top of page
tvawna1

حروب المنطقة والثابت والمتحول


بقلم الاستاذ / فتحي_عثمان 05/08/2023


إذا جاز لنا استخدام العنوان الكلاسيكي للشاعر أدونيس لتفحص واقع حروب منطقة القرن الافريقي نكون قد ظلمنا العنوان قليلا، لا لسبب الا لأن حروب منطقة القرن الافريقي قلما يكون

فيها ثابت يعين على فهمها وبناء أنساق فكرية لتجنبها وويلاتها مستقبلا. فهي تذهل المتابع الحصيف قبل الناظر العابر. وهذا يعود للمواقف الزئبقية للمتحاربين ومؤيديهم؛ والخطاب الكاذب الذي يمثل حبلها السري. فأصدقاء الأمس هم أعداء اليوم، وأعداء اليوم يسنون رماحهم لطعن أصدقاء الأمس. ضمن هذا الهرج يطلب صناع الحروب التأييد الأعمى في المنشط والمكره، ولا يسمحون ولا يتسامحون مع أي تساؤل عن الحروب وأسبابها، ويشهرون عليك سيوف التخوين.

إضافة للكارثة الدامية التي تعصف بالسودان تتجدد الحرب في إقليم الأمهرة الاثيوبي حتى تصل إلى حالة إعلان الطوارئ وقطع الانترنت والاتصالات عن الإقليم (المتمرد). وكما نقول دوما أن مبعث اهتمامنا بحروب اثيوبيا هو العواصف التي تثيرها على المنطقة ودول الجوار خاصة ارتريا.


في السابق كان التصريح الوحيد (والمعتمد) لدخول الجيش الارتري الحرب في اثيوبيا من قبل القائد الأعلى لقوات الدفاع الارترية هو "الحفاظ على سلامة وأمن اثيوبيا"، مع تأكيده المغلظ أن ما كان يحاربهم كانوا يطمحون إلى تدمير اثيوبيا ولاحقا ارتريا. في حينها طرحنا تساؤل مشروع وهو (ماذا إذا تمردت قومية اثيوبية أخرى، غير قومية التيغراي ضد الحكومة الفيدرالية فماذا سيكون عندها موقف القائد العام لقوات الدفاع حيال سلامة وأمن اثيوبيا؟)

اليوم يخوض الحليف السابق في أديس ابابا حرب كسر عظم ضد مليشيات (فانو) الأمهرية بتعاون ملموس من سكان الإقليم وهي مليشيات حليفة لأفورقي حتى اليوم. وسؤالنا يتجدد هذه اللحظة أين سيحط رحال افورقي في هذه الحرب بفهم أن مبدأ (سلامة وأمن اثيوبيا) لم يكن تكتيكا في الحرب السابقة، بل استراتيجية عسكرية كلفت الكثير من الدماء.


كيف سيكون موقف دكتاتور اسمرا، وكيف سوف تتبدل الأحلاف والمواقف والخطاب المصاحب للحرب؟ ثم قارعو طبول الحرب تحت مختلف المبررات الرجراجة والتي تشبه تراجف قالب من الجلي يحمله مصاب بشلل رعاشي: ماذا سيقول هؤلاء في تبرير الحرب المقبلة وتقلباتها. مع استمرار الحرب في اثيوبيا يبدو أن المنطقة موعودة بالجديد غير المفيد

61 views0 comments

Comments


bottom of page