بقلم الاستاذ: محمد رمضان إعلامي إرترى
28/06/2024
إن العمل في مجال توعية المجتمعات والجاليات ضرورة تقتضيها الحياة ورسالة عظيمة تستحق الثناء والتقدير وحين يتعلق ذلك في مجتمعات تعيش بعيدة عن وطنها وثقافتها وتقاليدها تتعاظم
المسؤليه فتصبح أكثر أهمية وأكبر مسؤلية وبالتالي فإن الشخصيات التي تتولي هكذا مسؤلية يجب أن تكون أكثر وعيا وأعمق نظرا وأبعد بصيرة وأوسع فهما وإعتدالا.
إن المركز الثقافي الإسلامي بلندن هو فكرة بدأت برغبة شخص بريطاني إعتنق الإسلام وتمني أن يكون للمسلمين مكانا يؤدون فيه فريضة الصلاة وشعائر الدين وهو (اللورد هيدلي) حيث كان عضوا في مجلس اللوردات - مجلس الأعيان البريطاني. وفي عام 1944 أهدى الملك جورج السادس جزء من حديقة ريجنتس بارك الملكية لتكون مسجد للمسلمين. وفي عام 1967م تبرع الملك فيصل رحمه الله مبلغ مليوني جنيه إسترليني لبناء مركز إسلامي متكامل بقلب العاصمة البريطانية لندن وتحولت الفكرة الي واقع عملي ملموس ليكون المركز مؤسسة متكاملة تعكس روح الإسلام لأحد أهم الأديان السماوية إعتدالا وجمالا وشمولا حيث تم بناء صرح معماري متكامل به مسجد كبير وفخم ومكتبة بها أكثر من 26000كتاب من مختلف الكتب الشرعية والفقهية والتوعوية وقاعة كبيرة للمحاضرات وعقد الزواج ومكاتب إدارية متعددة للعاملين فيه وبه مطعم ومحل تجارى تباع فيه الإحتياجات العادية للفرد المسلم.
فاليوم أصبح قبلة للزوار والمقيمين، وتم اعتماده رسميا كأحد معالم مدينة لندن.
فالمركز اليوم يمثل صرحا لدبلوماسية الأديان بين الشعوب،والمجتمعات ويحتل مكانة رسمية معتبرة لدى الدولة .
كما أنه برعاية مجلس أمناء يتكون من سفراء الدول العربية والإسلامية حيث يقوم المجلس بدور الرعاية والدعم والتوجيه .
يتبني المركز الخطاب المعتدل في التوجيه والمتزن في الرؤى ويعكس قيم التعايش والتسامح لديننا الحنيف وللمركز أدوار إجتماعية وثقافية ودينية متعددة في إطار تعاليم ديننا الحنيف التي تنبذ العنف وترسخ قيم التعايش والسلام بين جميع المجتمعات والأديان.
يقف علي رأس هيئة الفتوى والشؤون الشرعية في هذا المركز المرموق شخصية إرترية وهو فضيلة الشيخ الدكتور فايد محمد سعيد الشخصية الهادئة والباسمة والمتواضعة وهو كنز معرفي بالخبرة والمعرفة والعلم الأكاديمي والشرعي وكنز أخلاقي بسلوكه وإنضباطه فهو إرترى قح ووطني أصيل فهو رجل خدوم بشوش يعتز ببلده وتاريخها ونضالات شعبه وتاريخ رجاله الذين اسهموا في وضع لبنات الدولة ومؤسساتها
حيث تجده يحكي بفخر عن الشيوخ الأفاضل في أرتريا علي رأسهم الشيخ إبراهيم المختار مفتى الديار الأرترية الأول وآخرون وكيف إستطاع هؤلاء بناء وتأسيس مؤسسات كالقضاء والأوقاف والإفتاء وإستطاعوا بجهودهم الفردية من تعليم النشء والطلاب علما شرعيا متقدما ولغة عربية رفيعة متكاملة بحيث أصبح الطلاب الإرتريين حينها يتفوقون علي اقرانهم من الدول
والأكثر عجبا كيف نال هؤلاءتعليمهم في الأزهرالشريف بعد أن وصلوه مشيا علي الأقدام في رحلة طويلة شاقة .
فمن هو الدكتور فايد محمد سعيد.؟
هو أحد الطلاب الذين درسوا
علي يد مجموعة من العلماء والمشايخ في ارتريا والمدينة المنورة والأزهر الشريف أبرزهم الشيخ حامد عبد القادر قاضي المحكمة الشرعية بالعاصمة الإريترية والعلامة عطية محمد سالم قاضي المحكمة الكبرى في المدينة المنورة والمدرس في المسجد النبوي الشريف وتلميذ الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب كتاب أضواء البيان وفضيلة الشيخ طه الريان عضو هئية كبار العلماء بالأزهر ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة الأزهر.
تخرج من الجامعة الإسلامية وحصل منها علي درجة البكالوريوس كما حصل علي درجة الماجستير بتقدير إمتياز من المركز القومي للبحوث. جامعة القاهرة .
كما نال درجة الدكتوراة بدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف جامعة منيسوتا الإسلامية. الولايات المتحدة الأمريكية.
لديه مؤلفات علمية عديدة أبرزها
The meaning of Muhammad and our culture memory.
وله مقالات ومشاركات متعددة في المؤتمرات والندوات كما إختير ضمن قائمة 500 من أكثر المسلمين تأثيرا في العالم لسبع سنوات متتالية. وتم اختياره ضمن المستكتبين في موسوعة الوسطية والتعارف التي أصدرتتها منظمة التعاون الإسلامي. وتم اختياره أيضا أحد المشاركين في الدورة الخامسة والعشرين لمجمع الفقه الإسلامي الدولي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
بقلم :محمد رمضان
Comments