بقلم الاستاذ / عيسي سيد محمد
06/03/2024
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)

ليس هناك ما هو أشد إيلاماً للنفس من تلقي نبأ وفاة أخ وصديق وزميل عزيز وغالٍ ، من الكوكبة الذين كانوا مثالاً للصدق والوفاء في العمل والتعامل. الفقيد حامد دلشاي، رجل المزايا والصفاء والخصال الحميدة، قضى جل أيام عمره في خدمة وطنه مخلصاً ومحباً ومحبوباً، ومثله وإن غيبه الموت يظل حاضراً يتردد ذكره وذكر مآثره.
كانت بداية معرفتي به في العام 1978، وكان من بين كوادر جبهة التحرير الارترية يومها، وممن يُشار إليهم بالبنان، كان تيتمع بالهدوء والتواضع ونبل الأخلاق والذكاء الحاد. كان مواحداً من كوكبة نيرة من الاسلامين أمثال القامات الشامخه المغفور لهم بإذن الله، الشيخ أبو نوال محمد اسماعيل عبده، والشيخ أبو ماجد حامد تركي، وابو عبدالوهاب عبدالكريم جمع أطال الله في عمره وغيرهم وغيرهم.
هذه الكوكبة من الرجال الأوفياء ، وبعد انتهاء المسيرة النضالية لجبهة التحرير الإرترية بمغاردرتها الساحة، ودخولها السودان، أعلنوا عن تأسيس حركة الرواد الإسلامية وكان الفقيد من بين قادتها المرموقين حتى وفاته. ومنذ بداية التسعينات في القرن المنصرم تم اختياره رئيساً لرابطة اللاجئين الارترين وقد أبلى بلاءً حسناً، حيث كان متفانياً في الخدمة، ساعياً في الخير، صبوراً على ما يواجه في سبيل تحقيق الغايات التي ظل يعمل من أجلها طوال حياته.
كان رجلاً فطرت نفسه على سجية الإخاء والوفاء ولا يسعنا إلا أن نقول وداعاً وإلى جنات الخلد مع الصديقين والشهداء والصالحين، كما نسأل الله أن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضه من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً، وتلقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم أحل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم اجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وألْهم آله وذويه وأبنائه وبناته واحفاده ورفاق دربه وأقاربه ومحبيه وجيرانه وأرحامه وآل دلشاى الصبر والسلوان وحسن العزاء (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
عيسي سيد محمد
Comments