شعر/عبدالقادر محمد هاشم
هذا مقطع من قصيدة للشاعر الفحل والأديب الأريب والشيخ الجليل عبدالقادر محمد هاشم والتي
هي بعنوان(الحِبُّ شِعبُ) قام بنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة مرور الذكرى السادسة والثلاثين على المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الأثيوبي ضد الأهل بمنطقة شعب وكان عدد الشهداء أربعمائة وخمسين نسمة من بينهم نساء وأطفال ومسنون، سحقتهم الدبابات الأثيوبية تحت جنازيرها الآثمة،
وذلك في الثاني عشر من مايو أيَّارَ سنة ثمانٍ وثمانين وتسعمائة وألف ميلادية /١٩٨٨/٥/١٢م ..
والشَّعبُ قد دفَعَ الأثمانَ بَاهِظَةً
ماليسَ يَحصُرُهُ زعَدٌّ ويَحتَسِبُ
أما افتداءُ "شِعِب" فذاكَ مُعجِزةٌ
إذ مِثلَهُ لمْ تَرَ الأجيالُ والحِقَبُ
فلم يكن ماجَرَىٰ نِتاجَ مَعرَكَةٍ
كُلٌّ يُعِدُّ لَها جَيشاً ويَحتَرِبُ
وإنما اهتجمَ العَدُوُّ مُنتَقِماً
والأبرياء عن الديار ما هربوا
لمّا اغتزتهم جيوشُ الخصمِ هائلةً
كلُّ الأهالي انبرت أرواحَهَا تَهَبُ
فالشَّعبُ - ثَمَّ علَىٰ البَيداءِ مُنْتَشِرٌ-
لاقَىٰ جَحافِلَهُم عُزْلاً أيَا عَجَبُ !!!
فِي"شَلْشَلَا" وَ "أَبِر" أعظِم بِمُجتَمَعٍ
دِماؤُهُ في الحِمَىٰ هناكَ تَنسَكِبُ
مَن ذَا الذي قد رَأىٰ بينَ الوَرىٰ بَشَراً
أمامَ دَبّابةٍ كَالطّودِ يَنتَصِبُ
إذ لَيسَ يَترُكُها تَمضِي مُدَمِّرَةً
إلَّا عَلىٰ ظَهرِهِ وَلَيسَ يَنسحبُ
لمَّا غزَت آلياتُ الغَدرِ فاتِكةً
بِنِصفِ ألفٍ منَ الأباةِ مَا رَهِبُوا
مُجَنْزَرَاتُ العِدَىٰ حتّىٰ الصُّخورُ بِها
تَصيرُ طِحناً وفِي التُّرابِ تَنسرِبُ
ظلت تُفتِّتُهم لكنها جَهِلت
أن الكرامَ إلى العلياءِ قد ذهبُوا
قد ارتقت تلكم المآتُ فائزةً
وصار غيرُهُمُ الفِداءَ يَرتَغِبُ
وكيفَ لا وَهَيَّابُ الموتِ مُحتَقَرٌ
ويُستباحُ من العِدَىٰ ويُستَلبُ
ومَن يُضَحِّ بالروحِ تلك غاليةً
فذاكَ منه العدوُّ ليسَ يَقتربُ
يا آيةً فِي الفِدا ظَلِلْتِ مُدهِشَةً
تَفدِينَهُ وَطَناً نَادَاكِ يَا شِعِبُ
قَد فُقتِ صَامِدَةً شُمَّ الجِبَالِ وَمِن
صُمُودِكِ انهزمَ الأعداءُ وارتعبُوا
هَزَمْتِهِمْ بِتَفَانٍ مَالَهُ شَبَهٌ
تظلُّ أحرفُه بالنورِ تُكتتبُ
ضربتِ ثم أغلى الفداءِ ذا مَثَلا
فصرتِ فوقَ الألىٰ أمثلةً ضَربُوا
وقد أزيلَ العِدىٰ كنسا ومطردةً
حتّىٰ انتفَوْا وعن البلاد قد غَرَبُوا
ความคิดเห็น