بقلم الاستاذ / علي محجمد صالح شوم لندن – 22/02/2023م اجري تلفزيون اسمرا حوارا مسجلا مع الطاغية اسياس افورقي رئيس العصابة الحكامة في ارتريا ، وقد اعلن التلفزيون ان الحوار سوف يكون في اربع حلقات اى سيستمر لاربعة اسابيع ، بثت منه حتى الان حلقتين، وكعادته كال الطاغية الاتهامات للغير مبررا
مشاركته في الحرب بالتحالف مع أبي أحمد رئيس وزراء اثيوبيا ضد حكومة اقليم التقراى التي ترأسها الجبهة الشعبية لتحرير تقراى (ويانى)، الحليف السابق لتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ابان الكفاح المسلح والعدو اللدود بعد تحرير واستقلال ارتريا لنظام اسياس الذي اختطف تنظيم الشعبية الذي اوصله الى سدة الحكم ، كان حديث الطاغية كله اتهامات لامريكا التي قال انها وراء اشعال فتيل الحرب في المنطقة واعتبر الوياني تقراى ادوات ينفذون اوامر الامريكان وفي توصيفة للحال ذكر ان زمرة الوياني التي تنفذ ما تمليه عليها واشنطن في اشارة الى تبعية الوياني الى امريكا . لم تكن الاتهامات لامريكا من قبل اسياس جديدة على الشعب الارتري والمتابعين لشأن المنطقة ففي كل مرة يقحم فيه ارتريا وشعبها في حروبه العبثية الاتهامات جاهزة ، وقد لاحظنا ذلك في الحرب التي اندلعت في العام 1998م والتي عرفت بحرب بادمي وتعاملة مع السفيرة الامريكية سوزان رايس واتهامه لها بالانحياز لصالح اثيوبيا والاهانة الكبيرة التي وجهها لها وهى التي اتت لطرح المبادرة الرواندية الامريكية لحل النزاع بين ارتريا واثيوبيا ، ثم ان كل الحوارات التي اجراها اسياس بعد ذلك لم تخلو من من اتهام الادارة الامريكية . واذا اعتبرنا ان خلاف التقراى مع الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا قديم منذ ايام الثورة حول منطقة بادمي الامر الذي ادي الى القتال فيما عرف بحرب دامي في العام 1998 الى 2000م ، فقد تم حسمه بصدور قرار المحكمة الدولية وتبعية بادمي للسيادة الارترية ، ولهذا ليس هناك مبرر للدخول في حرب من جديد ، بل كان عليه اتباع الطرق الدبلوماسية والمطالبة بتنفيذ قرار المحكمة الدولية بالطرق القانونية بدلا من ازهاق ارواح ابنائنا في حرب لا علاقة لهم بها ، وان ما جرى في العامين الماضين من حرب ضروس في المنطقة ما هو الا صراع داخلي اثيوبي على السلطة وان تدخل الطاغية اسياس فيه لم يكن من اجل الدفاع عن السيادة الوطنية كما تدعي بعض الاقلام ولكنه من اجل اشباع شهوة اسياس في الانتقام ، والا كان بامكانه نشر قوات الدفاع الارترية في حدود البلاد من اجل حمايتها من اى اعتداء قد يأتي دون الدخول الى العمق الاثيوبي وازهاق ارواح الشباب . من هنا يمكننا القول لم تكن السيادة الوطنية هى المراد الدفاع عنها بقدرما شيئ اخر في تقديرنا. واذا كان الامر كذلك ما هو سر الخلاف بينه والويانى تقراى؟ في تقديرنا ان هذا سر لا يعلمه الا اسياس وليس سواه وحتى المقربين منه وحارقي البخور لا يعلمون ذلك السر الذي سوف يدفن مع صاحبه. وفي معرض حديثه في الحلقة الثانية تناول الوضع المتأزم في الصومال شارحا اوضاعه منذ عهد الرئيس الصومالى الاسبق الجنرال محمد سياد بري ، وكان الاجدر به لعب دور الوسيط المحايد لحقن دماء الاشقاء في الصومال ذلك البلد الشقيق الذي قدم للثورة الارترية كل اشكال الدعم السياسي والعسكري وغيره وهو اول بلد في العالم فتح مكتبا رسميا للثورة الارترية في اوائل ستينيات القرن الماضي وقدم جواز سفره للارترين دون من ولا اذي ، ولكن اسياس وبدلا من ذلك دعم جماعة الشباب ليعمق الجرح الصومالي الذي مازال يأن من وطأت الحروب ، وكلنا يذكر ظهور ما اطلق عليه القراصنة الصومالين في باب المندب وخليج عدن في فترة سابقة من هذه الالفية وان اصابع الاتهام وجهت وقتها الى استخباراته خدمة لاجندة الغير الذين يتهمهم الان وشواهد اخرى كثيرة لم يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة وسوف ناتي لها في حينه. نعتقد ان أسياس لا يعيش في اجواء الاستقرار ولهذا لابد من خلق عدو مفترض ، فقد افتعل ازمة اخري ايضا مع جيبوتي الشقيقة حول منطقة رأس دميرا وهى الازمة التي جعلت مجلس الامن الدولي يتدخل ويفرض عقوبات على اسياس ونظامة حيث توسطت دولة قطر الشقيقة بين الطرفين وارسلت قوات لنشرها بين الطرفين ولكن اسياس كعادته افتعل ازمة مع قطر واتهمها بالتامر على نظامه مما دفع الاخيرة سحب قواتها وهكذا دواليك كلما طفأت نار فتنة اشعل نار اخرى . في الختام اكرر دعوتي لجميع ابناء الشعب الارتري لتوحيد صفوفهم من اجل الخلاص من هذا السفاح.
علي محجمد صالح شوم
لندن – 22/02/2023م
Commentaires