أسرة الشهيد ادريس ابراهيم هنقلا
استراليا - ملبورن
إنها الذكرى الخامسة والثلاثون لاستشهاد الوالد ادريس هنقلا الذي استشهد في مساء الجمعة من يوم 20 سبتمبر 1985م. مرت ب
نا السنون بحلوها ومُرها وكبرنا معها وكبرت مآسينا معها حتى بعد تحرير كل الاراضي الارترية من براثن الاستعمار الأثيوبي البغيض، لم تندمل جراحاتنا بل نكأ هذا النظام الجروح القديمة وسَمَلَ مآقينا وضللنا الطريق مرةً أخرى وبدأ شعبنا البطل يبحث عن مواطن أخرى عبر الصحارى والبحار البعيدة ودارت بنا الأيام وانشغلنا بدنيانا.
كبقية الأسر الارترية أخذنا نصيبنا من الزحف اللاإرادي نحو سماوات جديدة وكان اغلى شئ نملكة ذكرياتنا و كتاب ضخم هو الشئ الوحيد الذي ورثناه من الوالد المناضل، اذن ورثنا تاريخاً. انه كتاب يومياته الذي دون فيه مشاهداته اليومية ابان حرب التحرير والكفاح هو اغلى ما نملك.
ولكن برغم انه اغلى ما نملك فإن كل الشعب الارتري البطل يشاركنا فيه.هذه اليوميات لا تخص الشهيد ادريس هنقلا لوحده بل تخص كل مناضل تأبط السلاح ناضل بنفسه أو ماله أو حتى بوقته أو قلمه هذه اليوميات تخص كل الأجيال التى جاءت بعد جيل التضحيات وجيل البناء والتعمير وللاجيال التى لم تولد بعد حتى لا يندثر هذا التاريخ، تاريخ الثورة الارتريه الذي يحاول البعض طمسه ولكن هيهات هيهات لهم فإن من المستحيل بمكان لأي كائن كان ان يتجاوز تأريخ جبهة التحرير الارتريه.
الآن وبعد خمس وثلاثون عاما من الاستشهاد نزف لكم فرحتنا بإتمام طباعة اليوميات دون أن نضيف أو نحذف أي فكرة أو كلمة وباشرافنا التام لليوميات سطراً سطراً بل حرفاً حرفاً.
آلت الأسرة ان تستعين بأحد المراكز المتخصصة في الشأن الارتري ولقد رأينا أن مركز دراسات القرن الأفريقي له القدح المعلى في هذا المجال.ونجدد لهذا المركز شكرنا وامتنانا المبجل لهم متمثلاً في شخص الاستاذ / عبدالله اسماعيل آدم مدير المركز الذي لم يألو جهدا وكان خير عون لخروج الطبعة الأولى لترى النور.
وكان بودنا ان ندشن له في بدايات هذا العام ولكن لا يخفى على الجميع ما تمر به البشرية من تداعيات جائحة كرونا على كل مناحي الحياة في المعمورة،ونأمل أن تنجلى في القريب لنضع هذه اليوميات بين أيديكم.
نعلم أن هذه اليوميات ملك لكل الشعب الارتري وايضاً نجزم انها تضع النقاط على بعض الحروف بالذات لغز انسحاب جبهة التحرير الارترية في عام 1981 من الساحة الارترية.
ختاماً اردنا ان تكون الذكرى السنوية لاستشهاد الوالد هذا العام مختلفة تماماً عن السنين السابقه. كما نتمنى أن نكون قد حققنا هدف الشهيد الوالد من كتابته لليوميات إذ قال في اهداءه في صدر اليوميات (( كتبت هذه اليوميات ليرى من بعدنا هل نحن أخطأنا ام أصبنا ،، فإذا اخطأنا فصححوا ما اخطأنا فيه، واذا أصبنا فهذا هو هدفنا )).
أمنيتنا اننا حققنا ما كان يهدف اليه.
ولكل من يريد التواصل لازداء النصح أو الاستفسار
idrishangala.fm@gmail.com
Comments