بقلم الاستاذ/ علي محمد صالح شوم لندن 07/05/2022 الاول من مايو هو عيد العمال العالمي وقد صادف هذا مع مناسبة عيد الفطر السعيد، وبهذه مناسبة التاريخية (عيدالعمال العالمي ) والثالث من مايو ذكرى شهداء الحركة العمالية الارترية ، دعونا نسلط الضوء على نضالات الطبقة العمالية الارترية ، فمنذ نهاية الاربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي وفي اوج نضال الحركة الوطنية الارترية من اجل الاستقلال كانت الحركة العمالية
الارترية حضورا متميزا وفعالا ، وبما انها الكيان النقابي الوحيد الذي كان موجودا على الساحة فان نضلاتها كان هى الاكثر ، مع وجود حراك طلابي في المدن الرئيسية ولكنه لم يكن مؤطرا وهذا لايقلل من دور الطلاب بالطبع ولكننا نتحدث هنا عن الحركة العمالية كجسم منظم بالاضافة الى دورها الحيوي والفعال في كل مراحل النضال الارتري التحرري من مرحلة تقرير المصير الى النضال السلمي ثم الكفاح المسلح والثورة الارترية الذي استمر لثلاثين عاما، كان للحركة العمالية الارترية دور ميز تصدرت المظاهرات في االعام 1958م والتي بدأت في مدينة كرن ثم عمت جميع المدن الارترية منددة بالاستعمار الاثيوبي وسياسات ضد الشعب الارتري ، مما اطر حاكم ارتريا وقتها ( اسفها ولدمكئيل ) للخروج علنا لمواجهة المظاهرات وخاطب المواطنين في ساحة ( اندا ماريام) في قلب العاصمة أسمرا وأشار الى ان هذه المظاهرات تم الاعداد لها في كرن وتم تنفيذها في أسمرا في اشارة لا تخلو من دلالات ذات بعد طائفي ، وكانت الحركة العمالية مبهرة في نشاطها ضد الاحتلال الاثيوبي ، وكرد فعل قامت سلطات الاحتلال بتنفيذ حملة اعتقالات كبيرة شملت قيادات وكوادر عمالية ولكنها لم تغيير في واقع الامر حيث تواصلت المظاهرات . وفي مرحلة الكفاح المسلح تأسس الاتحاد العام لعمال ارتريا في العام 1972م بعد المؤتمر الوطني العام الاول تنفيذا لقراراته ويذكر ان المؤتمر كان قد اعطي مقعد للعمال واخر للمرأة في المجلس الثوري للتنظيم والذي كان السلطة العليا في ذلك الوقت وذلك تكريما وعرفانا بدور المنظمات الجماهيرية في العمل النضالي ، تأسس الاتحاد العام لعمال ارتريا واختير الشهيد البطل علي عثمان حنطي كأول سكرتير عام له وأصبح بحكم موقعه عضوا في المجلس
الثوري، الشهيد حنطي استشهد في الثالث من مايو 1975م في موقع انعقاد المؤتمر الوطني الثاني لجبهة التحرير الارترية اثناء تعرض المقر للقزف بالطيران الاثيوبي ، وقد اعتمد الاتحاد لاحقا يوم استشهاده يوما لشهداء الحركة العمالية الارترية. لعب الاتحاد العام لعمال ارتريا دورا كبيرا في تأطير العمال الارترين في المهجر والداخل أيضا خاصة العمال الزراعين في المناطق التي حررتها الثورة فيما بعد واقام بعض الخلايا العمالية السرية في المدن والتي كانت نواتها قائمة منذ بداية الثورة وكانت تعرف بفروع الجبهة في المدن الارترية. ونذكر هنا ان قرار المؤتمر الوطني للجبهة باقامة المنظات التالية : العمال ، المرأة ، الطلبة ، الفلاحين ، الشباب ، والمنظمات الفئوية كالمعلمين والحقوقين والكتاب والصحفين الارترين والاطباء بالاضافة الى منظمة تعني بالعمل الانساني فكانت جمعية الهلال والصليب الاحمر الارترية.
لعب الاتحاد العام لعمال ارتريا دورا متميزا في رفد التنظيم بالمقاتلين ليصبحوا ضمن فصائل ووحدات جيش التحرير الارتري ، وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي والاعلامي كان سفيرا لقضية شعبه في اوساط المنظمات النقابية العربية عاكسا معانات الشعب الارتري وما يتعرض له ، وفي فترة وجيزة نال عضوية الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب واصبح سكرتريره العام عضوا في المجلس المركزي للاتحاد الدولي ونال كذلك عضوية منظمة العمل العربية وعضوية مراقب في اتحاد العمال العالمي والذي مقره (براغ). في ختام هذه الاضاءة البسيطة نترحم على شهداء الحركة العمالية الارترية وكل شهداء الوطن الغالي، واتمنى من الاخوة والاخوات الذين عاصروا تلك الفترة ان يوثقوا لنضالات الحركة العمالية الارترية وأخص هؤلاء الذين كانوا قيادات الاتحاد وكوادره.
علي محمد صالح شوم
لندن 07/05/2022
Comments