بقلم الاستاذ / على محمد صالح شوم
17/11/2022
تابع العالم الحوارات التي جرت بين الفرقاء الاثيوبين والتي افضت الى اتفاق سلام بين الطرفين (الحكومة الفدرالية الاثيوبية وحكومة اقليم تقراى )
والذي عرف باعلان بريتوريا عاصمة جمهورية جنوب افريقيا، اشرف الاتحاد الافريقي على هذه الحوارات بحضور مراقبين دوليين ، ويحسب للاتحاد الافريقي انه نجح هذه المرة في الوصول الى المصالحة بين الطرفين الاثيوبين ، ولم يكن في تاريخ هذه المنظمة التي تأسست في العام 1963م في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا تحت اسم منظمة الوحدة الافريقية ، يذكر التاريخ منجز حقيقي يحسب لها على الرغم من الجهود التي بذلت لتطويرادائها وهياكلها واخرها كان ما تم في مدينة سرت الليبية في زمن العقيد معمر القذافي والذي تم فيه تحويل المنظمة الى الاتحاد الافريقي مع وضع خطوة طموحة ليصبح اتحاد الولايات الافريقية في المستقبل ، هذا فضلا على انشاء ما
اسموه مجلس الامن والسلم الافريقي وفض النزاعات الافريقية الداخلية، ان ما تحقق في جنوب افريقيا انجاز يحسب له مع وجود تدخلات خارجية بالطبع كعامل مساعد للوصول الى ما حدث . توقيع السلام بين الاثيوبين يمثل البداية الصحيحة للوقوف على كل ازمات القرن الافريقي التي تلتهمها الحروب والمجاعات ، فالحرب نتيجتها الدمار والموت حيث خسر طرفي الصراع الالاف من الارواح ودمرت البنية التحتية بالاضافة الى الخسائر المادية الاخرى، وكان من الاجدر ان يتحاور الطرفان منذ انلاع الحرب ، خسر الاقتصاد الاثيوبي كثيرا فبدل ان يواصل نموه ها هو يتراجع اليوم ونذر المجاعة تلوح في سماء البلد كله والحروب الداخلية في بقية اجزاء اثيوبيا هى الاخرى مشتعلة. من المفارقات ايضا ان تصبح ارتريا طرفا في هذه الحرب لتفقد ابنائها في نزاع لايعنيها مطلقا الا اذا سلمنا ان الناهي بامره الطاغية اسياس يريد اشباع رغباته مدفوعا برغبة الانتقام والثأر جراء ما لحق به في الحرب التي عرفت بحرب (بادمى) . ان الحلف الغير مقدس بين أبي أحمد والطاغية اسياس افورقي قد يقود الى عواقب وخيمة خاصة ان اسياس يرفض الخروج من شمال اثيوبيا بحجة ان حربه لم تحقق اهدافها والمتمثلة في ازاحة الجبهة الشعبية لتحرير تقراى من المشهد السياسي في اثيوبيا التي اختار قادتها السلام والعودة الى الدستور والقانون وهذا يعني ان الجبهة الشعبية لتحرير تقراى كتنظيم سياسي باقي في الحياة السياسية الاثيوبية ، بل سوف تصبح شريكا في صنع القرار الاثيوبيي هو ما يزعج طاغية اسمرا ، خسر الطاغية اسياس كل شيئ فكل الاسلحة والمعدات الاثيوبية التي دخلت ارتريا سوف يتم تسليمها الى اثيوبيا مجبرا وها هو يعود بخفي حنين بعد ان ازهق ارواح الشباب الارتري ،ومن ناحية اخرى لم يخفي ابي احمد حلمه بمنفذ بحري لدولته المغلقة وهو ما لم يخفيه وامامنا تصريحاته باقامة بحرية اثيوبية والحديث عن عصب لن يقطع من قبل بعض النخب الاثيوبية خاصة نخب الامهرا الشوفينين. نعتقد حان الوقت الان كي تلتفت قوى المعارضة الى واقع البلد والمخاطر التي تتهدده واولها المخاطر الداخلية والمتمثلة في بقاء الطاغية اسياس على سدة الحكم وهى الثقرة التي سوف يؤتى منها الوطن ففي ظل وجوده سيادة ارتريا في خطر حقيقي ، ولهذا نطالب المعارضة الاسراع بعقد مؤتمر جامع تنبثق منه حكومة ارترية في المنفي تمثل الشعب الارتري وتدافع عن سيادة البلد وكرامة انسانه وتطالب العالم الوقوف مع ارادة الشعب في التغيير الديمقراطي وقامة دولة المؤسسات والعدل.
على محمد صالح شوم
コメント