بقلم : يوسف عبدالرحمن
زيارة تاريخية قام بها فخامة الرئيس اسياس أفورقي لأديس أبابا بعد ثلاثة عقود من الاستعمار الاثيوبي لإريتريا وصولا الى الكذبة الكبرى في عام 1993 والتي سُميت زورا وبهتانا تحرير أريتريا!
أنا شخصيا وكثير من الخلق يشاركوني الرأي بأن رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد أبي أحمد (كاريزما) سياسية ناجحة قادمة من الأقليات الاثيوبية وهو يسعى جاهدا لطي جميع الملفات العالقة التي بيده بأقل الأضرار مثل الملف الإريتري وملف سد النهضة، العمالة الاثيوبية، الحدود مع الجيران، الإرهاب، الفقر والمجاعات، الاقتصاد المتعثر وغيرها من الملفات الساخنة، وأراه ساعيا للنجاح وسط تأييد شعبه وتعاظم مناصريه على مستوى الداخل والخارج.
أعود لفخامة الرئيس اسياس أفورقي الطرف الآخر الذي أراه في هذه الزيارة يقفز على حقائق التاريخ والجغرافيا وغيرها من الملفات (هروبا) من مسؤولياته تجاه شعبه المظلوم والمحاصر في الداخل من سطوته والجبهة الشعبية، وهناك الكثير من (الملفات) العالقة وأهمها تزايد ظاهرة الاتجار بالبشر الأريتري خاصة في تزايد الكثير من الحوادث التي لم تحرك لها الدولة ساكناً وكأن الأمر لا يعنيها!
أذكِّر سيادة الرئيس فقط بتقرير منظمة العفو الدولية الأخرى والذي يدينه ويدعوه الى وضع حد فوري للانتهاكات والتجاوزات على حقوق الإنسان بما في ذلك اضطهاد الأقليات الدينية والتجنيد الإجباري الذي ترفضه الأكثرية المسلمة!
أرجو من سيادة الرئيس أن ينظر فيما قاله سيف ماغنو مدير منظمة حقوق الإنسان إن انتهاء العدائيات بين إريتريا واثيوبيا هي (لحظة سعيدة) ويجب أن تتبعها الحكومة الإريترية بإصلاحات ملموسة تُحدث فرقا في حياة الشعب وتضع حداً لعقود القمع في أريتريا!
٭ ومضة: تشير تقارير منظمة العفو الدولية إلى أن الآلاف من الإريتريين من ضمنهم 15 سياسيا فيما يعرف بمجموعة الـ 15 ونشطاء سياسيون مسجونون في ظروف تعسة للغاية منذ عام 2001م!
أضف الى ذلك سحقه لكل المحاولات المطالبة بالعيش الكريم وأبسط حقوق الإنسان.
٭ آخر الكلام: تفرض الحكومة الإريترية الخدمة العسكرية الإجبارية على الشباب والأطفال، وهناك ممارسات تقوم بها أجهزة النظام مرفوضة، وذلك بإلزام الفتيات بالتجنيد الإلزامي مما جعل الكثير من العائلات المسلمة والمسيحية تفر وتهاجر في ظروف جعلتها (بضاعة) في اتون التجارة المحرمة في بيع البشر والاتجار بالأعضاء وما نتج عن هذا الأمر من ضحايا لقوا حتفهم في الصحارى والبحار!
٭ زبدة الحچي: رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد بدأ حكمه بسياسة نهج العفو والتسامح والانفتاح وتعزيز الديموقراطية والإفراج عن (السجناء السياسيين) وطي الملفات العالقة بين اثيوبيا وجيرانها وغيرها من الإصلاحات... إلخ.
فخامة الرئيس الإريتري اسياس أفورقي.. إنهاء الصراع ما بين الدولتين الجارتين وطي الماضي أمر مرغوب، لكن تبقى هناك تساؤلات كثيرة لك حول ملفات كثيرة عالقة في إريتريا التي تعاني من أوضاع داخلية مروعة فلا يسمح للإعلام العربي والإسلامي بالدخول ولا لغيرهما ما لم يكن معلوم الهدف من زيارته وهي مرسومة من المطار الى المطار!
إن إريتريا حالها حال كل دول العالم التي تحكم بالديكتاتوريات تحتاج اليوم الى حرية الاختيار والتعبير ضمن (التحرك السلمي) وحد فوري للانتهاكات التي نالت حقوق المواطن الأريتري منذ عام 1993 وعلى العالم أجمع مساعدتها للتحرر!
آن الأوان أن يعيش المواطن الإريتري في أسمرة وكرن ومصوع وعصب وناكفا واكيوردات وتسني وغيرها من المدن الأريترية يمارس حرية التعبير ومستخدما وسائل التواصل الاجتماعي دون خوف من إبداء رأي!
اليوم إريتريا أكبر سجن لمواطنيها والثانية بعد كوريا الشمالية وعدوة الصحافة والصحافيين وفق مؤشر حرية الصحافة العالمية وهي تعيش عزلة فظيعة لا يمكن تصورها!
نتمنى لاثيوبيا وإريتريا (السلام) فالبشرية كلها اليوم تكره الحروب والاستبداد والتفرد بالحكم وتعشق (التنمية) لأنها طريق الاستقرار والظلم والعدوان لن يستمرا وهذه هي حقيقة الحياة، ومن لا يعيها تزيحه الشعوب من طريقها والمواجهة الحتمية ما بين شعب متوثب نحو الحياة الحرة ورئيس يناور بألاعيبه على أوتار محاصرة الداخل متخلصا من الضغوط الخارجية بمزيد من التحولات السياسية هنا وهناك، لكن الحقيقة الباقية أن إريتريا مقبلة على جرعة أوكسجين نظيف يعطيها زفرة الحياة القادمة.. ترقبوا الولادة! المصدر >>>>
Opmerkingen