الأسئلة_الشائكة

بقلم الاستاذ / فتحي عثمان 16/11/2024

تناولنا في المقالات السابقة استراتيجيات تكوين مليشيات في شرق السودان وخطورة الأمر دون التطرق لوضع الشرق ذاته وذلك لأن المساحة لا تسمح بالتناول الشامل.

اليوم نركز على الشرق وتأثير العسكرة عليه بطرح الأسئلة. هذه الأسئلة – وغيرها كذلك- تنبع من مشروعية التساؤل وإن كان طرحها يشبه مخاطبة مذيع النشرة في التلفزيون، وكل الأمل يظل في أن تكون جرعة لقاح لتقوي المناعة ضد أوبئة الغد. أساس هذه الأسئلة أو مبعثها هو هشاشة العلاقات الاجتماعية في الشرق، والامتداد القبلي والعشائري داخل ارتريا، وأخيراً قضايا الهوية والانتماء، فكل واحدة من هذه القضايا كانت ولا تزال تطرح أسئلة عنقودية، ولكن العسكرة الراهنة لشرق السودان تضيف بعداً خاصاً لهذه الأسئلة.

ونطرح الأسئلة من باب المشاركة دون أي إجابات من طرفنا عسى أن يكون في تنوع الأجوبة تعدد في زوايا النظر لما يجري في ارتريا وشرق السودان والمنطقة برمتها.

تزعم قوات الشرق بأنها تدربت وتسلحت من أجل حماية الشرق وإنسانه والسؤال هو: ماذا لو تجددت فتن الشرق مرة أخرى بين مكوناته المختلفة (كما يحدث بين فترة وأخرى) فماذا سيكون شكل الحماية عند نشوب هذه الفتن؟

ولإثارة مشاكل الانتماء (والتهديد المتكرر بمراجعة جنسيات شرق السودان) فكيف تكون الإجابة على السؤال التالي: لو لم تكونوا ارتريين لما قام أفورقي بالتعب على تدريبكم وتسليحكم؟

لم تشهد ارتريا حتى في حالات الحرب الأهلية تسليحاً وتدريبا قبلياً وعشائرياً، فالحرب الأهلية دارت بين تنظيمات سياسية، وبمعرفة أن بعض قوات الشرق التي نقصدها ثقلها القبلي داخل ارتريا وليس السودان، فكيف يرد الجنود والمتدربون وقادتهم على سؤال المكونات الارترية الأخرى القائل: أنكم أدوات لخدمة أغراض أفورقي ليس في السودان فحسب، بل في ارتريا كذلك؟

لأفورقي مبررات لا تحصى في رفض عودة اللاجئين الارتريين من السودان، ومنها قوله بأن كل الذين ولدوا في السودان، خاصة في المعسكرات، بعد 1967 كلهم سودانيين خلص فكيف يكون الرد على سؤال: عندما دربناكم لم ندربكم كإرتريين، بل كسودانيين، فكيف سيكون تأثير تسليح وتدريب هذه القوات على مسألة حق اللاجئين الارتريين في العودة؟

في حال رفض القوة التي تم تدريبها وتسليحها القتال بأوامر من الجيش السوداني أو الارتري فماذا سيحدث في هذه الحالة، فالجنود لم يعودوا أشخاصاً مدنيين يمكنهم رفض الأوامر والتعليمات العسكرية؟

أخيراً، وبعد تجربة تأسيس وتسليح الدعم السريع والمليشيات الأخرى: هل تكوين المليشيات في شرق السودان وغيره هو الحل الأمثل لازمات السودان؟