بسم الله الرحمن الرحيم بقلم الاستاذ / علي محمد صالح لندن
١٧ ديسمبر ٢٠٢٣
قال تعالى في محكم تنزيله: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" صدق الله العظيم.
انتقل الى جوار ربه الشيخ نواف الاحمد الجابرالصباح امير دولة الكويت الشقيقة في يوم السبت 16 ديسمبر 2023م اثر علة مرضية، الشيخ نواف الذي غادر هذه الفانية عن عمر ناهز ال83 عاما قضى جلها في خدمة شعبه ووطنه الكويت وامته العربية والاسلامية ، فقد بدأ ممارسة العمل العام وقيادته وهو في ريعان الشباب متدرجا في مواقع المسؤليات الادارية والسياسية من محافظ الى وزير لعدة وزارات في الدولة الكويتية ثم وليا للعهد فاميرا للبلاد بعد رحيل شقيقة الشيخ صباح الجابر الاحمد الصباح عليه الرحمة ، ذلك الرجل الذي كانت له مواقف مشهودة في الوقوف مع القضية الارترية العادلة في اجتماعات الامم المتحدة وهو كما نعلم اقدم وزير خارجية لدولة الكويت وتعتبر الكويت اول دولة عربية تتبنى القضية الارترية وتطرحها علنا في الامم المتحدة .
عرف الشيخ نواف بتواضعه وادبه الجم متعاونا ولم تكن المواقع الرفيعة والمسؤوليات التي تقلدها حاجبا بينه وبين شعبه وان كان معظم حكام الكويت يتميزون بالتواضع والقرب من الناس وهى سمات نجدها عند عامة الشعب الكويتي ، تعرفت على الكويت وشعبها عن قرب في فترة تكليفي بمهمة ممثل تنظيم جبهة التحرير الارترية فيها في منتصف السبعينات من القرن الماضي وكانت من السنوات الخصبة في عملي النضالي بمكاتب جبهة التحرير الارترية الخارجية ويرجع الفضل فيها بعدالله سبحانه وتعالى الى طبيعة المضيف وهو الشعب والحكومة الكويتية ، وجدت ترحابا منقطع النظير وتعاون مثمر كانت نتائجه على عملنا النضالي واضحة ، فالكويت الشقيقة من اوائل الدول التي وقفت مع حق الشعب الارتري وساندته بالمال والدعم العسكرى والسياسي في المحافل الدولية والاقليمية وعلى الصعيد الاجتماعي وجدت الجالية الارترية خاصة العمال كل الترحاب وقد ذكرت ذلك في وداع المناضل محمد علي الامين حيث قرار الشيخ سعد العبدالله رحمه الله وزير الداخلية انذاك ومن ثم ولي العهد باعطاء العمال والعاملات الارتريات الاقامة الدائمة مجانا في ارض الكويت ، ولم يقتصر الامر على ذلك فقد وجدت شريحة الطلاب فرصا كبيرة في مدارس وجامعة الكويت في مختلف التخصصات . ودور الكويت في التخفيف عن معانات جرحى حرب التحرير فكانت مستشفياتها مفتوحة لهم .
اما على الصعيد الاعلامي فان وكالة الانباء الكويتية والصحف اليومية والدوريات كانت تتابع باستمرار انتصارات الثورة الارترية ولم تخلو صحيفة او وكالة الانباء من خبر عن انتصارتنا فكانت بحق داعما حقيقيا لثورة شعبنا العادلة وكلنا يذكر دور جمعية المعلمين الكويتية في تبني قضايا المعلمين الارترين وجمعيتهم انذاك في اتحاد المعلمين العرب لتصبح عضوا اصيلا في الاتحاد وقد تعاقب على رئاسة جمعية المعلمين الارترين كل من الأساتذة محمود محمد صالح وعيسى سيد وصالح محمد محمود ، ولا يفوتني ان اذكر المرأة الكويتية واسهاماتها الكبيرة في دعم اللاجئين الارترية في مخيمات اللجؤ في شرق السودان .
وكان الاستاذ يوسف عبدالرحمن متعه الله بالصحة على رأس الأقلام التي كافحت مدافعة عن الشعب الارتري وثورته وقد زار الميدان عدة مرات وكان صديقا وفيا لجبهة التحرير الارترية ، والشيخ الحجي يوسف الفليج رئيس اللجنة الشعبية لجمع التبرعات الذي كان يتصدر قائمة الداعمين للثورة الارترية والسيد محمد ناصر الساير وكيل تويوتا بالكويت الذي تبرع بعدد من سيارات التايوتا واخيرا وليس اخر يحضرني الدور الكبير للسيد برجس حمود مدير وكالة الانباء والهلال الاحمر الكويتي في دعمه الإعلامي والإنساني هذا قليل من كثير عن دور الكويت حكومة وشعبا في الوقوف مع قضيتنا ومعانات شعبنا ابان الاحتلال الاثيوبي الغاشم ولا زالت الكويت تحتفظ بعلاقات مع ارتريا على الرغم من تنكر الطاغية لدورها كغيرها من الذين قدموا ووقفوا مع الشعب الارتري وثورته العظيمة وللتاريخ كانت الكويت مع عدالة القضية الارترية ولم تفرق بين هذا الفصيل وذاك اطلاقا .
رحم الله الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وجعل كل ما قدم لشعبه وامته في ميزان حسناته واخذ الله بيد خلفه الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح فهو خير خلف لخير سلف وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي القدير .
علي محمد صالح
لندن
١٧ ديسمبر ٢٠٢٣
Comments