top of page
tvawna1

رحل ريان... ووحد الأمة.. وكم من ريان بيننا؟؟؟

بقلم/ محمد علي ابوزينب 07/02/2022



خمسة أيام حسوما والإنسانية جمعاء تكتم أنفاسها وتشارب الافئدة وتلهج الألسن بالدعاء وتمروا الثواني والساعات ببطى عجيب والكل يتضرع ويرفع الأكف للمولى عز وجل أن يخرج الطفل ريان صاحب الخمسة ربيعا سالما ويثلج ويفرح قلب والديه


المفجوعين وقلوب العالم أجمع المتعلقة معه تضامنا وتعاضدا وتكاملا لأجل نفس إنسانية شاءت لها الأقدار ومنذ الازل أن تكون بهذه الطريقة والكيفية التي اختارها القادر والمقتدر والمتصرف في الكون ولأنه كتب في اللوح المحفوظ رفعت الأقلام وجفت الصحف ليقضي الله أمرا كان مفعولا والحمد لله على كل حال.


وبالرغم من مرارات الحدث المفجع والم الفراق لهذه النفس البشرية اليافعة والغضة الطرية والتي فعلا وح


دت قلوب الإنسانية جمعاء والمسلمين على وجه الخصوص،بعد جمود وجدانهم وفقدان الأحاسيس والمشاعر تجاه بني جلدتهم لكن شاء رب الكون سبحانه وتعالى أن يرسل بموت هذا الطفل إحياء الضمائر البشرية لعلها تكون درس وعظة وعبرة لمن كان له قلب وبصيرة والقى السمع وهو شهيد.


تابعت كغيره من الذين تابعوا وشاهدوا قصة ريان، عبر النقل الحي المباشر ووسائل التواصل الاجتماعي ووحقيقة أول مرة ياتيني إحساس عملي بروح هذه الآيات الكريمة وكلمات الصادق المصدوق عليه افضل الصلاة واتم التسليم التي تخاطبنا جميعا:


( إنما هذه امتكم امة واحدة... وإنما المؤمنون اخوة... وإلمؤمن اخوه المؤمن... والمؤمنين فى تواديهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى... ولايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. )


تشكلت كل هذه الايات القرآنية النورانية والدرر النبوية الشريفة وهي تتمثل في أرض الواقع في هذه المحنة الكبيرة والتي كانت في باطنها منحة لايغاظ الأمة الإسلامية جمعاء من سباتها وغفلتها وتشتتها وتشرزمها وتفرقها الذي جعلها فى قاع الأمم رغم علو ورفعة وقدر مكانتها وسمو قيادتها وخيريتها الأبدية بين الأمم.


خمسة أيام مرت وكأنها خمسون عاما لهول وعظم المصيبة التي أصابت الطفل المغربي في شمال أرض المغرب العربي الأصيل الطيب، هذه الشعوب التي تشكل وجدان الأمة الإسلامية وقلبها النابض بغيرتها على دينها وامتها وتمسكها بقيمها النابعة من شريعتنا الإسلامية الغراء والتي كانت سببا رئيسيا لتكالب الأعداء عليها في الماضي والحاضر المعاصر لكن قنعاتي ومعرفتي ومتابعتي المتواضعة لأحوال الأمة الإسلامية فى الأراضي المغاربية يجعلني حقيقة مطمئن لتلك ال

شعوب الحية بالرغم من الهجمات المرتدة العنيفة.


دعواتي الصادقة لم تنقطع وبالتأكيد كان حال الجميع طيلة فترة هذا الحدث الأليم والمؤسف ولم تتوقف طيلة هذه الايام وكان أملي ورجائي وامنيتي أن يرد ريان إلي أحضان والديه ليريح قلبهما المتفطر والمفجوع وكنت أدعو المولي عز وجل الذي سلم وحفظ يوسف فى البئر ونجى يونس في بطن الحوت والخليل من النار وحمى حبيبنا وشفعينا المصطفى بخيط العنكوبت أن يرده سالما لكن الاجل كان محتوما والأيام محسوبة والحمد لله الذي قدر ولطف وجعل أمر المؤمن كله خير.

