حزب النهضة الارتري – مكتب الإعلام والاتصالات 17/4/2022
علاقة الارتريين بالمملكة العربية السعودية قديمة ومتغلغلة في التاريخ وللمملكة دور كبير في الوقوف مع شعبنا إبان الكفاح المسلح والوقوف إلى جانب قضيته العادلة ، والارتريين وجدوا رحابة الاستقبال والضيافة في الأراضي السعودية وكان السعوديين أكثر تفهما من أي جهة أخرى لوضع الارتريين ، وتبعا لذلك منحوا تسهيلات كثيرة تمكنهم من العيش في السعودية وهم مطمئنين ، وهؤلاء لعبوا دورا عظيما في رفد الثورة الارترية بكل احتياجاتها المادية وبذلك شكلوا المحور الثالث للثورة خاصة في البدايات حيث كانت القيادة السياسية في القاهرة والعسكرية في الميدان .
وللمملكة دور لا ينكره إلا جاحد في نصرة قضية الارتريين العادلة منذ الأربعينات حيث كان لقادة المملكة ارتباطا وعلاقات وطيدة ببعض القادة الارتريين وبالأخص الشهيد الشيخ عبد القادر كبيري الذي كان يناديه جلالة الملك فيصل بالمصوعي ، ومرورا بمرحلة الكفاح المسلح وكانت لها محاولات كثيرة وجادة في توحيد الفصائل الارترية لصالح الوحدة الوطنية الارترية حيث كان يعتقد قادة المملكة يقينا انه لا حل للمشاكل التي تواجه الارتريين حالا ومستقبلا إلا بإيجاد وحدة وطنية متينة .
إضافة إلى الوقوف المشرف في الجانب السياسي لقضايا الإرتريين وكفاحهم للحصول على الاستقلال فان قادة المملكة لم يغفلوا الجانب الإنساني فقد قدموا المساعدات تمثلت في توفير المنح التعليمية لأبناء ارتريا من المستويات الدنيا حتى الجامعات وكذلك دعموا جهاز التعليم الارتري الذي كان يقوم على أمر تعليم أبناء اللاجئين الارتريين في المعسكرات والمدن السودانية .
إذا كنا نذكر جانبا من مواقف المملكة السياسية والإنسانية إلى جانب الشعب الارتري كحكومة وقيادة إلا إننا لا نغفل أن نذكر وبكل إجلال وتقدير الشعب السعودي الذي بادل الارتريين حبا ولطفا فقد شاطرهم في لقمة العيش وكانوا يقفون إلى جانبهم ويعينونهم ماديا وعينيا متضامنين ومتألمين لما الم بالارتريين من أوضاع مأساوية حيث كانت صور ضحايا الحرب الضروس التي كانت تخوضها إثيوبيا متخذة من سياسية الأرض المحروقة منطلقا وقاعدة .
ولا يزال الشعب السعودي وقد توطدت علاقاته بالشعب الارتري الذي يحفظ له الجميل وفقا لمدة الإقامة الطويلة التي امتدت لعقود فإننا نجد اليوم رجالا وشبابا هم قد ولدوا بالسعودية ونالوا تعليمهم في مدارسها وجامعاتها تربطهم رابطة حميمية بالأرض وأهلها ولهم علاقات متجذرة مع أقرانهم من أبناء السعودية وهم يرددون النشيد الوطني السعودي .
بلادي بلاد الإباء والشمم
ومغنى المروءة منذ القدم
وفيها تصون العهود الذمم
يعانق فيها السماح الهمم
ستبقى بلادي منار الأمم
بعد الاستقلال حيث كانت أمال الارتريين في الاستقلال ويحلمون بالعودة للوطن إلا أن الوطن بعد نيل الاستقلال لم يشهد الاستقرار المطلوب ولا السلام الذي كان مأمولا مما اضطر معظم الارتريين بالبقاء بالمملكة التي استقرت فيها أفئدتهم متيقنين في دواخلهم بنبل شعبها
وحكمة قيادتها التي جنبت الشعب الارتري مغبة وتبعات تلك المشاكسات والهجوم الإعلامي التي قام بها النظام الارتري في بواكير الاستقلال 1992 ضاربا عرض الحائط لمواقف المملكة التاريخي ووقوفها ودعمها القضية الارترية وغير آبه بأوضاع ومصالح الآلاف من الارتريين.
وحتى يومنا لا يزال الشعب الارتري بالمملكة العربية السعودية يحظى بالرعاية الكريمة من لدن القيادة الرشيدة واستمر كذلك تعاون الشعب السعودي وتقديمه للمساعدات للمحتاجين والمرضى وكبار السن والأرامل منطلقين من الواجب الديني وتقديرا للعشرة التي امتدت لعقود فهذا وفاء جميل يعبر حقيقة عن نبل وشهامة هذا الشعب الكريم والشعب الارتري من طبعه الوفاء وسيظل يذكر مناقب المملكة وشهامة وحكمة قادتها ودوما هذا الشعب يقف إلى جانب المملكة ويشيد بكل ما تقوم به من جهود من اجل إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة .
وبحكم موقع ارتريا الجغرافي الذي يعطيها أهمية إستراتيجية وارتباط شعبها بشعوب المنطقة عبر التفاعلات التاريخية والهجرات وبما أن السلام والاستقرار أصبح هاجس ومركز اهتمام قادة المملكة نظرا لما تتبؤه من مكانة سامية على مستوى المنطقة والإقليم والمجتمع الدولي حيث تلعب المملكة دورا محوريا لما تحظى به من قبول ، فان شعبنا يؤمل الكثير وينتظر من قيادة المملكة الرشيدة أن تجد هموم شعبنا ومعاناته الاهتمام الذي تمليه ضرورة بناء السلام والاستقرار والمستقبل الآمن لشعوب المنطقة التي تعيش اليوم في ظروف بالغة الخطورة قد تفدي إلى كارثة قد يصعب وصفها .
حزب النهضة الارتري – مكتب الإعلام والاتصالات
17/4/2022
Comments