الآنسانية العالمية وكل السفارات لكل الدول في رسائل واضحة للنظر والتحرك العملي للاوضاع المزرية الذي يعيشها شعبنا بالداخل في ظل التعتيم الإعلامي ومنع الزيارات من الحقوقيين لتقصي الحقائق عمليا.

وكذاك مخاطبة البرلمانات ومجالس الشيوخ والوصول إلى اورقة الأمم المتحدة لإنقاذ مايجب انقاذه .

واذا الشعب اراد يوما الحياة

فلابد أن يستجيب القدر..

ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة..

 تبخر في جوها واندثر..

وما ضاع حق ورائه مطالب يرونه بعيدا ونراه قريبا .

الثالث من ربيع الثاني 1447

محمد علي حامد ابوزينب

 
 
 

Comments


bottom of page