ببالغ الحزن والأسى، تلقّيتُ النبأ الجلل بوفاة المغفور لها بإذن الله أم أميرة زهرة خليفة موسى حاج، حرم المغفور له بإذن الله أبوبكر كنتيباي محمد عبدالله جميل
- tvawna1
- Oct 26
- 3 min read
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ، وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
– سورة البقرة، الآيات 155–157
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
– سورة آل عمران، الآية 185
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
– سورة الفجر، الآيات 27–30
صدق الله العظيم
ببالغ الحزن والأسى، تلقّيتُ النبأ الجلل بوفاة المغفور لها بإذن الله أم أميرة زهرة خليفة موسى حاج، حرم المغفور له بإذن الله أبوبكر كنتيباي محمد عبدالله جميل، ووالدة كلٍّ من عمر ومحمد عبدالله في السودان، وصالح وجميل وأميرة وأمونة ونجاة في أستراليا، جميعهم – ما شاء الله – متزوجون وقد أكرمها الله بحسن التربية لأبنائها وبناتها وأحفادها.

كانت – رحمها الله – نِعم الأم ونِعم الجدة. وبعد وفاة زوجها قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، أدّت واجبها في تربية أبنائها خير أداء. وقد شاء الله أن تكون خاتمتها في مكة المكرمة، حيث جاءت لأداء العمرة برفقة ابنها البار محمد عبدالله – أصغر أبنائها – الذي أصرّ على مرافقتها في رحلتها المباركة، فجزاه الله خير الجزاء.
وكانت وفاتها ودفنها في مكة المكرمة، في لحظةٍ مباركةٍ ومكانٍ طاهرٍ كريم.
الراحلة الكريمة هي شقيقة المغفور لهم بإذن الله:
الأستاذ الجليل عمر – مربي الأجيال، والذي بعد تخرجه من بيروت عُيِّن نائبًا للمدير العام للتعليم، ثم رُقِّي إلى عمدة بلدية لكفاءته ومقدرته، فكان من أنجح عمد المدن الكبرى – وسليمان توأمها، خريج كلية التربية، المناضل الجسور، ورجل الأعمال اللامع، ويسن الذي توفاه الله فجأة وهو في ريعان شبابه طالبًا في المرحلة الثانوية. رحمهم الله جميعًا رحمةً واسعة.
كما أنها شقيقة المغفور لها خديجة – حرم المغفور له كوليري بيا عبي – وعائشة، حرم الأستاذ أبوبكر سعدالدين المقيم في أستراليا، والدكتورة فاطمة المقيمة في كندا، أطال الله في أعمارهن.
وللأسف، لم يكن لدي علم بوجودها في مكة المكرمة، ولم أسمع بخبر وفاتها إلا عبر (الفيسبوك) ليلة الأربعاء، حيث كنت مشغولا في الأيام الماضية ببعض الكتابات وضيوفٍ كرام.
رحمها الله رحمةً واسعة، وأسكنها فسيح جناته، فهي من أسرةٍ كريمةٍ عزيزةٍ إلى قلبي، فقد كان والداها يعاملانني كأحد أبنائهما، وكنت أبادلهم الودّ والتقدير.
عرفت الراحلة أم أميرة عن قرب منذ عام 1981م، حين التقيتها في منزل توأمها سليمان – رحمه الله – في الصحافة زلط، ثم دعتني مشكورة لتناول الغداء في منزلها بجبرة. وقد كانت – رحمها الله – كريمةً، متدينةً، تقيّةً، مهذبةً، وفيّةً، وأمًّا مثاليةً ربت أبناءها على حسن الخلق وجميل السيرة.
الفقدٌ جلل، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله:
(إنا لله وإنا إليه راجعون)، وإنا لفراقكِ يا أم أميرة لمحزونون.
اللهم اغفر لها وارحمها، وعافها واعفُ عنها، وأكرم نُزُلها ووسّع مُدخلها، واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقِّها من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم اجعل مسكنها الفردوس الأعلى، واجعل قبرها روضةً من رياض الجنة، وجازها بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا، وتغمدها برحمتك ورضوانك، وبارك في عقبها.
اللهم انقلها من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور، في سِدرٍ مخضود، وطلحٍ منضود، وماءٍ مسكوب، وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
وألهم آلها وذويها وأبناءها وبناتها وأحفادها وأرحامها وجيرانها وآل الخليفة موسى حاج وآل كنتيباي محمد عبدالله جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
رحم الله أم أميرة زهرة خليفة موسى حاج رحمةً واسعة، وأسكنها الفردوس الأعلى.
بقلم الاستاذ / عيسى سيد محمد






Comments