بقلم / علي محمد صالح شوم
20/03/2022
تناقلت وسائل الاعلام المختلفة الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن عبدالرحمن ال ثاني الى جمهورية روسيا الاتحادية مؤخرا ، والتي وجدت اهتماما كبيرا من مختلف وسائل الاعلام العالمية والاقليمية ، حيث التقى هناك بنظيره السيد سيرجي لي غاروف ، وقد تركزت المباحثات على الازمة الروسية الاوكرانية واثارها السالبة على المجتمعات المحلية في الدولتين وكذا بقية العالم.
تجدر الاشارة هنا. ان دولة قطر هى الدولة العربية الوحيد التي يزور مسؤل رفيع منها روسيا منذ تفجر القتال بين الروس والاوكران ، كما ان قطر سبق وان لعبت ادوارا مماثلة في التوسط لحل النزاعات في مختلف المواقع اخرها كان دورها الكبير في التوسط لحل الازمة الافغانية الامر الذي اكد قدرة قطر للعب دور الوسيط الناجح الامر الذي اكسبها احترام الجميع وثقتهم بان تساهم في حل المشاكل التي تطرأ من وقت لاخر .
معلوم بان الدبلوماسية القطرية كان لها الدور الكبير في المشكلة السودانية خاصة في اقليم دارفور المطرب واستضافة الحوار الدارفوري الداخلي بين مكونات. الاقليم ، وقد سخرت كل مؤسساتها للوصول الى حل يوقف الحرب هناك وكللت مساعيها بالنجاح بان تشكلت السلطة الاقليمية برآسة الدكتور التجاني السيسي في الاعوام الاخيرة التي سبقت سقوط حكومة الرئيس البشير ومازالت في متابعة مستمرة للملف الدارفوري. ونذكر ايضا دورها المميز في التوسط لحل الخلاف الحدودي ببن ارتريا وجيبوتي وارسالها قوات الى الحدود بين الدولتين، يضاف الى ذلك المساهمة الفعالة في دعم اتفاقية شرق السودان وتبنيها مشاريع تنموية في المنطقة الحدودية قبل ان تصبح حبر على ورق لعدم التزام اسمرا والخرطوم بها ونقصد هنا مشاريع التنمية، فدولة مثل قطر محدودة المساحة وقليلة السكان تتمتع بتقدير المجتمع الدولي لادوارها الكبيرة ولحنكة قيادتها والتزامها بالقيم والمبادئ التي امنت بها , فهى وعلى الرغم قلة سكانها ومحدودية مساحتها الا انها تتربع على عرش الاقتصاد العالمي فهى من الدول المهمة اقتصاديا وهى التى وظفت مداخيلها توظيفا صحيحا في مجالات الاستثمارات المختلفة، فالصندوق القطري للانماء من الصناديق. الاستثمارية المهمة التي ساهمت في التنمية في بعض البلدان خاصة العربية منها. كما نجد ان قطر قد حافظت على علاقات متوازنة مع الجميع بما فيهم جمهورية روسيا الاتحادية. اما على الصعيد الخليجي فقد استطاع الاخوة الخليجيون التغلب على الخلاف الذي نشب بين قطر و بعض الدول الخليجية ، ومن خلال مبادرة المغفور له الشيخ صباح الاحمد الصباح امير دولة الكويت تم حل الخلاف في مؤتمر (العلا) باالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وهذا يحسب لهم جميعا بان اتى الحل خليجي دون تدخل خارجي.
على الصعيد الداخلي يمكننا القول ان المواطن القطري يعيش في رفاهية متمتعا بكل حقوقة التي كفلها له الدستور القطري وكذا العمالة الوافدة التي وجدت في قطر مامنا تمارس حياتها وتساهم في تنمية الدولة حسب ما تكفله لهم القوانين.
ففي مجال الاعلام لعبت قناة الجزيرة ومازالت دورا مهما في تناول الاحداث بحيادية والجرأة في تناولها ، الامر الذي سبب بعض المتاعب لقطر وحاول البعض اجهاضها دون جدوى، فها هى قطر تستضيف هذا العام كأس العالم وهى تظاهرة رياضية كبيرة وضعت قطر في مجهر الاعلام ، ومن المؤكد ان الاستعداد المبكر لها اكسب قطر الكثير من دور الريادة والمساهمة مع بقية المجتمع الدولى في رفع الشأن الرياضي ، فقطر الان في مصاف الدول المتقدمة. على صعيد.القضايا العربية لقطر دور مشهود وموقف واضح في مساندة القضية الفلسطينية باعتبارها محور الصراع والقضية المركزية الاولى .وخير دليل تبنيها اعادة اعمار قطاع غزة ففي كل مرة يتعرض فيها للدمار من قبل اسرائيل.
في ختام مقالي هذا اود ان اتناول دور دولة قطر الشقيقة في دعم النضال التحرري الارتري، فقد فتحت لنا ابواب مدارسها وجامعتها من خلال تقديم المنح الدراسية، بالاضافة الدعم المادي والعيني واذكر هنا وفي فترة الانسحاب الاستراتيجي من المدن الارترية في العام ١٩٩٧٨م مررنا في جبهة التحرير الارترية بضائقة مالية، حينها كنت ممثلا للجبهة في الكويت ، قمت بكتابة مذكرة الى القيادة القطرية عبر سفيرها في الكويت سعادة السفير العطية وبعد اسبوع من المذكرة تم اشعارنا من قبل بنك الكويت الوطني بتحويل مبلغ مليون دولار في حساب التنظيم لاشك كان موقفا نبيلا ومشرفا من الاشقاء في قطر ، وقد استمر الدور القطري الداعم لارتريا بعد التحرير ايضا فقد منحت رأس النظام طائرة رئاسية لتنقلاته الخارجية وفتحت سفارة في العاصمة اسمرا وابدت استعداها التام لدعم الاقتصاد الارتري المدمر ، وكلنا تابع الزيارة التاريخية التي قام امير قطر انذاك الشيخ حمد بن خليفة ومشاريع التنمية التي تم الاتفاق على اقامتها ، ولكن الطاغية اسياس لم يستفد من تلك العلاقات الممتازة التي بنيت منذ عهد الثورة بل اساء التعامل وخسر قطر ودعمها لارتريا وشعبها. توجد.في قطر سفارة ولكنها غير فاعلها ودورها محصور في خدمة النظام.
علي محمد صالح شوم
20/03/2022
コメント