top of page
tvawna1

إلي جنات الخلد الأستاذ الجليل أبو أحمد عبدالقادر خليفة أحمد محمود 

بقلم الاستاذ / عيسي سيد محمد 25/03/2024 (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة/ 155 – 157

إلي جنات الخلد الأستاذ الجليل أبو أحمد عبدالقادر خليفة أحمد محمود 



وداعاً أخو الإخوان وحبيب الكل الذى ظلّ طوال حياته ضد العنصرية المقيتة التي مزقت النسيخ الوطني قاتلها الله.

هو من واحد من طلائع الكوكبة النيرة من أبناء قندع الخضراء الذين درسوا فى مدرسة كرن المتوسطة وكان متفوقاً في كافة المراحل الدراسية، لكن معرفتي به كانت في جامعة أديس أبابا عام ١٩٦٦م ميلادية، حيث كنا مجموعة من المعلمين الشباب القادمين من ارتريا، قمنا باستئجار منزل بالقرب من جامعة هيلي سلاسي بأديس أبابا، ولحسن الحظ كانوا جميعهم من خيرة المعلمين وهم - المغفور لهم بإذن الله - عبدالله كنتيباي كرار كنتيباى محمد هداد ركا وصالح محمد محمود وعبدالقادر خليفة أحمد محمود وشخصي الضعيف، وكانت نعم المجموعة الخيرة خلقاً وتهذيباً وانسجاماً، تقبلهم الله بواسع رحمته. وكان ود الخليفة أبو أحمد أكثرنا تدينا حافظا لكتاب الله لذا كان قدوتنا وإمامنا الذي يصلي بنا في المنزل. 

كانت هذه المرة الأولى في حياتي التي أسكن مع شاب يقوم اليل ويصلي بخشوع وخضوع جعله الله في ميزان حسناته، وكان ملازماً لتلاوة القرآن بعد صلاة الفجر حتى الشروق. كنا كل يوم جمعة نذهب من "سدس كلو" إلي "ماركاتوا" لأداء صلاة الجمعة في مسجد أنوار وكان أكبر مسجد بأديس ابابا في ذلك الوقت وكان يبعد نحو ثلاثين كيلو متراً عن الجامعة، وفي تلك الأيام كانت مساجد أديس أبابا تعد بأصابع اليد أما اليوم فقد صارت تحتضن مساجد كبيرة وكثيرة ما شاء الله، وفي أحياء العاصمة المترامية الأطرف.    

كان - رحمه الله – نبيلاً وخلوقاً ومتواضعاً، ذكياً وذو عقل راجح ، وكان من صفاته أيضاً الهدوء والصبر والمثابر وكان مرحاً لا تفارق الابتسامة محياه الصبوح فقد حباه الله بكل الصفات الحميدة، فقد زاملته في مسيرة التعليم وعرفته أكثرعن كثب عندما  تم اخيارى كموجه فني School Suppervior، في مدارس أسمرا حيث عملنا في مكتب واحد وزادت محبتنا وكان - رحمه الله - محبوباً أينما حل.

وبالرغم من الظروف القاهرة التي فرقت بيننا إلأ أننا لم ننقطع عن بعض، فقد استقر بالملكة العربية السعودية وعمل في عدد من الشركات المرموقة، وكلما كنت آتي لأداء العمرة كان يأخذني إلي منزلة ويكرمني وعندما اغادر كان يرافقني إلى المطار لوداعي ويغدق علي بالهدايا القيمة.      

بعد معاناة من المرض لسنوات غادر دنيانا الفانية في الحادي عشر من شهر رمضان المبارك ووري جثمانه الثري في مقبرة الرحمة في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

المغفور له بإذن الله والد كلٌّ من احمد وطه بكندا والطيب ويسن وصلاح بجدة ومصطفي   باندونيسيا، وله من البنات أسماء وميمونة وكلهم متزوجون إلا آخر العنقود، لقد كان مربي الأجيال الحنون والتقي النقي، نعم الأب لأبنائه قام حيث كان يتعامل معهم بلطف ورافة كانهم أصدقائه، وكانوا هم  ونعم الأبناء والبنات براً وتديناً جزاهم الله خيرا وبارك الله فيهم. لقد قاموا برعايته وعلاجه والاهتمام به بداءٍعضال اعتنوا به خير عناية حتي الذين كانوا خارج المملكة كانوا ياتون لزيارته من حين لآخر، جعل الله كل ذلك في ميزان حسناتهم، لقد فازوا برضاه وكان يدعوا لهم ليلاً ونهاراً.

تعازينا لهم جميعاً وأن يلهمهم الله الصبر وحسن العزاء في الفقد الجلل، كما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.  اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً، وتلقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم أحل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اللهم اجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.  

عيسي سيد محمد

46 views0 comments

Comments


bottom of page