نعم ذهب ريان لأن هذا كان مصيره وقدره وهو في بطن أمه ولن تجد لسنة الله تبديلاوتحويلا،وطبيعي أن يترك الحزن والأسى على قلوب الجميع لان فقدان نفس بشرية مؤمنة وهو يعتبر فقد لكل الأمة،والألمه تركت حسرة في النفوس لأن الكل يضع نفسه فى هذه المأساة ويحس بما يحس به ويعانية والداه وذويه والأمة الإسلامية توحدها السراء والضراء والأفراح والاتراح.


ماشهده العالم بأسره من تتضافر وتلاحم وتضامن وتشارك بين الراعي والرعية اثبت وأكد مما لاشك فيه أن الإنسانية لاتتجزاء والكل سواسية ويفترض أن يكون هذا هو القاسم المشترك لبني البشر في هذه البسيطة.



عاش الطفل ريان ولمدة خمسة أيام معزول ويعاني ما يعاني فى حفرة ضيقة في قاع الأرض لكنه إنتقل منها إلى رحاب أوسع إلي أحضان الجنان ونسيمها وريحانها ورياضها الفيحاء عند من هو أرحم به من أمه وأبيه والعالم أجمع، لكنه ترك رسالة ستظل خالدة لأنه ايغظ الأمة من مراكش إلي جاكارتا ومن غرناطة الي رأس الرجاء الصالح مفادها إن لم توحدكم السراء فالتوحدكم الضراء .

رحل ريان ولم ولن يكون الأول والأخير ففي كل ساعة ويوم نرى بام اعيننا مناظر تدمي القلوب وأشلاء الأطفال المؤسفة في كل حدب وصوب، فالنجعل من قصته نبراسا وموعظة ومشكاة نهتدي بها لإنقاذ كل هذه الأنفس والأرواح البرية ويكون شعارنا الأمن والأمان والسلامة للجميع.


اما نحن شعب ارض أول الهجرتين وارض الصدق في أمسى الحاجة لأخذ خلاصة المخلص منها لأننا من أكثر الشعوب معاناة في هذا المضمار والمنوال الحزين وما من بقعة فى المعمورة إلا ولنا فيها قصة وقصص مؤلمة تحتاج إلى توحيد جهود


نا ورص صفوفنا وراياتنا فمن مصوع واسمرا إلي تسنيت واغردادت ومرورا بكل مساحة من ربوع جارة البحر نزرع الوحدة والإخاء والمحبة وبعدها حتما سوف نحصد الثمار اليانعة ويأتي النصر والفتح المبين سوف يملأ كل شبر من بلدنا الحبيب أرتيريا.

كانت وفاة ريان درسا قاسيا جدا للجميع لكن استلاهم الدروس والعبر للأمة والشعار المستلهم توحيد جسد الأمة وإحياء القلوب من غفلتها.

اليوم ودعت الأمة ريان وغدا سوف نودع آخ


رين وانفسنا فهذا مصير كل البشرية المحتوم وتبقى وحدة ولحمة الأمة أبرز الدروس والعبر.

اسأل المولى عز وجل أن يرحم ريان ويسكنه أعالي الجنان ويتغمد جميع موتانا وموتى المسلمين اجمعين، ويجمعنا بهم في مستقر رحمته ودار كرامته أنه ولي ذلك والقادر عليه.

رحم الله الغلام ريان وصبر والديه الصبر الجميل وعوضهما عنه خير زكاة وأقرب رحما وجعله شفيعا ودليلا وقائدا لهما إلى جنات الفردوس زمرا.


السادس من رجب 1443

بقلم/ محمد علي ابوزينب


11 views0 comments

Komentáře


bottom of page